95
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6

في وقعة الغدير ، وكذلك عندما كان رسول الإسلام صلى الله عليه و آله يريد خلال مرضه الّذي أدّى إلى وفاته أن يحلّ قضية القائد المقبل للعالم الإسلامي بشكل مكتوب إلّا أنه واجه ضجّة وغوغاء ، وبالتالي لم يتيسّر له التصريح بذلك . ۱

4 . المراد من الخلفاء الاثني عشر

إنّ التأمّل في هذه الكلمات : «الخليفة» ۲ و«الإمام» ۳ و«الوصي» ۴ و«الأمير» ۵ ، والكلمات المشابهة لها في الروايات المختلفة لحديث جابر ، وكذلك المنزلة العائلية للأشخاص ـ الّذين قدّمهم النبيّ صلى الله عليه و آله باعتبارهم خلفاءه ـ وعددهم ، والأهمّ من كلّ ذلك تأكيده صلى الله عليه و آله أنّ قيام الدين وعزّة الإسلام وصلاح الاُمّة حتّى القيامة متوقّف على خلافتهم ؛ كلّ ذلك يُظهر بوضوح أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله كان يريد من هذا البلاغ الهامّ أن يُقدّم مواصفات وخصوصيّات الأشخاص الّذين يتمتّعون من بعده بالصلاحية العلمية والعملية والسياسية والإدارية اللّازمة لقيادة المجتمع الإسلامي ، الأشخاص الّذين بإمكانهم ـ من جميع الجوانب ـ أن يكونوا خلفاء اللّه وخلفاء رسوله صلى الله عليه و آله .
وقد بلغت أهمّية هذا العنوان وهذا البلاغ حدّا ، بحيث إنّ أبا بكر لم يكن يُسمّي نفسه خليفة في بداية حكمه ، حيث قال مجيبا لمن قال له :
أنتَ خَليفَةُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؟ فَقالَ : لا . قالَ : فَما أنتَ ؟ قالَ : أنَا الخالِفَةُ بَعدَهُ . ۶
وإنّ الدقّة والتأمّل في معنى كلمة الخليفة يوضّحان هذا المعنى ، فالخليفة يعني

1.صحيح البخاري : ج ۱ ص ۵۴ ح ۱۱۴ و ج ۴ ص ۱۶۱۲ ح ۴۱۶۸ و ج ۸ ص ۲۶۸۰ ح ۶۹۳۳ و مسند ابن حنبل : ج ۱ ص ۶۹۵ ح ۲۹۹۲ والطبقات الكبرى : ج ۲ ص ۲۴۴ .

2.راجع : ص ۶۶ (عدد الأئمّة من أهل البيت عليهم السلام / ما روي بلفظ «اثنا عشر خليفة») .

3.راجع : ص ۷۰ (عدد الأئمّة من أهل البيت عليهم السلام / ما روي بلفظ «اثنا عشر اماماً») .

4.راجع : ص ۷۱ (عدد الأئمّة من أهل البيت عليهم السلام / ما روي بلفظ «اثنا عشر وصيّاً») .

5.راجع : ص ۶۹ (عدد الأئمّة من أهل البيت عليهم السلام / ما روي بلفظ «اثنا عشر أميراً») .

6.النهاية في غريب الحديث : ج ۲ ص ۶۹ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6
94

جابر بن سمرة يبيّن لنا واقعة واحدة ، واحتمال تعدّد هذه الواقعة بعيد ؛ نظرا إلى الميزات الخاصّة في النصّ .

3 . الاختلاف في نصوص الأحاديث

لقد روي نصّ حديث جابر بن سمرة بأشكال مختلفة ، فقد جاءت عبارة : «اثنا عشر خليفة» في غالبيّة الروايات ، وجاءت في صحيح البخاري عبارة : «اثنا عشر أميرا» ، وفي الروايات الاُخرى : «اثنا عشر إماما» و«اثنا عشر ملكا» و«اثنا عشر قيّما» ، وروي نصّ الحديث حسب بعض النقول :
لا يَزالُ أَمرُ النَّاسِ ماضيا ما وَليَهُم اثنا عَشَرَ رَجُلاً . ۱
إنّ جميع هذه الروايات تدلّ على أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله كان بصدد التعريف بخلفائه والقادة المستقبليّين للعالم الإسلامي ، وأنّ الراوي أو الرواة للحديث نقلوا كلام النبيّ صلى الله عليه و آله بالمعنى .
والملاحظة الملفتة للنظر هي أنّه صلى الله عليه و آله وبعد أن قدّم الأشخاص الاثني عشر باعتبارهم خلفاءه ، ارتفعت الأصوات في المجلس ۲ ، بحيث إنّ جابر بن سمرة صرّح بأنّه لم يسمع الكلام الختامي للنبيّ صلى الله عليه و آله ۳ ، فسأل أباه أو عمّه عمّا قاله النبيّ صلى الله عليه و آله ، فقال : «كُلُّهُم مِن قُرَيشٍ» ۴
ويدلّ هذا المشهد على أنّ الجوّ السياسي لم يكن مناسبا للإعلان عن القادة المستقبليّين للعالم الإسلامي ، كما تشير إلى ذلك الآية : «وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ»۵

1.صحيح مسلم : ج ۳ ص ۱۴۵۲ ح ۶ ؛ الخصال : ص ۴۷۳ ح ۲۷ ، بحار الأنوار : ج ۳۶ ص ۲۳۹ ح ۳۵ .

2.۴ . راجع : ص ۶۶ ـ ۶۷ ح ۶۱۹۲ و ۶۱۹۳ و ۶۱۹۵ و مسند ابن حنبل : ج ۷ ص ۴۲۹ ح ۲۰۹۹۱ .

3.۴ . راجع : ص ۶۶ ـ ۶۷ ح ۶۱۹۲ و ۶۱۹۳ و ۶۱۹۵ و مسند ابن حنبل : ج ۷ ص ۴۲۹ ح ۲۰۹۹۱ .

4. أو «كُلُّهُم مِن بَني هاشِمٍ» . ينابيع المودّة : ج ۲ ص ۳۱۶ ح ۹۰۸ .

5.المائدة : ۶۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 142484
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي