3 . المحاربة الجذرية للبهتان
طرحنا في الفصل الثالث أموراً مثل : البغض والانزجار الداخلي ، النفاق والازدواجيّة ، التجاوز على حقوق الآخرين الماليّة ، الكذب وجليس السوء ؛ اُسسا ودواعي للبهتان . ولكنّ الجذور الأساسيّة لهذه الرذيلة ـ حاله في ذلك كحال الرذائل الأخلاقية والسلوكيّة ـ تتمثّل في الأنانيّة دون شكّ . وبناءً على ذلك فإنّ من الضروري محاربة هذا السلوك القبيح بصورة جذريّة وذلك عن طريق محاربة الأنانية التي هي اُمّ الفتن ، مع السعي في مواجهة الاُمور المشار إليها آنفا .
4 . مسؤولية سامع البهتان
إن المسؤولية الاُولى التي تقع على عاتق سامع البهتان ، هي الالتفات إلى أنّ معظم ما يسمعه عن الآخرين ، لا حقيقة له :
ما رَأَتهُ عَيناكَ فَهُوَ الحَقُّ ، وما سَمِعَتهُ اُذُناكَ فَأَكثَرُهُ باطِلٌ . ۱
وعلى هذا الأساس ينبغي على المؤمن أن لا يصدّق الافتراءات التي تذكر في حقّ إخوانه من المسلمين ، وخاصة الموثوقين منهم :
مَن عَرَفَ مِن أخيهِ وَثيقَةَ دينٍ وسَدادَ طَريقٍ ، فَلا يَسمَعَنَّ فيهِ أقاويلَ الرِّجالِ . ۲
والمسؤولية الثانية التي تقع على عاتق سامع البهتان ، نهي الباهت عن هذا السلوك القبيح والدفاع عن كرامة المسلم ، كما جاء في القرآن :
« وَ لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـذَا سُبْحَانَكَ هَـذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ » . ۳