9 ـ الحسن بن خفيف:
روى الكليني عن الحسن بن خفيف، عن أبيه خبرا واحدا في خصوص بعث الإمام الحجّة عليه السلام بخادمين إلى مدينة الرسول صلى الله عليه و آله ، وكان خفيف أبو الحسن قد خرج معهما، فلمّا وصلوا الكوفة، ارتكب أحد الخادمين إثما، فورد الكتاب من الحجّة عليه السلام قبل خروجهم من الكوفة بردّ ذلك الخادم وعزله عن الخدمة ۱ .
والحسن هذا، إمامي كما يظهر من روايته، إلّا أنّه مجهول الحال عند بعضهم؛ إذ لم يذكره أحد من المتقدّمين، ولا أقل من حُسْنِهِ، لاعتماد ثقة الإسلام عليه ولو في مورد واحد فقط، وحاشا لثقة الإسلام أن يروي عن شيخ ليس بثقة، ولكن الجمود على التوثيق الخاصّ قد يطرح روايته!!
10 ـ الحسن بن علي الدينوري العلوي:
وهذا السيّد من مشايخ الصدوق الأوّل علي بن الحسين بن بابويه القمّي المعاصر للكليني، فقد روى عنه كتاب زكّار بن يحيى كما في الفهرست ۲ .
ولم يقع بهذا العنوان في جميع أسانيد الكافي، ولم يروِ أحد عن الكليني عنه بهذا العنوان أيضا، وإنّما وقع بعنوان (الحسن بن علي العلوي) تارة، و(الحسين بن علي العلوي) تارة اُخرى. وهو واحد في الجميع كما نبّه عليه غير واحد من علماء الرجال ۳ .
أمّا عنوان (الحسن بن علي العلوي)، فقد وقع في فروع الكافي برواية ثقة الإسلام الكليني عنه ۴ .
وأمّا عنوان (الحسين بن علي العلوي) فلم يقع في الكافي إلّا بمورد واحد روى فيه الكليني، عنه، عن سهل بن جمهور، حديث الإمام الباقر عليه السلام : «ما ضرّ من مات منتظرا لأمرنا ألّا يموت في وسط فسطاط المهدي عليه السلام وعسكره» ۵ .
والحديث صحيح ورد من طرق شتّى لا سيّما عن إمامنا الصادق عليه السلام ۶ .
وقد ذكر الشيخ النمازي روايته في غير الكافي عن صالح بن يحيى، وعن الإمام الهادي عليه السلام ، وعنه: عبداللّه بن علي الحافظ، وإسحاق بن محمّد الزنجاني ۷ .
وهذا السيّد رحمه الله ـ بأيّ عنوان وقع ـ لم يذكره أحد من المتقدّمين إلّا عَرَضا كما مر، حيث اعتنوا بذكر المصنّفين دون سواهم، الأمر الذي يشير إلى كونه ليس منهم.
ومهما يكن، فإنّ كونه شيخا لثقة الإسلام، وللصدوق الأوّل من جهة، واعتماد رواياته ـ وإن كانت قليلة ـ في الكتب الأربعة من جهة اُخرى، وكونه من أصحاب الإمام الهادي عليه السلام ، من جهه ثالثة، وعدم وجود المضعّف من جهة رابعة، وانتسابه إلى تلك الشجرة المباركة مع قرب عهده من اُصولها الطيّبة من جهة خامسة، كلّ ذلك يشير إلى جلالته وسموّ قدره.
1.. اُصول الكافي : ج ۱ ص ۵۲۳ ح ۲۱ باب مولد الصاحب عليه السلام من كتاب الحجّة .
2.. الفهرست للطوسي : ص ۱۳۴ الرقم ۳۱۴ (۳).
3.. معجم رجال الحديث : ج ۵ ص ۳۱ الرقم ۲۹۵۰ ، و ج ۵ ص ۶۹ الرقم ۳۰۲۰، و ج ۶ ص ۵۷۰ الرقم ۳۵۵۹، مصرّحا بأنّه الدينوري.
4.. فروع الكافي : ج ۳ ص ۶۲ ح ۶ باب ۴۰ من كتاب الطهارة، و ج۳ ص ۳۶۹ ح ۶ باب ۴۸ من كتاب الصلاة .
5.. اُصول الكافي : ج ۱ ص ۳۷۲ ح ۶ باب أنّه من عرف إمامه لم يضرّه تقدّم هذا الأمر أو تأخّر، من كتاب الحجّة.
6.. راجع كتابنا : غيبة الإمام المهدي عند الإمام الصادق عليهماالسلام : ص ۱۳۷ وما بعدها من الفصل الثالث، في خصوص أحاديث الانتظار .
7.. مستدركات علم رجال الحديث : ج ۳ ص ۱۶۸ ـ ۱۶۹ الرقم ۴۵۳۷.