19
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج9

قساوة القلب ، والخدعة أو الإحباطات في الحياة هي وحدها التي يمكن أن تُسيل دموعهم .

6 . علاج جفاف العين

قد يكون مصدر جفاف العين الأمراض الجسمية ، وفي هذه الحالة تجب مراجعة الطبيب لعلاج المريض . ولعلّ ما جاء في بعض الروايات من أنّ تناول العدس مفيد لعلاج جفاف العين ، يُراد منه علاج هذا النوع من المَرضى . إلّا أنّه قد يكون سببه أحياناً الانحرافات الأخلاقية والسلوكية ، وفي هذه الحالة ، تكون التوبة والاستغفار سبيل علاجه .
جدير ذكره أنّ خدمة الخلق مفيدة أيضاً ، بالإضافة إلى التوبة والاستغفار ، في لطافة الروح والتمتّع بالبكاء المفيد والبنّاء ، كما جاء في رواية عن الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله :
مَن فَطَّرَ صائِما في رَمَضانَ مِن كَسبٍ حَلالٍ ، صَلَّت عَلَيهِ المَلائِكَةُ لَيالِيَ رَمَضانَ كُلَّها ، وصافَحَهُ جِبريلُ عليه السلام لَيلَةَ الفِطرِ ، ومَن صافَحَهُ جِبريلُ تَكثُرُ دُموعُهُ ويَرِقُّ قَلبُهُ . ۱
والملاحظة الملفتة للنظر في هذا الحديث الشريف أنّ الدعاء وقرب الملائكة من الإنسان ومصافحة كبير الملائكة جبرائيل له ، من شأنها أن تلعب دوراً مؤثّراً في لطافة الروح وجريان الدمع ، والملاحظة المهمّة أنّ اقتراب الملائكة من الإنسان يكون بموازاة اقتراب الناس من بعضهم البعض في شهر اللّه عز و جل .

1.راجع : ص ۶۰ ح ۱۰۰۲۷.


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج9
18

الاُمّ ، الأولاد ، الأصدقاء وغيرهم ، هو إشارة إلى الطرق الصحيحة لاستغلال فوائد البكاء . وبذلك فإنّ أتباع الإسلام يتمتّعون ببركات البكاء المعنوية والاُخروية بالإضافة إلى فوائده المادية والدنيوية .

4 . منشأ البكاء المفيد والبنّاء

يُعدّ العلم والإيمان منشأ البكاء المفيد والبنّاء ، فكلّما زادت معرفة الإنسان لحقائق الوجود وتعزّز إيمانه بعالَم ما بعد الموت ، اكتسبت القيمة الأخلاقية والعملية في الحياة مكانة أعلى وتمتّعت الروح بلطافة أكثر .
وتمتدّ جذورُ بكاء أولياء اللّه وعلى رأسهم خاتم الأنبياء صلى الله عليه و آله ، ۱ في العلم والإيمان ولطافة أرواحهم ، كما جاء في وصايا النبي صلى الله عليه و آله لأبي ذرّ :
يا أبا ذرٍّ ، مَن اُوتِيَ مِنَ العِلمِ ما لا يُبكيهِ ، لَحَقيقٌ أن يَكونَ قَد اُوتِيَ عِلما لا يَنفَعُهُ ، لِأَنَّ اللّهَ نَعَتَ العُلَماءَ فَقالَ عز و جل : «إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَ يَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَ يَزِيدُهُمْ خُشُوعًا» . ۲
وهكذا ، فإنّ لآلئ الدمع الجميلة حارّها وباردها تتدحرج عند الفرح والحزن على خدود الأشخاص الذين يتمتّعون بلطافة الروح .

5 . منشأ البكاء المذموم

تمتدّ جذور البكاء المذموم ، في الجهل والذلّ وخنوع النفس والأرجاس الأخلاقية والعملية ، والاُناس الملوّثون لا يمكنهم أن يبكوا بكاءً مفيداً بسبب ابتلائهم بمرض

1.راجع: ص ۹۶ ( بكاء رسول اللّه صلى الله عليه و آله ) .

2.راجع : ص ۴۵ ح ۹۹۸۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج9
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 149333
الصفحه من 506
طباعه  ارسل الي