انجاب الثقات في فحول الرواة - صفحه 391

ثمّ قال ـ بعد مناظرته قدس سره مع أهل الخلاف في مجلس السلطان محمّد خدابنده وإلزام أئمّة المخالفين وتشيع السلطان والطائعين ۱ ـ :
لو لم يكن له إلاّ هذه المنقبة لفاق بها على جميع العلماء فخراً وعلا بها ذكراً ، فكيف ومناقبه [ لا تعدّ و ]لا تحصى ، ومآثره لا يدخلها الحصر والاستقصاء .
وبالجملة : فإنّه بحر العلوم الذي لا يوجد له ساحل ، وكعبة الفضل التي تطوى إليها المراحل ، ولهذا قيل : إنّه وزّع تصنيفه على أيّام عمره من ولادته إلى موته فكان قسط يوم كراساً مع ما كان عليه من الاشتغال والدرس والتدريس والإفادة والاستفادة والأسفار والحضور عند الملوك والمباحثات مع الجمهور ونحو ذلك ، وهذا هو العجب العجاب الذي لا شك ولا ارتياب . انتهى .
وما مرّ عن النقد ، من أنّه له أزيد من سبعين كتاباً لعلّ /179/ هذا المقدار هو المعروف المشهور بين العلماء ، وإلاّ فقد ذكر في كتاب مجمع البحرين ۲ عند ذكر مادة «علم» أنّ بعض الفضلاء وجد بخطّه خمسمئة مجلّد من مصنّفاته غير خط غيره [ من تصانيفه ] .
بل [ عن ] كتاب روضة العارفين ۳ : نقل بعض شراح التجريد أنّ للعلاّمة نحوا من ألف مصنّف كتب تحقيق .
وكلّ ما ذكرنا منه كان أقلّ قليل من محامده جزاه اللّه من الإسلام والمسلمين والملّة والدين والقرآن المبين والأئمّة الطاهرين خير الجزاء .

[ المحقق الطوسي ]

وأمّا محمّد بن محمّد بن الحسن الطوسي فكلّ الصيد في جوف الفرا ، نصير الملّة والدين سلطان الحكماء والمتكلّمين لا يحتاج إلى التعريف لغاية شهرته ، مع أنّه كلّ ما يقال فيه فهو دون رتبته .

1.انظر المناظرة كاملة في خاتمة المستدرك ، ج۳ ، ص ۴۴۰ ـ ۴۶۲ .

2.مجمع البحرين ، ج۶ ، ص ۱۲۳ .

3.نقله عنه في روضات الجنات ، ج۲ ، ص ۲۷۶ .

صفحه از 403