141
دليل المحبّة

كلام في آثار المحبّة في اللّه

لقد ثبت لدينا في القسم الأوّل من هذا الكتاب أنّ الإسلام دين المحبّة ، وأنّ المجتمع الذي ينشده الإسلام هو ذلك المجتمع القائم على المحبّة ، وبيّنّا في القسم الثاني أنّ محبّة اللّه هي أهمّ ركائز البناء الفردي والاجتماعي والتكامل المادّي والمعنوي للإنسان .
وأهمّ نقطة يمكن استخلاصها من خلال النظر في الآيات والأحاديث الواردة في القسم الثالث هي أنّ المحبّة في اللّه هي السبيل الوحيد لبلوغ مرحلة المجتمع المثالي القائم على المحبّة ، وليس هنالك من سبيل آخر غيره يتيح استئصال جذور العداء والفساد من الأرض ، والوصول بالمجتمع البشري إلى الحياة المنشودة .

جذور العداوة

لو أنّنا سبرنا أغوار الفساد والعداء على سطح المعمورة ، لوصلنا إلى هذه النتيجة ؛ وهي أنّ جميع الشرور والمفاسد ـ كما سلفت الإشارة ـ نابعة من الأنانيّة ، وكلّ الحروب والمجازر والجرائم والقبائح والرذائل الأخلاقيّة والعمليّة منبعثة من خصلة الأنانيّة


دليل المحبّة
140

أشَدُّ بَياضا وأضوَأُ مِنَ الشَّمسِ الطّالِعَةِ ، يَغبِطُهُم بِمَنزِلَتِهِم كُلُّ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وكُلُّ نَبِيٍّ مُرسَلٍ ، يَقولُ النّاسُ : مَن هؤُلاءِ ؟ فَيُقالُ : هؤُلاءِ المُتَحابّونَ فِي اللّهِ . ۱

۳۸۹.الأمالي للمفيد عن عبداللّه بن مسعود :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : المُتَحابّونَ فِياللّهِ عَزَّوجَلَّ عَلى أعمِدَةٍ مِن ياقوتٍ أحمَرَ فِي الجَنَّةِ، يُشرِفونَ عَلى أهلِ الجَنَّةِ،فَإِذَا اطَّلَعَ أحَدُهُم مَلَأَ حُسنُهُ بُيوتَ أهلِ الجَنَّةِ،فَيَقولُ أهلُ الجَنَّةِ:اُخرُجوا نَنظُرِ المُتَحابّينَ فِي اللّهِ عَزَّوجَلَّ. قالَ : فَيَخرُجونَ ويَنظُرونَ إلَيهِم ، أحَدُهُم وَجهُهُ مِثلُ القَمَرِ في لَيلَةِ البَدرِ ، عَلى جِباهِهِم : هؤُلاءِ المُتَحابّونَ فِي اللّهِ عَزَّوجَلَّ . ۲

3 / 11

السَّبقَةُ إلَى الجَنَّةِ

۳۹۰.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أوَّلُ مَن يَرِدُ الحَوضَ يَومَ القِيامَةِ المُتَحابّونَ فِي اللّهِ عَزَّوجَلَّ . ۳

1.الكافي : ۲/۱۲۶/۷، المحاسن: ۱/۴۱۲/۹۴۱ كلاهما عن أبيالجارود، مشكاة الأنوار: ۱۲۱ وفيهما «أشدّ بياضا من الثلج وأضوأ...»، بحارالأنوار: ۷ / ۱۹۵ / ۶۴ و ج ۶۹/۲۴۳/۱۸ و ج ۷۴/۳۹۸/۳۴.

2.الأمالي للمفيد : ۷۵ / ۱۱ ، بحار الأنوار : ۷۴ / ۳۹۹ / ۳۷ وراجع مسند زيد : ۴۲۱ ؛ المطالب العالية : ۳ / ۱۰ / ۲۷۳۴ نحوه وفيه «أهل الدنيا» بدل «أهل الجنّة» .

3.الفردوس : ۱ / ۲۷ / ۴۰ عن أبي الدرداء ، كنز العمّال : ۹ / ۱۸ / ۲۴۷۱۵ .

  • نام منبع :
    دليل المحبّة
    سایر پدیدآورندگان :
    التقديري، محمّد؛ المسعودي، عبدالهادي؛ غلامعلي، مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 34345
صفحه از 170
پرینت  ارسال به