41
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10

السبل لتأمين الحاجات الاقتصاديّة ؛ إلّا أنّ العقل والنقل ، والرواية والدراية ، تؤيّد هذا الادّعاء .
وقبل تقديم أيّ توضيح في هذا المعنى لابدّ من الإشارة ـ في ما يخصّ نفقات علماء الدين ـ إلى أنّ قسما من هذا الواجب يقع على عاتق مدراء المراكز الدينيّة والإعلاميّة ، ويقع قسم منه أيضا على عاتق المتصدّين لإرشاد الناس وهدايتهم . أمّا واجب مدراء المراكز الدينيّة ـ كما سبقت الإشارة إليه في السبيل الثالث ـ فهي تنظيم النفقات التي جعلها الإسلام لهذا الأمر ، أمّا ما نحن بصدد بيانه في السبيل الرابع فيخصّ واجب المبلّغ نفسه ، وهذا الواجب لا يتعارض مع واجب مدراء المراكز الدينيّة ، بل يعتبر مكمّلاً له .

ضمان الرزق من اللّه عز و جل

صرّحت روايات عديدة أنّ الباري تعالى ، علاوةً على ما تكفّل به من رزق كلّ إنسان وكلّ دابّة ۱ ، فإنّه قد أولى عناية خاصّة بضمان رزق أصحاب العلم ومن نذروا حياتهم لإرشاد الناس وهدايتهم .
وقد ورد عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنّه قال في هذا المجال :
إنَّ اللّهَ تَعالى قَد تَكَفَّلَ لِطالِبِ العِلمِ بِرزقِهِ خاصَّةً عَمّا ضَمِنَهُ لِغَيرِهِ . ۲
مَن تَفَقَّهَ في دينِ اللّهِ كَفاهُ اللّهُ هَمَّهُ ورَزَقَهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ . ۳

1.«وَ مَا مِن دَآبَّةٍ فِى الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا» (هود : ۶) .

2.منية المريد : ص ۱۶۰ ، الأنوار النعمانيّة : ج ۳ ص ۳۴۱ .

3.جامع بيان العلم : ج ۱ ص ۴۵ عن عبداللّه بن الحرث بن جزء ، تاريخ بغداد : ج ۳ ص ۳۲ الرقم ۹۵۶ نحوه ، كنز العمّال : ج ۱۰ ص ۱۶۵ ح ۲۸۸۵۵ ، وراجع : العلم والحكمة في الكتاب والسنّة : فضل التعلم / تكفل الرزق .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
40

2 . تأمين الحاجات الاقتصاديّة للمبلّغ من قبل الحكومة

عندما يُتاح للنظام الإسلامي تطبيق أحكام الإسلام النيّرة على نحوٍ كامل ، ويصبح بيت المال تحت تصرّف الدولة الإسلاميّة من جهة ، وعدم الحاجة إلى إشراف الحوزات العلميّة والزعماء الدينيّين على الأجهزة التنفيذيّة والتشريعيّة والقضائيّة من جهة اُخرى ، فلعلّ أفضل طريق لتوفير الحاجات الاقتصاديّة لعلماء الدين ، ومنهم المبلّغون ، هو الدولة الإسلاميّة . بيد أنّ مثل هذه الظروف لا تتحقّق إلّا في عصر حكومة الإمام المهدي (عجل اللّه تعالى فرجه) .
أمّا في ظلّ الظروف الحاليّة ، فيبدو الاستقلال الاقتصادي لعلماء الدين أمرا ضروريّا ، وعدم استقلال علماء الدين يعني اتّباعهم لسياسة الحكومات وانقيادهم لها ، في حين أنّهم يجب أن يكونوا مرشدين وموجّهين لولاة الاُمور .

3 . الإدارة الاقتصاديّة الذاتيّة

الطريق الثالث لتأمين الحاجات الاقتصاديّة للمبلّغين هو الإدارة الاقتصاديّة الذاتيّة لشريحة علماء الدين ؛ أي أن يتولّى مدراء الحوزات العلميّة تنظيم الميزانيّة الخاصّة لدراسة وتبليغ العلوم الدينيّة على نحو يوفّر معيشة متوسّطة وكريمة لجميع الدارسين والباحثين والمبلّغين . ولا أشكّ في أنّه مع وجود إدارة صحيحة للأموال الموجودة حاليّا تحت تصرّف علماء الدين ـ الواردة عن طريق الخمس والزكاة والهدايا وغير ذلك ـ فإنّ الحاجات الاقتصاديّة لجميع المنتسبين لهذا القطاع ستكون مؤمّنة بكلّ سهولة .

4 . تقوية الجانب المعنوي

إنّ البعض قد تأخذه الدهشة عندما يسمع بأنّ تقوية الجانب المعنوي تمثّل أحد

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 113424
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي