101
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

وقوله : (في أوّل ليلة) .
في بعض النسخ بالهاء. وفي بعضها بالتاء .
وقوله : (لا تختلف) .
في بعض النسخ: «لا تُخلِف» من الإخلاف .
وقوله : (قبل السحر) .
قال في المغرب : «السَّحَر : آخر الليل . عن الليث: قالوا : هو السدس الآخر، وهما سحران، والسحر الأوّل قبل انصداع الفجر، والآخر عند انصداعه» . ۱
وقال في المصباح : «السَّحَر، بفتحتين: قُبَيل الصبح. وبضمّتين لغة» . ۲
وقوله : (إلّا أن يكون جُنبا ...) إشارة إلى علّة تخلف بعض الرؤيا مع كونها في السحر؛ إذ الجنابة والحدث والغفلة عن ذكره تعالى يوجب البُعد عن جناب قدسه تعالى، والقُرب من وساوس الشيطان واستيلائه على الإنسان .
ولعلّ المراد بحقيقة الذِّكر ما يليق بجناب قدسه تعالى، أو الأذكار المأثورة عند النوم .
وقال بعض الأفاضل :
قوله عليه السلام : «في سلطان المردَة الفسَقة» أي في أوّل الليل يستولي على الإنسان شهوات ما رآه في النهار، وكثرت في ذهنه الصور الخياليّة، واختلطت بعضها ببعض، وبسبب كثرة مزاولة الاُمور الدنيويّة بَعُدَ من ربّه، وغلبت عليه القوى النفسانيّة والطبيعيّة، فبسبب هذه الاُمور تبعد عنه ملائكة الرحمان، وتستولي عليه جنود الشيطان ، فإذا كان وقت السحر سكنت قواه، وزالت عنه ما اعتراه من الخيالات الشهوانيّة، فأقبل عليه مولاه بالفضل والإحسان، وأرسل عليه ملائكته ليدفعوا عنه أحزاب الشيطان ، فلذا أمر اللّه تعالى في ذلك الوقت بعبادته ومناجاته، وقال : «إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئا وَأَقْوَمُ قِيلاً»۳ ، فما يراه في الحالة الاُولى فهو من التسويلات والتخييلات الشيطانيّة ومن الوساوس النفسانيّة ، وما يراه في الحالة الثانية فهو من الإفاضات الرحمانيّة بتوسّط الملائكة الروحانيّة .

1.المغرب، ص۱۲۱ (سحر).

2.المصباح المنير، ص۱۳۴ (سحر).

3.المزّمّل (۷۳) : ۶ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
100

متن الحديث الثاني والستّين

۰.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ،۱عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ:قُلْتُ لأبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ، الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ وَالْكَاذِبَةُ مَخْرَجُهُمَا مِنْ مَوْضِعٍ وَاحِدٍ؟
قَالَ: «صَدَقْتَ؛ أَمَّا الْكَاذِبَةُ الْمُخْتَلِفَةُ ۲ فَإِنَّ الرَّجُلَ يَرَاهَا فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ فِي سُلْطَانِ الْمَرَدَةِ الْفَسَقَةِ، وَإِنَّمَا هِيَ شَيْءٌ يُخَيَّلُ إِلَى الرَّجُلِ، وَهِيَ كَاذِبَةٌ مُخَالِفَةٌ لَا خَيْرَ فِيهَا.
وَأَمَّا الصَّادِقَةُ إِذَا رَآهَا بَعْدَ الثُّلُثَيْنِ مِنَ اللَّيْلِ مَعَ حُلُولِ الْمَلَائِكَةِ، وَذلِكَ قَبْلَ السَّحَرِ، فَهِيَ صَادِقَةٌ لَا تَخْتَلِفُ إِنْ شَاءَ اللّهُ إِلَا أَنْ يَكُونَ جُنُبا، أَوْ يَنَامَ عَلى غَيْرِ طَهُورٍ، وَلَمْ يَذْكُرِ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ حَقِيقَةَ ذِكْرِهِ؛ فَإِنَّهَا تَخْتَلِفُ وَتُبْطِئُ عَلى صَاحِبِهَا».

شرح

السند ضعيف .
قوله : (مخرجُهما من مَوضع واحد) . الظاهر أنّ المخرج هنا مصدر ميميّ .
وقيل : لعلّ المراد أنّ ارتسامهما في محلّ واحد ، أو أنّ علّتهما من الارتسام ، لكن علّة الارتسام فيهما مختلفة .
وقيل : يعني أنّ كليهما صور علميّة يخلقهما اللّه تعالى في قلب عباده بأسباب روحانيّة، أو شيطانيّة، أو طبيعيّة . ۳
وقوله : (المختلفة) .
في بعض النسخ: «المُخلفة» . قال الجوهري : «المُخلفة من النُوق: هي الراجع التي ظهر لهم أنّها لقحت، ثمّ لم تكن ذلك . ويقال : أخلفه ما وعده، وهو أن يقول شيئا ولا يفعله على الاستقبال» . ۴

1.في الحاشية: «واقفي ، توثيق له».

2.في الحاشية عن بعض النسخ: «المخلفة».

3.القائل هو العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۲۰۶ .

4.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۳۵۵ (خلف) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 154607
صفحه از 624
پرینت  ارسال به