جهود أهل البيت (ع) في الحفاظ علي السنّة الشريفة - صفحه 62

المجال الرابع: في ما وضعه أهل البيت عليهم السلام من الضوابط التي تؤدّي إلى العلم بصدور الحديث عنهم أو عدم صدوره ، والضوابط التي يعرف بها صدور الحديث عنهم بإرادة جدّية أو صدوره بنحو التقيّة.
وأسأل الله الذي يسّر إنجاز هذا البحث ، أن ينفع به ، وأن يجعله عملا خالصاً لوجهه الكريم ، والحمد لله رب العالمين.

مقدّمة

إنّ الاهتمام بالسنّة الشريفة والعمل على حفظها وصيانتها من التلاعب والضياع ، ضرورةٌ يفرضها كون السنّة هي المصدر الثاني ـ في عرض القرآن الكريم ـ فهما المصدران الأساسيّان للتعاليم الإسلاميّة ، اللذان لايستغنى بأحدهما عن الآخر.
والسنّة الشريفة هي المبيّن للأحكام الشرعيّة ، وللتعاليم الإسلاميّة عموماً ، مضافاً إلى وظيفتها الأساسيّة في بيان آيات الكتاب ، بتفسير مجملاته ، وتخصيص عموماته ، وتقييد مطلقاته. ولأجل ذلك جاء قول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله الوارد عن طرق شيعة أهل البيت عليهم السلام وعن طرق العامّة أيضاً: «يا أيّها الناس ، إنّي تركتُ فيكم ما إنْ أخذتُم به لنْ تضلّوا ، كتابَ الله وعترتي أهلَ بيتي» ۱ .
و أهل البيت عليهم السلام هم الحاملون للسنّة الشريفة ، وهم الامتداد الشرعيّ للنبي صلى الله عليه وآله في بيان الأحكام الشرعيّة ، بما دوّنوه وتوارثوه من أحاديث النبي صلى الله عليه وآله مثل كتاب عليّ عليه السلام ومصحف فاطمة عليها السلام وبما أوتوه من علم وفهم من الله عزَّ وجلَّ ، ممّا تحتاجه الأمّة في مجال العقيدة والتشريع والتعاليم الإسلاميّة عامّةً.

1.(غاية المرام) للبحراني، المقصد الأوّل، الباب (۲۹) الحديث ۳ (ص ۲۱۸) من الطبعة الحجرية، عن كتاب (الغيبة) للنعماني، ورواه في صحيح الترمذي (۵/۶۶۳) الحديث (۳۷۸۸) .

صفحه از 100