منتخبات نسمات الأسحار - صفحه 181

الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَآءِ» 1 ، فوقع عليه حجر من السماء فقتله. 2
وهذا النضر بن الحارث هو المنافق الشقيّ ، كان يأتي الحيرة يتّجر فيشتري كتب أخبار العجم، ويحدّث بها أهل مكة ويقول لهم: إنّ محمّداً ، يحدّثكم أحاديث عادٍ وثمود، وأنا اُحدّثكم أحاديث فارس والروم، فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن، فأنزل اللّه تعالى في حقّه: «وَ مِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِى لَهْوَ الْحَدِيثِ» أي ما يلهي منه عن سماع الحق الّذي فيه سعادة الدارين؛ «لِيُضِلَّ» بفتح الياء التحتية وضمّها «عَن سَبِيلِ اللَّهِ» أي طريق الإسلام «بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ يَتَّخِذَهَا هُزُوًا» 3 كمقالته في سورة الأنفال [الآية 31]: «لَوْ نَشَآءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَـذَآ إِنْ هَـذَآ إِلآَّ أَسَـطِيرُ الأَْوَّلِينَ» أي أكاذيب الأوّلين «وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ» .
قال شيخنا: كان هذا النضر 4 بن الحارث يبغض عليّاً رضى الله عنه فدخل على رسول اللّه صلى الله عليه و آله فرحّب به وأجلسه في المحل الرفيع منه، والنضر بن الحارث جالس فعرف رسول اللّه صلى الله عليه و آله في وجهه المنكر فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه ... إلى آخر الحديث المتقدم، فلمّا خرج من عند رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال «اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَآءِ» يقول ذلك إنكاراً واستهزاءً، فوقع عليه في الحال حجر من السماء فقتله، وذهب إلى الدرك الأسفل من النار.

[مباهاة اللّه به الملائكة]

۰.في المحاسن۵: رأيت في زهرة الرياض للإمام النسفي أنّ اللّه تعالى أوحى إلى جبريل وميكائيل:إنّي آخيت بينكما، وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر، فأيّكما يؤْثر صاحبه؟ فاختار كلٌّ منهما الحياة، فأوحى اللّه إليهما: أفلاكنتما كعليّ بن أبي طالب؟

1.سورة الأنفال، الآية ۳۲.

2.تفسير القرطبي ، ج ۱۸، ص ۲۷۸ تفسير سورة المعارج؛ وعنه الصفوري في المحاسن المجتمعة، ص ۱۶۸.

3.سورة لقمان، الآية ۶.

4.اختلفت المصادر في ضبط اسمه بين المذكور وبين النعمان بن الحارث الفهري، وبين الحارث بن عمرو الفهري، وبين النعمان المنذر الفهري، وبين عدم التصريح باسمه بأن قيل: فقام إليه أعرابي، وبين عمروبن الحارث الفهري، وبين الحارث بن النعمان الفهري؛ فلاحظ شواهد التنزيل و تفسير فرات الكوفي و الدر المنثور .

5.مختصر المحاسن المجتمعة ، ص۱۶۸؛ نزهة المجالس، ج۲، ص۲۰۹، ط القاهرة، وسيأتي نحوه في أواخر الكتاب.

صفحه از 302