301
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7

الأربعون والأبدال الثلاثمئة ، وأخيراً فإنّ التقسيم الثالث أيضاً يشبه التقسيم الثاني ، سوى أنّ مقام أحد الأولياء يقع بين مقام قطب الأقطاب والأبدال الثلاثة . ۱

الأبدال ، الأوتاد والأقطاب في الحديث

يمكن دراسة وتقييم الأحاديث التي جاءت حول العناوين المذكورة في المصادر الروائيّة من جانبين :

1 . تقييم الأسناد

تدور معظم الأحاديث التي جاءت في هذا الفصل حول الأبدال . ونحن نرى أنّ أسناد جميع الروايات التي تدلّ بشكل ما على المفاهيم التي يدّظعيها المتصوّفة ليس معتبراً ، كما أنّ بعض الباحثين من أهل السنّة لا يعتبرون هذه الأحاديث معتبرة ؛ إذ يقول السخاوي :
خَبَرُ الأبدالِ له طُرُقٌ بألفاظٍ مختلفةٍ كلُّها ضَعيفةٌ . ۲
وفي مقابل السيوطي الذي يعتبر هذه الأحاديث صحيحة ، بل متواترة معنويّا ، فإنّ الكثير من محقّقي أهل السنّة مثل : ابن الجوزي وابن تيميّة يرون أنّ هذه الأحاديث منتحلة . ۳
كما يؤكّد الدكتور حسام الدين بن موسى عفانة ۴ في هذا المجال قائلاً :
لم يَثبُت عن النبيّ صلى الله عليه و آله حديثٌ صحيحٌ في الأبدال ، وكُلُّ ما وَرَدَ من الأحاديث في الأبدال والأقطاب والأغواث والنجباء والأوتاد ، كلّها أحاديث باطلة على رسول

1.دائرة المعارف بزرگ اسلامى (بالفارسيّة) : ج ۲ ص ۳۸۵ و ۳۸۶ .

2.فيض القدير : ج ۳ ص ۲۲۰ .

3.راجع : الموضوعات : ج ۳ ص ۱۵۲ ، مجموع الفتاوي : ج ۱۱ ص ۱۶۷ وج ۲۷ ص ۴۹۷ .

4.اُستاذ الفقه واُصوله في جامعة القدس .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7
300

ثمّ يذكّر بأنّ الأشخاص الثلاثمئة سوف لا يضاف إليهم أحد عندما يحلّ آخر الزمان حتّى يرحلوا جميعهم عن العالم . وحينئذ سيقلّ الأشخاص الأربعون والأشخاص السبعة والأشخاص الخمسة والأشخاص الثلاثة حسب التسلل ، حتّى لا يبقى منهم أحد ويصبح القطب وحيداً ، وعندما يرحل القطب من هذا العالم ، سينهار العالم .
وذكر السيّد حيدر الآملي في المقدّمات ثلاثة أنواع من التقسيم لمراتب الأولياء ، حيث يبلغ عدد الأبدال في كلّ نوع سبعة أشخاص ، ولكن مراتبهم متفاوتة . ويأتي الأبدال في التقسيم الأوّل بعد القطب في المرتبة الثانية ، ويشغلون مقاماً أعلى من رجال الغيب والصلحاء .
ويأتي الأبدال في التقسيم الثاني بعد القطب والغوث والأفراد ، أي في المرتبة الرابعة . ويكون الأبدال حسب التقسيم الثالث بعد قطب الأقطاب ، الذي هو النبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله وأئمّة الهدى عليهم السلام ، كما يشغل القطب والغوث والأئمّة والأوتاد ، المرتبة الخامسة . ويذكر الآملي الطبقات المختلفة للأولياء ويذكّر بأنّ الأئمّة المعصومين عليهم السلام قد يعبّر عنهم بالأقطاب والأبدال أيضاً ، ويبدو أنّ هذا المعنى مقتبس من روايات الشيعة . كما أنّه يشير إلى أنّ المراد من الأبدال السبعة قد يكون أحياناً الأوتاد الأربعة والإمامين والقطب .
كما ينقل الآملي تقسيماً جديداً نقلاً عن الشيخ سعد الدين الحموئي ، يبلغ فيه عدد الأبدال سبعة ويأتون بعد القطب «والغوث والإمامين» والأوتاد والأشباح في المرتبة الخامسة من طبقات الأولياء السبع ، ويقتصر عدد الأولياء في مجموع الطبقات المذكورة على ثلاثمئة وستّين شخصاً .
ويقدّم شاه نعمة اللّه وليّ أيضاً تقسيمات مختلفة للأولياء ، استخدمت فيها لفظة الأبدال بشكل خاصّ أحياناً وبشكل عامّ أحياناً اُخرى . ويأتي الأبدال السبعة في التقسيم الأوّل بعد الأقطاب الاثني عشر في المرتبة الثانية ، ويأتي الأبدال الأربعة في المرتبة الرابعة ، والأبدال الثلاثمئة في المرتبة السادسة . وحسب التقسيم الثاني ، يأتي بعد قطب الأقطاب الأبدال الثلاثة ، الأبدال الخمسة ، الأبدال

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 186689
الصفحه من 508
طباعه  ارسل الي