25
إكسير المحبّة

إنجاز . والصلاة ـ باعتبارها معراج العارفين ، وسفر العاشقين ـ تقود إلى هذه الغاية . وإذا وُفّقتَ ووُفّقنا لأداء ركعة واحدة منها ومُشاهدة الأنوار المكنونة فيها والأسرار الخفيّة المودعة فيها ولو على قدر طاقتنا ، نكون قد أدركنا نفحة واحدة من مقصد أولياء اللّه ومقصودهم ، وشاهدنا لوحةً لصلاة معراج سيّد الأنبياء العارفين ـ عليه وعليهم وعلى آله الصلاة والسلام ـ مَنّ اللّه علينا وعليكم بفضله الكريم» ۱ .

وممّا يسترعي الاهتمام في هذا المجال هو أنّ الاستفادة الكاملة من آثار الصلاة وبركاتها في السير والسلوك إلى اللّه ، تستلزم توفّر شرطين :

أ ـ التمسّك والتوسّل بأهل البيت عليهم السلام

إنّ طريق التوحيد ومعرفة اللّه ومحبّته طريق شائك وعسير لا يتيسّر سلوكه بدون الاستنارة بمصباحٍ والاهتداء بدليلٍ ، وبدون التمسّك بالولاية وشفاعة الوسيله التي عيّنها اللّه للتقرّب ۲ إليه ، وبدون الدخول من الباب ۳ التي حدّدها اللّه من أجل السير على بساط قربه ، لهذا نقرأ في زيارة الأئمّة من أهل البيت عليهم السلام :

۰.«مَن أرادَ اللّهُ بَدَأَ بِكُم،ومَن وَحَّدَهُ قَبِلَ عَنكُم،ومَن قَصَدَهُ تَوَجَّهَ بِكُم» ۴ .

1.صحيفة النور : ۲۲ / ۳۷۲ .

2. « يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَـهِدُواْ فِى سَبِيلِهِى لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ » المائدة : ۳۵ .

3.راجع : أهل البيت في الكتاب والسنّة ، خصائص أهل البيت (۱ / ۱۲) أبواب اللّه .

4.الفقيه : ۲ / ۶۱۵ الزيارة الجامعة الكبيرة .


إكسير المحبّة
24

بصفة التقوى ، وتقوده في الخطوة الثانية إلى الدنوّ من بساط القرب الإلهي ومعرفته والأُنس به ، كما نقل عن عليّ عليه السلام أنّه قال :

۰.«الصَّلاةُ قُربانُ كُلِّ تَقِيٍّ» ۱ .

وعلى هذا الأساس ؛ فالصلاة أفضل وسيلة لبناء الذات وبناء مجتمع التوحيد القائم على محبّة اللّه ، وانطلاقا من هذه الرؤية وصفها رسول اللّه صلى الله عليه و آلهبأنّها : «خَيرُ مَوضوعٍ» ۲ ، وقد قال الإمام الصادق عليه السلام في وصفه لقيمة الصلاة ودورها في بناء الإنسان :

۰.«ما مِن شَيءٍ بَعدَ المَعرِفَةِ يَعدِلُ هذِهِ الصَّلاةَ» ۳ .

فانطلاقا من هذه الرؤية أكّد الإمام الخميني رحمه الله في وصيّته الأخلاقيّة بعد أن اعتبر الأنانيّة والعجب مصدرا لكلّ الفتن والمصائب التي تحلّ ببني آدم ، والجهاد من أجل اجتثاث هذه الجذور الخبيثة جهادا أكبرا ، ووصف الانتصار في هذا الجهاد بأنّه مدعاة لإصلاح كلّ شيء وكلّ شخص ، أكّد أنّ سبيل تحقيق هذا الانتصار ـ من بعد الاستعانة باللّه سبحانه ـ هي الصلاة . وكان نصّ وصيّة السيّد الإمام إلى نجله كالآتي :

۰.«عليك أن تسعى يابنيّ لبلوغ هذا الانتصار ، أو بلوغ بعض مراحله . شمّر لهذه المهمّة عن ذراعيك،وقلّل من الأهواء النفسيّة التي لاتحصى ولا تعدّ ، واستعن باللّه تعالى ؛ لأنّ المرء لا يحقّق بدون معونته أيّ

1.نهج البلاغة : الحكمة ۱۳۶ .

2.مسند ابن حنبل : ۸ / ۱۳۲ / ۲۱۶۰۸ .

3.الأمالي للطوسي : ۶۹۴ / ۱۴۷۸ عن زرعة ، إرشاد القلوب : ۱۴۵ ، بحار الأنوار : ۲۷ / ۲۰۲ / ۷۱ .

  • نام منبع :
    إكسير المحبّة
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اوّل
    پیوند معرفی کتاب :
    http://www.hadith.net/post/49478
تعداد بازدید : 56535
صفحه از 144
پرینت  ارسال به