محمّد بن الحنفيّة

16 ـ 81 هـ

حياته وحديثه ^۱

ماجد بن أحمد العطية

والصلاة والسلام على عبده ونبيّه الهادي الأمين ، المبعوث رحمةً للعالمين ، وعلى أهل بيته حاملي رسالة الدين ، وعلى صحبه وتابعيه إلى قيام يوم الدين .
إنّ حياة الصحابة والتابعين الذين عاشوا فترة ولادة الإسلام وما قارنها ، لحريّةٌ بأن تتناول بالبحث والتحقيق ، ليطّلع عليها المسلم بشكلها الحقيقي ، فيجعلها لنفسه أسوةً ، ويكونوا له قدوةً .
ومن هذه الشخصيات العظيمة : محمّد بن عليّ بن أبي طالب ، المعروف بابن الحنفيّة ، الذي كان له دورٌ كبيرٌ في تثبيت الحقّ ، وأثرٌ كبير في دعم قواعد الإمامة ، رغم الظروف الصعبة والفتن الكثيرة التي عاصرته ، وعتوّ الأمراء والحكّام في زمانه .
ولهذه الشخصية المباركة دلائل وبشارات نبويّة قبل ولادته ، فقد بشّر النبيّ(صلى الله عليه وآله) عليّاً(عليه السلام) به ، وسمّاه باسمه وكنّاه بكنيته ، وهو الذي مَا يَـنْطِقُ عَنِ الهَوَى^۲ ولابدّ أن يكون ذلك لسرّ سوف يظهر ، وأمر سوف يكون .
وبطبيعة الحال فإنّ علياً(عليه السلام) سُرّ قلبه وشرح صدره بهذه التحفة النبويّة والمكرمة الإلهيّة ، وازداد شوقه إلى هذا المولود المبارك ، فلا غَروَ أن يكون له شأنٌ من الشأن ، ودورٌ كبيرٌ في تاريخ الأمّة الإسلامية وأحداثه ، وسنلاحظ ذلك جليّاً خلال البحث .
وبذلنا جهوداً في الحصول على كتاب خاصّ بهذه الشخصيّة ، فلم نجد إلاّ أسماءها ، ومن الكتب التي كتبت عنه :
كتاب أخبار ابن الحنفية ـ لأبي مخنف لوط بن يحيى (ت157 هجرية)
كتاب أخبار محمد بن الحنفية ـ لهشام بن محمد السائب (ت204 هجرية)
كتاب أخبار محمد بن الحنفية ـ لعبد العزيز بن يحيى الجلودي (ت332 هجرية) وغيرها ^۳  .
ولكن وجدنا فيما تناثر في المصادر من تاريخ وسيرة ورجال وحديث وتفسير ، كثيراً مما يرتبط به ، فلذلك عقدنا العزم لجمع ما تفرّق ، وتحقيق ما تجمّع ، لرفد المكتبة الإسلامية بما يخدمها من ترجمة حياته ، واستخراج مسند جامع لما رواه ، سائلين المولى الكريم أن يتقبّل عملنا بقبوله الحسن ، إنّه نعم المولى ونعم الوكيل .
ماجد بن أحمد العطية