منهاج الحقّ و اليقين في تفضيل عليّ أميرالمؤمنين علي سائر الأنبياء و المرسلین - صفحه 51

المطلب التاسع

ومن ذلك ما ذكره الفقيه أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عليّ بن الحسين بن شاذان 1 عن ابن عبّاس ، قال : كنّا جلوساً مع النبيّ صلى الله عليه و آله إذ دخل عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال : السلام عليك يا رسول اللّه . قال : وعليك السلام يا أمير المؤمنين ورحمة اللّه وبركاته . قال عليّ : وأنت حيّ يا رسول اللّه ؟ فقال : نعم و 2 أنا حيّ ، وإنّك ـ يا عليّ ـ مررت بنا أمس يومنا وأنا وجبرئيل في حديث ؛ فقال جبرئيل : ما بال أمير المؤمنين مرّ بنا ولم يسلّم ليسرّنا ورددنا عليه السلام ؟ فقال عليّ : يا رسول اللّه ، رأيتك ودحية استخليتما في حديث ، فكرهت أن أقطعه عليكما . فقال النبيّ صلى الله عليه و آله : إنّه لم يكن دحية ، وإنّما كان جبرئيل . فقلت : يا جبرئيل ، كيف سمّيته أمير المؤمنين ؟ فقال : كان أوحى اللّه إليّ في 3 غزوة بدر أن اهبط على محمّد ومُره أن يأمر أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب أن يجول بين الصفّين ؛ فإنّ الملائكة يحبّون أن ينظروا إليه وهو يجول بين الصفّين ، فسمّاه اللّه تعالى من السماء أمير المؤمنين . فأنت ـ يا عليّ ـ أمير من في السماء و أمير 4 من في الأرض ، وأمير من مضى ومن بقي ، فلا أمير قبلك ولا أمير بعدك ؛ لأنّه لا يجوز أن يسمّى بهذا الاسم من لم يسمّه اللّه تعالى 5 .
انظروا يا اُولي العقول والأبصار إلى هذا الحديث ؛ إذا كان عليّ بن أبي طالب أمير من في السماء وأمير من في الأرض ، وأمير من مضى وأمير من بقي ، فكيف لا يفضّل على الأنبياء وهو أميرهم على مضمون هذه الرواية ؟
وأيضاً من ذلك ما رواه ابن شاذان 6 عن جعفر بن محمّد [ عن أبيه ] 7 عن الحسين عليهم السلام ، قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : فاطمة مهجة قلبي ، وابناها ثمرة فؤادي ، وبعلها نور بصري ، والأئمّة من ولده اُمناء ربّي، وحبله الممدود بينه وبين خلقه ، من اعتصم بهم نجا ، ومن

1.في مئة منقبة، ص ۵۲ .

2.«ألف»: ـ و .

3.«ألف»: ـ في.

4.«ألف»: ـ أمير.

5.اليقين لابن طاووس، ص ۲۴۱ ـ ۲۴۲ ؛ تأويل الآيات الظاهرة، ج ۱، ص ۱۸۵ .

6.في مئة منقبة، ص ۷۶ .

7.ساقطة من «ألف» .

صفحه از 81