البيعة في السيرة العلويّة
بعد وفاة النبيّ صلى الله عليه و آله ، طُويت بيعة الغدير بمطاوي النسيان حتّى الثامن عشر من ذي الحجّة سنة 35 للهجرة بعد ثورة المسلمين ضدّ الخليفة الثالث وإصرار عامّة المسلمين على بيعته قبل بيعتهم ، وتولّى زمام اُمور المسلمين حتّى يوم شهادته في 21 رمضان من سنة 40 للهجرة لمدّة أربع سنوات وتسعة شهور وثلاثة أيّام .
الحقوق المتبادلة بين المبايِع والمبايَع
يمكن القول من خلال التأمّل في الآيات والروايات التي جاءت حول البيعة ، إنّ البيعة مع القائد من وجهة نظر الإسلام هي في الحقيقة إنشاء نوعٍ من الصفقة والتعاقد ، حيث يتعهّد المبايِعُ أن يطيع أوامر القائد حتّى الموت ، في مقابل أن يعمل القائد على تلبية حاجاته المادّية والمعنوية ، وقد أكّدت الروايات الإسلامية بصراحة على هذه الحقوق ۱ ، وقد جاء في رواية عن الإمام علي عليه السلام حول الحقوق المتبادلة بين الإمام والاُمّة :
أيُّهَا النّاسُ ! إنَّ لي عَلَيكُم حَقّا ولَكُم عَلَيَّ حَقٌّ : فَأَمّا حَقُّكُم عَلَيَّ فَالنَّصيحَةُ لَكُم ، وتَوفيرُ فَيئِكُم عَلَيكُم ، وتَعليمُكُم كَيلا تَجهَلوا ، وتَأديبُكُم كَيما تَعلَموا . وأمَّا حَقّي عَلَيكُم فَالوَفاءُ بِالبَيَعةِ ، وَالنَّصيحَةُ فِي المَشهَدِ وَالمَغيبِ ، وَالإِجابَةُ حينَ أدعوكُم ، وَالطّاعَةُ حينَ آمُرُكُم . ۲
دور البيعة في عهد النبي صلى الله عليه و آله أو الأئمّة المعصومين عليهم السلام
استناداً إلى الاُسس العقائدية لأتباع أهل البيت عليهم السلام ، فإنّ الولاية السياسيّة للنبيّ صلى الله عليه و آله والأئمّة المعصومين عليهم السلام ليست بحاجة إلى البيعة في مقام الثبوت ، إلّا أنّها بحاجة إلى