بخل و تنگ نظری - صفحه 102

۲۱۰.أسباب النزول عن ابن عبّاس :إنَّ رَجُلاً كانَت لَهُ نَخلَةٌ فَرعُها في دارِ رَجُلٍ فَقيرٍ ذي عِيالٍ ، وكانَ الرَّجُلُ إذا جاءَ ودَخَلَ الدّارَ فَصَعِدَ النَّخلَةَ لِيَأخُذَ مِنهَا التَّمرَ ، فَرُبَّما سَقَطَتِ التَّمرَةُ فَيَأخُذُها صِبيانُ الفَقيرِ ، فَيَنزِلُ الرَّجُلُ مِن نَخلَتِهِ حَتّى يَأخُذَ التَّمرَةَ مِن أيديهِم ، فَإِن وَجَدَها في فَمِ أحَدِهِم أدخَلَ إصبَعَهُ حَتّى يُخرِجَ التَّمرَةَ مِن فيهِ .
فَشَكَا الرَّجُلُ ذلِكَ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، وأخبَرَهُ بِما يَلقى مِن صاحِبِ النَّخلَةِ .
فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : اِذهَب ، ولَقِيَ [رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ] صاحِبَ النَّخلَةِ وقالَ : تُعطيني نَخلَتَكَ المائِلَةَ الَّتي فَرعُها في دارِ فُلانٍ ، ولَكَ بِها نَخلَةٌ فِي الجَنَّةِ ؟ فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ : لَقَد اُعطيتُ ، وإنَّ لي نَخلاً كَثيرا وما فيها نَخلَةٌ أعجَبُ إلَيَّ ثَمَرَةً مِنها !
ثُمَّ ذَهَبَ الرَّجُلُ ، فَلَقِيَ رَجُلاً كانَ يَسمَعُ الكَلامَ مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ۱ ، فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ أتُعطيني ما أعطَيتَ الرَّجُلَ ، نَخلَةً فِي الجَنَّةِ إن أنَا أخَذتُها ؟ قالَ : نَعَم . فَذَهَبَ الرَّجُلُ فَلَقِيَ صاحِبَ النَّخلَةِ ، فَساوَمَها مِنهُ ، فَقالَ لَهُ : أشَعَرتَ أنَّ مُحَمَّدا أعطاني بِها نَخلَةً فِي الجَنَّةِ ، فَقُلتُ : يُعجِبُني ثَمَرُها ؟
فَقالَ لَهُ الآخَرُ : أتُريدُ بَيعَها ؟ قالَ : لا ، إلّا أن اُعطى بِها مالاً أظُنُّهُ اُعطي . قالَ : فَما مُناكَ ؟ قالَ : أربَعونَ نَخلَةً . قالَ لَهُ الرَّجُلُ : لَقَد جِئتَ بِعَظيمٍ ، تَطلُبُ بِنَخلَتِكَ المائِلَةِ أربَعينَ نَخلَةً ؟ ثُمَّ سَكَتَ عَنهُ ، فَقالَ لَهُ : أنَا اُعطيكَ أربَعينَ نَخلَةً ، فَقالَ لَهُ : أشهِد لي إن كُنتَ صادِقا .
فَمَرَّ ناسٌ فَدَعاهُم ، فَأَشهَدَ لَهُ بِأَربَعينَ نَخلَةً ، ثُمَّ ذَهَبَ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، إنَّ النَّخلَةَ قَد صارَت في مِلكي ، فَهِيَ لَكَ . فَذَهَبَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إلى صاحِبِ الدّارِ ، فَقالَ : إنَّ النَّخلَةَ لَكَ ولِعِيالِكَ ، فَأَنزَلَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى : «وَ الَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَ النَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَ مَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَ الْأُنثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى»۲ . ۳

1.هكذا في المصدر ، وفي بعض المصادر : «ثمّ ذهب الرجل فقال رجلٌ كان يسمع الكلام من رسول اللّه صلى الله عليه و آله » وهو الأنسب .

2.الليل : ۱ ـ ۴ .

3.أسباب النزول : ص ۴۷۷ ح ۸۵۲ ، تفسير ابن كثير : ج ۸ ص ۴۴۱ و ۴۴۲ ، الدرّ المنثور : ج ۸ ص ۵۳۲ و۵۳۳ نقلاً عن ابن أبي حاتم ؛ مجمع البيان : ج ۱۰ ص ۷۵۹ ـ ۷۶۰ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۲۲ ص ۶۰ .

صفحه از 160