321
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج4

شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ» . 1 وعليه فإنّ الضعف المترائي في الروايات الواردة بشأن تفضيل الاُمّة الإسلاميّة غير مؤثّر في قبولها ما دامت متّفقة المضمون إجمالاً مع صريح القرآن الكريم .

ب ـ هل الفضل ثابت لمطلق الاُمّة ؟

السؤال الثاني عن إطلاق الفضل الوارد في الآيات والروايات بشأن الاُمّة ، هل هو لجميع أجيالها ومقاطعها على طول التأريخ ، أو اختصاصه بجيل أو مرحلة تأريخيّة معيّنة من تأريخ الإسلام ؟
إنّ ممّا لا شكّ فيه أنّ هذه الفضائل هي ثابتة للأوفياء للقيم الإسلاميّة ومُثُله ؛ لذا فإنّ القرآن الكريم بعد أن يُطري على الاُمّة الإسلاميّة وأنّها أفضل الاُمم ، يصفها مباشرة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فيقول : «كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ» . ۲
وتعتبر مسألة العدالة الاجتماعيّة ـ من وجهة نظر قرآنيّة ـ أوّل مطلب في فلسفة بعثة الأنبياء جميعا ، ۳ لذا فإنّها على رأس قائمة الصالحات التي أمر اللّه بها في هذه الآية : «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْاءِحْسَانِ وَ إِيتَاىءِ ذِى الْقُرْبَى وَ يَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَ الْبَغْىِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ»۴ . عليه ، فإنّ أوّل ما يشترط في انطباق وصف الاُمّة الإسلاميّة على أيّ مجتمع هو مقدار التزامه بالقيم والمبادئ الدينيّة ، وعلى رأسها العدالة الاجتماعية . فكلّ اُمّة تتوفّر على هذه الخصائص تستحقّ جميع الفضائل الواردة في القرآن والسنّة بهذا الشأن .

1.البقرة : ۱۴۳ .

2.آل عمران : ۱۱۰ .

3.«لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَ أَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَ الْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ» الحديد : ۲۵ .

4.النحل : ۹۰ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج4
320

كُلُّ ما كانَ فِي الاُمَمِ السّالِفَةِ فَإنَّهُ يَكونُ في هذِهِ الاُمَّةِ مِثلُهُ ؛ حَذوَ النَّعلِ بِالنَّعلِ وَالقُذَّةِ بِالقُذَّةِ. ۱
لكنّ تكرار حوادث الاُمم السابقة سيكون في التواريخ الوسطى للاُمّة الإسلاميّة ، وذلك لأنّ الاُمّة الإسلاميّة تتحلّى بفضائل وخصائص تُفضي في الختام إلى انتصار الحقّ على الباطل ، كما جاء في الحديث النبوي :
خَيرُ اُمَّتي أوَّلُها وآخِرُها ، وفي وَسَطِها الكَدَرُ . ۲

4 . تقويم فضائل الاُمّة الإسلاميّة

لقد ورد في الفصل الأوّل فضائل عديدة بشأن الاُمّة الإسلاميّة ، من قبيل : أصل وجود الاُمّة الإسلاميّة على إثر دعاء إبراهيم عليه السلام واعتبارها أفضل الاُمم ، ونزول الرحمة الإلهيّة الخاصّة عليها واعتبارها اُمّة مباركة لسائر الاُمم والشعوب . وهذه الفضائل هي السبب وراء تفضيل الاُمّة الإسلاميّة على سائر الاُمم الاُخرى بالرغم من تأخّرها عنها من الناحية التأريخيّة ، ولذا ورد نعتها : «الآخِرونَ السّابِقونَ». ۳
ويمكن هنا الإشارة إلى سؤالين يُطرحان بشأن الفضائل المذكورة :

أ ـ اعتبار أحاديث فضائل الاُمّة

يدور السؤال الأوّل حول اعتبار سند روايات الفضائل ، أَهي صحيحة الإسناد أو لا ؟
لقد صرّح القرآن الكريم في آيات عديدة بفضل الاُمّة الإسلاميّة ، قال تعالى : «كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ» 4 ، وقال أيضا : «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ

1.راجع : ص ۴۲۵ ج ۴۵۴۶.

2.راجع : ص ۴۲۵ ح ۴۵۴۵.

3.راجع : ص ۳۸۸ (فضائل الامّة الاسلاميّة / الآخرون السابقون) .

4.آل عمران : ۱۱۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 125126
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي