367
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10

البيعة في السيرة العلويّة

بعد وفاة النبيّ صلى الله عليه و آله ، طُويت بيعة الغدير بمطاوي النسيان حتّى الثامن عشر من ذي الحجّة سنة 35 للهجرة بعد ثورة المسلمين ضدّ الخليفة الثالث وإصرار عامّة المسلمين على بيعته قبل بيعتهم ، وتولّى زمام اُمور المسلمين حتّى يوم شهادته في 21 رمضان من سنة 40 للهجرة لمدّة أربع سنوات وتسعة شهور وثلاثة أيّام .

الحقوق المتبادلة بين المبايِع والمبايَع

يمكن القول من خلال التأمّل في الآيات والروايات التي جاءت حول البيعة ، إنّ البيعة مع القائد من وجهة نظر الإسلام هي في الحقيقة إنشاء نوعٍ من الصفقة والتعاقد ، حيث يتعهّد المبايِعُ أن يطيع أوامر القائد حتّى الموت ، في مقابل أن يعمل القائد على تلبية حاجاته المادّية والمعنوية ، وقد أكّدت الروايات الإسلامية بصراحة على هذه الحقوق ۱ ، وقد جاء في رواية عن الإمام علي عليه السلام حول الحقوق المتبادلة بين الإمام والاُمّة :
أيُّهَا النّاسُ ! إنَّ لي عَلَيكُم حَقّا ولَكُم عَلَيَّ حَقٌّ : فَأَمّا حَقُّكُم عَلَيَّ فَالنَّصيحَةُ لَكُم ، وتَوفيرُ فَيئِكُم عَلَيكُم ، وتَعليمُكُم كَيلا تَجهَلوا ، وتَأديبُكُم كَيما تَعلَموا . وأمَّا حَقّي عَلَيكُم فَالوَفاءُ بِالبَيَعةِ ، وَالنَّصيحَةُ فِي المَشهَدِ وَالمَغيبِ ، وَالإِجابَةُ حينَ أدعوكُم ، وَالطّاعَةُ حينَ آمُرُكُم . ۲

دور البيعة في عهد النبي صلى الله عليه و آله أو الأئمّة المعصومين عليهم السلام

استناداً إلى الاُسس العقائدية لأتباع أهل البيت عليهم السلام ، فإنّ الولاية السياسيّة للنبيّ صلى الله عليه و آله والأئمّة المعصومين عليهم السلام ليست بحاجة إلى البيعة في مقام الثبوت ، إلّا أنّها بحاجة إلى

1.راجع : هذه الموسوعة : ج ۴ ص ۲۹۱ (الفصل العاشر: حقوق الإمام عليه السلام والاُمّة ) .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۳۴ ، بحار الأنوار : ج ۲۷ ص ۲۵۱ ح ۱۲ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
366

على الرجال كانت مختلفة .
وأمّا شروط مبايعة النساء فقد وردت الإشارة إليها في الآية 12 من سورة الممتحنة ، أي : اجتناب الشرك ، تجنّب السرقة والفحشاء ، عدم مخالفة النبيّ صلى الله عليه و آله في معروف .

8 . بيعة الجنّ

رويت في عدد من المصادر الروائية ۱ بيعة الجنّ مع النبيّ صلى الله عليه و آله في مسجد الأحزاب ۲ ، ولكنّنا لا نمتلك معلومات عن خصوصياتها .

9 . بيعة الغدير

كانت البيعة الأخيرة في سيرة النبي صلى الله عليه و آله مبايعة المسلمين للإمام عليّ عليه السلام في اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجّة في السنة العاشرة من الهجرة ، في موضعٍ يُدعى «غدير خم» ۳ ، ففي هذا اليوم قدّم النبيُ صلى الله عليه و آله الإمامَ عليّاً عليه السلام للمسلمين باعتباره الخليفة من بعده ، وطلب منهم أن يبايعوه . مضافا لذلك ، فقد أمر أن يسلّموا عليه باعتباره الخليفة اللّاحق للمسلمين . ۴

1.راجع : ص ۴۰۴ ح ۱۱۳۹۴.

2.مسجد الأحزاب : هو مسجد بُني في عهد النبيّ صلى الله عليه و آله ، واسمه الآخر : مسجد الفتح ، ويقع على أعلى جبل سلع ، وهو الموضع الذي دعا فيه النبيّ صلى الله عليه و آله اللّه َ تعالى في معركة الخندق (راجع : معجم البلدان : ج ۱ ص ۱۱۱ ، البداية والنهاية : ج ۴ ص ۱۲۷ ، مجمع الزوائد : ج ۴ ص ۱۲ ، المصنف لابن أبي شيبة : ج ۷ ص ۱۴۶ ، الطبقات الكبرى : ج ۲ ص ۷۳ ، إمتاع الأسماع : ج ۹ ص ۲۷۵ و . . . ) .

3.راجع : موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام : ج ۱ ص ۵۱۱ ( القسم الثالث / الفصل العاشر / حديث الغدير ) .

4.راجع : موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام : ج ۱ ص ۵۴۸ ( القسم الثالث / الفصل العاشر : حديث الغدير / التحية القيادية ) .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 114854
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي