المطلب السابع

ومن ذلك ما رواه الخوارزميّ في مناقبه ¹ عن البختري ، قال : رأيت عليّ بن أبي طالب عليه السلام صعد المنبر بالكوفة وعليه مدرعة رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، متقلّداً سيف رسول اللّه ، متعمّماً بعمامة رسول اللّه ، فقعد على المنبر وكشف عن بطنه ، فقال : سلوني من قبل أن تفقدوني ؛ فإنّما بين الجوانح منّي علمٌ جمٌّ ، هذا سفط العلم ، هذا لعاب رسول اللّه ، هذا ما زقّني رسول اللّه زقّاً من غير وحي اُوحي إليّ ، فواللّه لو ثنيت لي الوسادة فجلست عليها لأفتيت لأهل ² التوراة بتوراتهم ، ولأهل الإنجيل بإنجيلهم ، ولأهل الزبور بزبورهم ، ولأهل الفرقان بفرقانهم حتّى يُنطق اللّه التوراة والإنجيل والزبور والفرقان فيقولوا : صدق عليٌّ ؛ قد أفتاكم بما أنزل اللّه فينا وأنتم تتلون الكتاب ، أفلا تعقلون ³ ؟!
ومن ذلك ما ذكر ⁴
في كتاب الأربعين ⁵ عن عمّار بن خالد ، عن إسحاق الأزرق ، عن عبد الملك بن سليمان ، قال : وجد في ذخيرة [ أحد ] حواريّ عيسى عليه السلام في رِقّ ⁶ مكتوب بالقلم السرياني منقول من التوراة ، وذلك لمّا تشاجر موسى والخضر في قصّة السفينة والغلام والجدار ، ورجع موسى إلى قومه، فسأله أخوه هارون عمّا استعلمه من الخضر، وشاهده من عجائب البحر ، فقال موسى : بينما أنا والخضر على شاطئ البحر إذ سقط بين أيدينا طائر ، فأخذ في منقاره قطرة من ماء البحر ورمى بها نحو المشرق ، وأخذ منها ثانية ورمى بها نحو المغرب ، ثمّ أخذ الثالثة ورمى بها نحو السماء ، ثمّ أخذ رابعة ورمى بها نحو الأرض ، ثمّ أخذ خامسة وألقاها في البحر ، فبهتُّ أنا والخضر من ذلك وسألته عنه ، فقال : لا أعلم !
فبينما نحن كذلك فإذا بصيّاد يصيد في البحر ، فنظر إلينا وقال : ما لي أراكما في فكرة من