375
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3

فَإنَّ حُبَّ اللّهِ إِذا وَرِثَهُ القَلبُ استَضاءَ وأَسرَعَ إِلَيهِ اللُّطفُ ، فَإِذا نَزَلَ مَنزِلَةَ اللُّطفِ صارَ مِن أَهلِ الفَوائِدِ ،[فَإِذا صارَ مِن أهلِ الفَوائِدِ] ۱ تَكَلَّمَ بِالحِكمَةِ ، فَإِذا تَكَلَّمَ بِالحِكمَةِ صارَ صاحِبَ فِطنَةٍ ، فَإِذا نَزَلَ مَنزِلَةَ الفِطنَةِ عَمِلَ بِها فِي القُدرَةِ ، فَإِذا عَمِلَ بِها فِي القُدرَةِ عَرَفَ الأَطباقَ السَّبعَةَ ، فَإِذا بَلَغَ إِلى هذِهِ المَنزِلَةِ صارَ يَتَقَلَّبُ فِكرُهُ بِلُطفٍ وحِكمَةٍ وبَيانٍ ، فَإِذا بَلَغَ هذِهِ المَنزِلَةَ جَعَلَ شَهوَتَهُ ومَحَبَّتَهُ في خالِقِهِ ، فَإِذا فَعَلَ ذلِكَ نَزَلَ المَنزِلَةَ الكُبرى ، فَعايَنَ رَبَّهُ في قَلبِهِ ، ووَرِثَ الحِكمَةَ بِغَيرِ ما وَرِثَهُ الحُكَماءُ ، ووَرِثَ العِلمَ بِغَيرِ ما وَرِثَهُ العُلَماءُ ، ووَرِثَ الصِّدقَ بِغَيرِ ما وَرِثَهُ الصِّدِّيقونَ . إِنَّ الحُكَماءَوَرِثُوا الحِكمَةَ بِالصَّمتِ ، وإِنَّ العُلَماءَ وَرِثُوا العِلمَ بِالطَّلَبِ ، وإِنَّ الصِّدِّيقينَ وَرِثُوا الصِّدقَ بِالخُشوعِ وطُولِ العِبادَةِ ، فَمَن أَخَذَ بِهذِهِ الصِّفَةِ إِمّا أن يُسفَلَ أو يُرفَعَ ، وأَكثَرُهُم يُسفلُ ولا يُرفعُ إِذا لَم يَرعَ حَقَّ اللّهِ ولَم يَعمَل بِما أَمَرَ بِهِ ، فَهذِهِ مَنزِلَةُ مَن لَم يَعرِفهُ حَقَّ مَعرِفَتِهِ ، ولَم يُحِبَّهُ حَقَّ مَحَبَّتِهِ ، فَلا تَغُرَّنَّكَ صَلاتُهُم وصِيامُهُم ورِواياتُهُم وكَلامُهُم وعُلومُهُم ؛ فَإِنَّهُم حُمُرٌ مُستَنفِرَةٌ .
ثُمَّ قالَ : يا يونُسُ ، إِذا أَرَدتَ العِلمَ الصَّحيحَ فَعِندَنا أَهلَ البَيتِ ؛ فَإِنّا وَرِثناهُ ، وأُوتينا شَرعَ الحِكمَةِ وفَصلَ الخِطابِ . ۲

راجع : المحبّة في الكتاب والسنّة : ص 343 (آثار محبّة اللّه عز و جل / لقاء اللّه عز و جل) .

تعليق :

إنّ حبّ اللّه سبحانه أحد الطرق إلى بلوغ كمال معرفته ، كما جاء في أحاديث هذا الفصل . من جهة اُخرى نقرأ في الفصل السابع أنّ أوّل أثر لمعرفة اللّه ـ جلّ شأنه ـ هو حبّه ، فكيف يمكن أن يكون حبّ اللّه طريقا لبلوغ معرفته ، ونتيجةً ومحصّلةً

1.ما بين المعقوفين سقط من المصدر ، وأثبتناه من كفاية الأثر وبحار الأنوار ؛ إذ لا يصحّ السياق بدونه .

2.مختصر بصائرالدرجات : ص ۱۲۱ ، كفايه الأثر : ص ۲۵۵ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۷۰ ص ۲۵ ح ۲۶.


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3
374

6 / 4

مَحَبَّةُ اللّهِ

۳۲۰۹.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :المَحَبَّةُ أَساسُ المَعرِفَةِ . ۱

۳۲۱۰.الإمام عليّ عليه السلامـ في ذكر حَديثِ مِعراجِ النبيّ صلى الله عليه و آله ـ :قالَ اللّهُ تَعالى : ... أمَّا الحَياةُ الباقِيَةُ فَهِيَ الَّتي يَعمَلُ لِنَفسِهِ حَتّى تَهونَ عَلَيهِ الدُّنيا ، وتَصغُرَ في عَينَيهِ ، وتَعظُمَ الآخِرَةُ عِندَهُ . . . فَإِذا فَعَلَ ذلِكَ أَسكَنتُ في قَلبِهِ حُبّا حَتّى أَجعَلَ قَلبَهُ لي ، وفَراغَهُ وَاشتِغالَهُ وهَمَّهُ وحَديثَهُ مِنَ النِّعمَةِ الَّتي أَنعَمتُ بِها عَلى أَهلِ مَحَبَّتي مِن خَلقي ، وأَفتَحَ عَينَ قَلبِهِ وسَمعِهِ حَتّى يَسمَعَ بِقَلبِهِ ، ويَنظُرَ بِقَلبِهِ إِلى جَلالي وعَظَمَتي . ۲

۳۲۱۱.عنه عليه السلامـ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إِلَيهِ ـ :مَنِ اشتاقَ خَدَمَ ، ومَن خَدَمَ اتَّصَلَ ، ومَنِ اتَّصَلَ وَصَلَ ، ومَن وَصَلَ عَرَفَ . ۳

۳۲۱۲.الإمام زين العابدين عليه السلام :إِلهي فَاجعَلنا مِنَ الَّذينَ تَوَشَّحَت أَشجارُ الشَّوقِ إِلَيكَ في حَدائِقِ صُدورِهِم . . . وقَرَّت بِالنَّظَرِ إِلى مَحبوبِهِم أَعيُنُهُم . ۴

۳۲۱۳.الإمام الصّادق عليه السلام :وَهَبَ [ اللّهُ ] لِأَهلِ مَحَبَّتِهِ القُوَّةَ عَلى مَعرِفَتِهِ ، ووَضَعَ عَنهُم ثِقلَ العَمَلِ بِحَقيقَةِ ما هُم أَهلُهُ . ۵

۳۲۱۴.مختصر بصائر الدرجات عن يونس بن ظبيان :دَخَلتُ عَلَى الصّادِقِ جعفر بن مُحَمَّدٍ عليه السلام . . . فَقالَ : إِنَّما أُولُو الأَلبابِ الَّذينَ عَمِلوا بِالفِكرَةِ حَتّى وَرِثوا مِنهُ حُبَّ اللّهِ ؛

1.المواعظ العدديّة : ص ۱۴۴ .

2.إرشاد القلوب : ص ۱۹۹ و ۲۰۴ ، بحار الأنوار : ج ۷۷ ص ۲۸ ح ۶ .

3.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۲۰ ص ۳۴۲ ح ۹۳۳ .

4.بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۱۵۰ .

5.الكافي : ج ۱ ص ۱۵۳ ح ۲ ، التوحيد : ص ۳۵۴ ح ۱ كلاهما عن أبي بصير ، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۱۵۶ ح ۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 196289
الصفحه من 575
طباعه  ارسل الي