105
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6

تصنعه الاُمّة بأهل البيت عليهم السلام . ۱

2 . عدم اتّفاق الاُمّة على خلافة أئمّة الشيعة

الإشكال الثاني هو إنّه جاء في بعض النصوص المرويّة في وصف الخلفاء الاثني عشر :
كُلُّهُم تَجتَمِعُ عَلَيهِ الاُمَّةُ . ۲
من الواضح إنّ أيّاً من أئمّة الشيعة لم يكن يتوفّر فيه هذا الوصف ، بناءً على ذلك فكيف يمكن تطبيق الحديث عليهم؟!
الجواب على هذا الإشكال :
أوّلاً : إنّ معظم أحاديث الخلفاء الاثني عشر خالية من هذا التعبير ، والأحاديث التي ذكرت هذه العبارة هي أحاديث فاقدة للاعتبار. ۳
ثانياً : على فرض كون سند هذه الرواية صحيحاً ، فلا يمكن نسبة مدلولها الظاهري إلى النبيّ صلى الله عليه و آله ؛ لأنّه لا واقعيّة له ، إذ أنّ الأكثريّة القريبة من الإجماع على أنّه لم يقع اتّفاق و اجتماع الاُمّة على كلّ من أمسك بزمام الحكم بعد النبيّ صلى الله عليه و آله . بناءً على ذلك فمن أجل تصحيح نسبة هذه المقولة إلى النبيّ صلى الله عليه و آله ينبغي أن يقال : إنّه ليس المقصود منها هو الإخبار عن المستقبل ، بل هي توصية منه صلى الله عليه و آله للاُمّة الإسلاميّة باتّباع هؤلاء ، فتنطبق حينئذٍ على مذهب الإماميّة الاثني عشريّة .

1.راجع : ص ۴۷۳ : (القسم الحادي عشر : ظلم أهل البيت عليهم السلام ) وموسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام : ج۴ (القسم الثامن / الفصل الأوّل : إخبار النبيّ صلى الله عليه و آله باستشهاده) .

2.سنن أبي داود : ج ۴ ص ۱۰۶ ح ۴۲۷۹ .

3.راجع : سلسلة الأحاديث الصحيحة : ج ۱ ص ۶۵۱ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6
104

افتراقا بين المسلمين ثمّ تحافظ الاُمة الإسلامية على عزّتها بعد ذلك؟! ۱
هكذا يتبيّن لنا استنادا إلى الأدلّة المذكورة في الصفحات السابقة أنّ حديث الخلفاء الاثني عشر لا ينطبق إلّا على رأي الشيعة الاثني عشرية ، وأمّا التحليلات والتنظيرات الاُخرى فلا يمكن قبولها ؛ بسبب اشتمالها على إشكالات عديدة .

الجواب على إشكالَين

هناك إشكالان يمكن أن يُطرَحا حول الرأي المختار سوف نذكرهما هنا مع الإجابة عليهما :

1 . عدم وصول أكثر أئمّة الشيعة إلى الخلافة

الإشكال الأوّل هو إنّه لم يصل إلى الخلافة من بين الأئمّة الاثني عشر للشيعة سوى الإمام عليّ عليه السلام والإمام الحسن عليه السلام ، وأمّا الأئمّة الآخرون فلم يتسلّموا زمام الحكم أبدا ، على هذا فكيف يمكن اعتبارهم خلفاء النبيّ صلى الله عليه و آله ؟!
الجواب على هذا الإشكال : إنّه استناداً إلى النصوص المعتبرة ـ والتي مرّ قسم منها ـ فإنّ الخلافة هي منصب إلهيّ ، وقد عيّن النبيّ صلى الله عليه و آله لهذا المنصب اثني عشر من أهل بيته لأجل القيام به وتحمّل مسؤوليّته ، وأمّا إعراض أكثر الناس عنهم وعدم تبعيّتهم لهم فهو لا ينافي كونهم خلفاء واقعيّين له صلى الله عليه و آله . بعبارة اُخرى : إنّه استناداً إلى الأحاديث المعتبرة التي مرّت ، منها حديث الخلفاء الاثني عشر ، فإنّ النبيّ صلى الله عليه و آله أخبر عن لياقة أئمّة أهل البيت عليهم السلام للخلافة ، وقد عيّنهم باعتبارهم خلفاء عنه صلى الله عليه و آله ، وأمّا قبول الناس أو عدم قبولهم لهذا الأمر فهو موضوعٌ آخر ، وقد أنبأ النبيّ صلى الله عليه و آله في أحاديث اُخرى عن الحوادث التي سوف تقع في الاُمّة الإسلاميّة بعده ، وعمّا سوف

1.فتح الباري : ج ۱۳ ص ۲۱۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 142515
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي