تاریخ - صفحه 90

« وَ اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَ اهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلاً * وَ ذَرْنِى وَ الْمُكَذِّبِينَ أُوْلِى النَّعْمَةِ وَ مَهِّلْهُمْ قَلِيلاً » . ۱

الحديث

۹۳.الكافي عن سُماعَة بن مهران :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَنِ قَولِ اللّهِ عز و جل : « سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ » ، قالَ : هُوَ العَبدُ يُذنِبُ الذَّنبَ فَتُجَدَّدُ لَهُ النِّعمَةُ مَعَهُ تُلهيهِ تِلكَ النِّعمَةُ عَنِ الاِستِغفارِ مِن ذلِكَ الذَّنبِ . ۲

۹۴.مسند ابن حنبل عن عُقبَة بن عامر :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا رَأَيتَ اللّهَ يُعطِي العَبدَ مِنَ الدُّنيا عَلى مَعاصيهِ ما يُحِبُّ ، فَإِنَّما هُوَ استِدراجٌ . ثُمَّ تَلا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله « فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَىْ ءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ »۳ . ۴

۹۵.الإمام عليّ عليه السلامـ لَمّا نَقَضَ مُعاوِيَةُ شَرطَ المُوادَعَةِ وأقَبَلَ يَشُنُّ الغاراتِ عَلى أهلِ العِراقِ ـ :إنَّ اللّهَ لَذو أناةٍ وحِلمٍ عَظيمٍ ؛ لَقَد حَلُمَ عَن كَثيرٍ مِن فَراعِنَةِ الأَوَّلينَ وعاقَبَ فَراعِنَةً ، فَإِن يُمهِلهُ اللّهُ فَلَن يَفوتَهُ ، وهُوَ لَهُ بِالمِرصادِ عَلى مَجازِ طَريقِهِ . ۵

۹۶.عنه عليه السلام :اِعتَبِروا بما أصابَ الاُمَمَ المُستَكبِرينَ مِن قَبلِكُم ؛ مِن بَأسِ اللّهِ وصَولاتِهِ ،
ووقَائِعِهِ ومَثُلاتِهِ ، وَاتَّعِظوا بِمَثاوي خُدودِهِم ، ومَصارِعِ جُنوبِهِم ۶ ، وَاستَعيذوا بِاللّهِ مِن لَواقِحِ الكِبرِ كَما تَستَعيذونَهُ مِن طَوارِقِ الدَّهرِ ، فَلَو رَخَّصَ اللّهُ فِي الكِبرِ لِأَحَدٍ مِن عِبادِهِ لَرَخَّصَ فيهِ لِخاصَّةِ أنبِيائِهِ وأولِيائِهِ ، ولكِنَّهُ سُبحانَهُ كَرَّهَ إلَيهِمُ التَّكابُرَ ، ورَضِيَ لَهُمُ التَّواضُعَ ، فَأَلصَقوا بِالأَرضِ خُدودَهُم ، وَعفَّروا فِي التُّرابِ وُجوهَهُم ، وخَفَضوا أجنِحَتَهُم لِلمُؤمِنينَ ، وكانوا قَوما مُستَضعَفينَ ، قَدِ اختَبَرَهُمُ اللّهُ بِالمَخمَصَةِ ۷ ، وَابتَلاهُم بِالمَجَهَدَةِ ، وَامتَحَنَهُم بِالمَخاوِفِ ، ومَخَضَهُم بِالمَكارِهِ ، فَلا تَعتَبِرُوا الرِّضا وَالسُّخطَ بِالمالِ وَالوَلَدِ جَهلاً بِمَواقِعِ الفِتنَةِ وَالاِختِبارِ في مَوضِعِ الغِنى وَالاِقتِدارِ ، وقَد قالَ سُبحانَهُ وتَعالى : « أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَ بَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِى الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ »۸ ، فَإِنَّ اللّهَ سُبحانَهُ يَختَبِرُ عِبادَهُ المُستَكبِرينَ في أنفُسِهِم بِأَولِيائِهِ المُستَضعَفينَ في أعيُنِهِم . ۹

راجع : موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام : ج 2 ص 567 (الفصل العاشر / ما يوجب زوال الدول).

1.المزّمل : ۱۰ و ۱۱ .

2.الكافي : ج ۲ ص ۴۵۲ ح ۳ و ح ۲ نحوه، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۲۱۸ ح ۱۱ .

3.الأنعام : ۴۴ .

4.مسند ابن حنبل : ج ۶ ص ۱۲۲ ح ۱۷۳۱۳ ، المعجم الكبير : ج ۱۷ ص ۳۳۱ ح ۹۱۳ ، شعب الإيمان : ج ۴ ص ۱۲۸ ح ۴۵۴۰ ، تفسير القرطبي : ج ۱ ص ۲۰۹ كلّها نحوه ، كنز العمّال : ج ۱۱ ص ۹۰ ح ۳۰۷۴۳ ؛ تنبيه الخواطر : ج ۲ ص ۲۳۲ نحوه.

5.الإرشاد : ج ۱ ص ۲۷۵ ، نهج البلاغة : الخطبة ۹۷ نحوه بزيادة «وبموضع الشجا من مساغ ريقه» في آخره .

6.مثاوي : جمع مثوى ؛ بمعنى المنزل . ومنازل الخدود : مواضعها من الأرض بعد الموت . ومصارع الجنوب: مطارحها على التراب (تعليقة صبحي الصالح على نهج البلاغة).

7.المخمَصَةُ : الجوع والمجاعة (النهاية : ج ۲ ص ۸۰ «خمص»).

8.المؤمنون : ۵۵ و ۵۶ .

9.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۲ ، بحار الأنوار : ج ۱۴ ص ۴۶۸ ح ۳۷ .

صفحه از 136