مانزل علي رسول الله (ص) من الجنّة و السّماء - صفحه 186

عَـقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) (النمل:27/14) .
والحقيقة التي ليس لأحد جحدُها ولاتغيبُ عن أفكار ذوي النُهى والباحثين عن الحقائق ، ممّن يُريدون أن يعرفوها ، ولايتكابرون من الاعتراف بها ، هي:
أنّ الأمّة العربيّة التي عاشت جاهليّة عصر ظهور رسالة النبيّ(صلى الله عليه وآله) قد انقلبت إلى أمّة ذات كرامة وحضارة ، وتبدّل عنادُها وجموحُها إلى طاعة وانقياد وتفاعل مع الإسلام والرسول(صلى الله عليه وآله) إلى حدّ القدسيّة .
إنّ هذاالانقلاب والتبدّل لابدّ وأن يكون معتمداً على أدلّة وإثباتات لم تكن نظريّةً أو غيبيّةً أو ظنيّة ، بل إنّما كانت عينيّةً ملموسةً و وجدانيّةً لأولئك الأعراب الجهلة المتعصّبين الذين مهما كانوا لايصدّقون بالغيب والمجرّدات ، لكنّهم كانوا لايكذّبون أعينَهم وما لمستْه أيديهم من إثباتات وآثار ملموسة لتلك الدعاوى ، وكيفَ لهم أن ينكروا ما بلغت أخباره إلى كم هائل يتجاوزُ الآحاد ، ويفوقُ التواتر ؟.

وهذه أخبار نزول أشياء على رسول الله من الجنّة:

فلو لم نصدّق بأخبارها; لعدم إثباتات عقليّة عليها ، ولو شكّكنا في كلّ واخدة من قضاياها المنقولة ، أوناقشنا في أسانيد رواياتها ، أو بعض مداليلها; فليس لنا أن نشكّ في تلك الحقيقة التي قدّمناها ولافي دلالتها القطعيّة على تحقّق تلك النوازل التي أدّت إلى تلك النتيجة العظيمة .
وبتقديمنا لأخبار هذه النوازل نهدفُ إلى تحقيق أمور:
1 - عرضها للمؤمنين المحبّين للرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) ليزدادوا به إيماناً وعشقاً وتمسّكاً وتعلّقاً وتوجّهاً وتوسّلاً; رجاءً لنيل شفاعته الكبرى في الحياة الأُخرى .
2 - جمعاً لهذه الأخبار على صعيد واحد ، تسهيلاً للراغبين في التحقيق حولها والتحقُّق منها .
3 - كَبْحاً لِجِماحِ الذين يدّعون لأنفسهم دوراً في العلمِ والمعرفةِ في العصرِ

صفحه از 229