425
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3

2 . وعنه أيضا : قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله :
إِنَّ أَدنى أَهلِ الجَنَّةِ مَنزِلَةً لَمَن يَرى في مُلكِهِ أَلفَي سَنَةٍ ، وإِنَّ أَفضَلَهُم مَنزِلَةً لَمَن يَنظُرُ في وَجهِ اللّهِ تَعالى كُلَّ يَومٍ مَرَّتَينِ . ثُمَّ تَلا : «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ»۱ قالَ : البَياضُ وَالصَّفاء «إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ» قالَ : يَنظُرُ كُلَّ يَومٍ في وَجهِ اللّهِ عز و جل . ۲
3 . وفي صحيح مسلم عن النبيّ صلى الله عليه و آله :
إِذا دَخَلَ أَهلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ ، يَقولُ اللّهُ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ : تُريدونَ شَيئا أَزيدُكُم ؟ فَيَقولونَ : أَلَم تُبَيِّض وُجوهَنا ؟ أَلَم تُدخِلنَا الجَنَّةَ وتُنَجِّنا مِنَ النّارِ ؟ قالَ : فَيَكشِفُ الحِجابَ ، فَما أُعطوا شَيئا أَحَبَّ إِلَيهِم مِنَ النَّظَرِ إِلى رَبِّهِم عز و جل . ۳
وجواب ما استندوا إليه كدليلٍ نقليّ على إمكان الرؤية بالبصر هو : على فرض أَن نقبل زعم أهل الحديث صحّة الأحاديث المذكورة ، نقول :
أوّلاً : للرؤية في هذه الروايات قابليّة الانطباق على الرؤية القلبيّة بالتفسير الصحيح الّذي سيأتي .
ثانيا : نظرا إلى أنّ القرآن والبرهان فنّدا إمكان الرؤية الحسّيّة ، فلو كانت هناك روايةٌ لا تقبل التوجيه ، فهي مرفوضة قطعا ، لذا قال الإمام الرضا عليه السلام في جواب أبي قرّة حين سأله : فتُكذِّب بالروايات؟ :
إذا كانَتِ الرِّواياتُ مُخالِفَةً لِلقُرآنِ كَذَّبتُ بِها . ۴

1.القيامة : ۲۳ .

2.المستدرك على الصحيحين : ج ۲ ص ۵۵۳ ح ۳۸۸۰ ، تفسيرالطبري : ج ۱۴ الجزء۲۹ ص ۱۹۳ ، كنز العمّال : ج ۱۴ ص ۴۶۵ ح ۳۹۲۸۱ وراجع : سنن الترمذي : ج ۴ ص ۶۸۸ ح ۲۵۵۳ وج ۵ ص ۴۳۱ ح ۳۳۳۰ ومسند ابن حنبل : ج ۲ ص ۳۴۰ ح ۵۳۱۷ .

3.صحيح مسلم : ج ۱ ص ۱۶۳ ح ۲۹۷ ، سنن الترمذي : ج ۴ ص ۶۸۷ ح ۲۵۵۲ وج ۵ ص ۲۸۶ ح ۳۱۰۵ ، سنن ابن ماجة : ج ۱ ص ۶۷ ح ۱۸۷ ، مسند ابن حنبل : ج ۶ ص ۵۰۵ ح ۱۸۹۶۳ كلّها عن صهيب نحوه ، كنز العمّال : ج ۱۴ ص ۴۴۷ ح ۳۹۲۰۴ .

4.راجع : موسوعة العقائد الإسلامية (معرفة اللّه ) : ج ۳ ص ۳۰۸ ح ۳۷۶۴ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3
424

نقليّا ، لكنّ بطلان دليلهم العقليّ من الوضوح بمكانٍ أنّه لا يحتاج إلى نقاش ، نحو : «صِرف وجود الأشياء يقتضي إمكان رؤيتها» ۱ ، أو قول ابن تيميّة : «فإنّ الرؤية وجود محض ، وهي إنّما تتعلّق بموجود لا بمعدوم ، فما كان أكمل وجود ، بل كان وجوده واجبا فهو أحقّ بها ممّا يلازمه من العدم...» ۲ .
والجواب عن هذا الكلام :
أوّلاً : إنّ إثبات هذا الزعم بأنّ صرف الوجود يقتضي إمكان الرؤية ، أو أنّ ما كان أكمل وجودا ، فهو أحقّ بالرؤية ، يحتاج إلى دليل .
ثانيا : دلّت التجربة على أنّ كثيرا من الأشياء تتعذّر رؤيته الحسّيّة ، فهل استطاع أحد إلى الآن أن يرى قوّة التفكّر بالعين ؟!
ثالثا : كما هو ملحوظ في الروايات المأثورة عن أهل البيت عليهم السلام ، فإنّ العين لا تستطيع أن ترى إلّا ما كان له لون وكيفيّة ، ومثل هذا الشيء لا يمكن أن يكون خالقا غير محدود .

الدليل النقليّ للقائلين بجواز الرؤية

أمّا دليلهم النقليّ الّذي وصفه القاضي الإيجيّ بأنّه الدليل الأصليّ لإثبات إمكان الرؤية ، فهو الأحاديث الّتي سنشير إلى عدد منها فيما يأتي :
1 . عن ابن عمر ، عن النبيّ صلى الله عليه و آله في قوله تعالى : «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ...»۳ :
مِنَ البَهاءِ والحُسنِ ، ناظِرَةٌ في وَجهِ اللّهِ تَعالى . ۴

1.اللمع للأَشعريّ : ص ۳۲؛ شرح المقاصد للتفتازانيّ : ج ۴ ص ۱۸۹ .

2.الردّ على المنطقيّين : ص ۲۳۸ .

3.القيامة : ۲۲ .

4.الفردوس : ج ۴ ص ۴۰۹ ح ۷۱۹۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 195137
الصفحه من 575
طباعه  ارسل الي