يَكفِيَهُ . 1
وعلى هذا فإنّ الشخص الوحيد الذي يُجري هذا الذكر الشريف على لسانه بشكل حقيقي هو الذي يوظف جميع قدرته في السبيل الذي يريده اللّه ـ سبحانه ـ ، على أن يكون اللّه معتمَدَه الأصلي في الوصول إلى الهدف ، لأنّه المدبّر الحقيقي ومسبّب الأسباب .
وبعبارة اُخرى ، فإنّ الشخص الوحيد الذي يليق به قول «لا حول ولا قوّة إلّا باللّه » هو الذي بلغ مرتبة التوحيد الأفعالي ، فما لم يصل هذه الدرجة من التوحيد لا يمكنه أن يسلب عن نفسه القدرة بشكل مطلق وينسبها إلى اللّه ـ جلّ وعلا ـ .
2 . الاستثناء ۲ بالمشيئة الإلهيّة
الشخص الذي بلغ مرحلة التوحيد الأفعالي يرى القيام بأيّ عمل رهينا بالإرادة والمشيئة الإلهيتين ، لذلك يقتضي أدب العبودية أن ينيط الشخص الموحّد القيام بالعمل بالمشيئة الإلهيّة عندما يريد أن يخبر بأنّه ينوي القيام به وقد وردت الإشارة إلى هذا الأدب في القرآن الكريم :
«وَ لَا تَقُولَنَّ لِشَىْ ءٍ إِنِّى فَاعِلٌ ذَ لِكَ غَدًا * إِلَا أَن يَشَآءَ اللَّهُ»۳ .
كما يرى رسول اللّه صلى الله عليه و آله إلحاق الاستثناء بمطلق الكلام علامة على كمال الإيمان ، وهو التوحيد في الأفعال ، حيث نقل عنه صلى الله عليه و آله :
إنَّ مِن إتمامِ إيمانِ العَبدِ أن يَستَثنِيَ في كُلِّ حَديثٍ .۴
وقد ورد فيأحاديث أهل البيت عليهم السلام تأكيدُ إلحاق الاستثناء في الكتابة أيضا . ۵