207
حياة الشيخ محمد بن يعقوب الكليني

حياة الشيخ محمد بن يعقوب الكليني
206

33 ـ محمّد بن جعفر الرزّاز، أبو العبّاس الكوفي :

هو محمّد بن جعفر بن محمّد بن الحسن، أبو العبّاس، القرشي، الرزّاز، ثقة جليل، من أجلّاء ومشاهير مشايخ الكليني.
قال الماحوزي في المعراج : «وهو جليل القدر، عظيم الشأن» ۱ .
وقال في البلغة : «وإنّه من أجلّاء الشيعة ومشايخ الكليني رحمه الله، لما بيّناه في المعراج» ۲ .
وقال السيّد البروجردي: «هذا الشيخ من أجلّة أصحاب الحديث من أصحابنا» ۳ .
وقال الشيخ المامقاني: «ثقة على الأظهر» ۴ .
وقد ذكر الفقيه الجليل أحمد بن محمّد بن محمّد أبو غالب الزراري في رسالته الشهيرة ما يدلّ بكل وضوح على جلالة الرزّاز، وسموّ قدره، ومنزلته بين صفوف الشيعة في عصره. قال رحمه الله في بيان أقربائه من جهة الاُمّهات ما هذا لفظه:
«وجدّتي ـ اُمّ أبي ـ فاطمة بنت جعفر بن محمّد بن الحسن، القرشي، الرزّاز، مولى لبني مخزوم ... وأخوها: أبو العبّاس محمّد بن جعفر الرزّاز، وهو أحد رواة الحديث، ومشايخ الشيعة، وكان له أخ اسمه الحسن بن جعفر، وقد روى ـ أيضا ـ الحديث، إلّا أنّ عمره لم يَطُل فَيُنْقَل عنه.
وكان مولد أبي جعفر محمّد بن جعفر سنة ست وثلاثين ومائتين، ومات سنة ست عشرة وثلاث مائة، وسنّه ثمانون سنة.
وكان من محلّه في الشيعة أنّه كان الوافد عنهم إلى المدينة عند وقوع الغيبة سنة ستين ومائتين، وأقام بها سنة، وقد ظهر له من أمر الصاحب عليه السلام ما احتاج إليه» ۵ .
ويتّضح من هذه الشهادة المعتبرة أنّه كان محلّ اعتماد الشيعة وهو في ريعان شبابه، إذ وفد عنهم إلى المدينة وعمره يومئذٍ أربع وعشرون سنة، الأمر الّذي يثير الإعجاب الشديد بقوة شخصيته وهو في هذه السن المبكّرة .
هذا، وقد تعجّب بعض العلماء من عدم ذِكرهِ في رجال النجاشي وفهرست الشيخ ، وهذا التعجّب منهم عجيب! لوضوح أنّهما لم يكونا بصدد ترجمة أعلام الشيعة، وإنمّا قصدا تسجيل المؤلفين منهم فحسب، والرزّاز لم يكن من المؤلفين، بل كان من رواة الحديث وحفظته.
على أنّه وقع في بعض أسانيد الفهرست، كما وقع كثيرا في أسانيد النجاشي كما فصله بعض الأعلام كالعلّامة المامقاني وغيره في ترجمته، ويظهر من بعضها اعتقاد النجاشي بجلالته ووثاقته، إذ قال في ترجمة ميّاح المدائني: «ضعيف جدا، له كتاب يُعرف برسالة ميّاح، وطريقها أضعف منها وهو محمّد بن سنان. أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدّثنا أبو غالب أحمد بن محمّد، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الرزّاز، قال: حدّثنا القاسم بن ربيع الصحّاف، عن محمّد بن سنان، عن ميّاح بها» ۶ .
والملاحظ هنا، أنّ تضعيف النجاشي طريق رسالة ميّاح بمحمد بن سنان، وسكوته عن بقيّة رجال الطريق وفيهم الرزّاز، يشير بوضوح إلى وثاقتهم عنده، وهو كذلك كما يظهر من كثرة وقوعه في طرق شتّى في رجال النجاشي .
ومحمّد بن جعفر الرزّاز رحمه الله قد وقع في أسانيد الكافي بعدة عناوين، وهي: أبو العبّاس الرزّاز، وأبو العبّاس الرزّاز محمّد بن جعفر، ومحمّد بن جعفر أبو العبّاس الكوفي، ومحمّد بن جعفر الرزّاز، ومحمّد بن جعفر الرزّاز الكوفي، ومحمّد بن جعفر، وأبو العبّاس الكوفي .
والمقصود في جميع هذه العناوين واحد وهو شيخه الرزّاز إلّا في الأخيرين وهما: (محمّد بن جعفر) و (أبو العبّاس الكوفي) لكونهما من المشتركات مالم تكن قرينة دالة على إرادة الرزّاز؛ لأنّ (محمّد بن جعفر) مشترك بين الرزّاز وشيخ الكليني الثقة محمّد بن جعفر الأسدي، وكذلك الحال مع إطلاق (أبي العبّاس الكوفي) المشترك بين الرزّاز وابن عقدة الثقة الحافظ، وهو من شيوخ الكليني أيضا.
ومن الواضح أنّه لا يضر عدم التمييز بينهم في تلك الموارد القليلة؛ لدوران الأمر بين ثقات معروفين.

1.. معراج أهل الكمال : ص ۱۵۳، في الفائدة الثانية من فوائد تحرير ترجمة أحمد بن محمّد البزنطي .

2.. عدّ الشيخ الماحوزي في بلغة المحدّثين : ص ۴۰۵، جماعة من الرواة وفيهم الرزّاز ، وقال : «ثقات»، وأمّا العبارة المذكورة في المتن فقد نسبها إليه أبو علي الحائري في منتهى المقال : ج ۵ ص ۳۹۴ الرقم ۲۵۳۳، كما نقلها الشيخ المامقاني في تنقيح المقال : ج ۲ ص ۹۳ الرقم ۱۰۴۹۲ عن الماحوزي في هامش له على كتابه البلغة .

3.. ترتيب أسانيد كتاب الكافي : ج ۱ ص ۱۲۱، الفائدة الرابعة ـ الشيخ الحادي والثلاثون. وانظر: معجم الأعلام من آل أعين الكرام / السيّد محمّد رضا الجلالي الحسيني : ص ۲۲۴ ملحق برسالة أبي غالب الزراري، بتحقيقه .

4.. نتائج التنقيح : ج ۱ ص ۱۳۴ الرقم ۱۰۴۹۲ .

5.. رسالة أبي غالب الزراري : ص ۱۴۰ ـ ۱۴۱ الفقرة [ ۸ / أ ] .

6.. رجال النجاشي : ص ۴۲۴ الرقم ۱۱۴۰ .

  • نام منبع :
    حياة الشيخ محمد بن يعقوب الكليني
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 289497
صفحه از 532
پرینت  ارسال به