467
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2

الأرضية لمنح الرجل حقّ إدارة الأُسرة ، ووجوب طاعة المرأة للرجل في إدارة شؤون الأُسرة . ولكن يجب الالتفات إلى أنّ قيمومة الرجل على المرأة ليست مطلقة وغير محدودة ، بل هي محدودة بالضوابط الشرعية والأخلاقية ، ومقيّدة بالالتزام المتبادل بالحقوق من قبل المرأة والواجبات المشتركة الّتي يضطلع بها كلّ من الرجل والمرأة في ترسيخ دعائم الأُسرة .
يجدر ذكره أنّ رعاية حقّ الزوج في القيمومة تبلغ من الأهمّية بحيث إنّ بعض الروايات اعتبرتها من عوامل دخول المرأة في الجنّة . ۱

2 . الأمانة عند غياب الزوج

تتمثّل المسؤولية الثانية للمرأة في أن تكون أمينة لزوجها عند غيابه في جميع الأُمور ، حيث إنّ القرآن الكريم يصف النساء الصالحات قائلاً :
«فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ» . ۲
وتعدّ هذه الآية تكملة للآية الّتي قبلها ، وإشارة إلى الواجب الثاني المختصّ بالمرأة في الحياة الأُسرية ، فهي تؤكّد على أنّ النساء الصالحات يكنّ أمينات على عفّتهن وأسرار الأُسرة وأموالها ، لا عند تواجد الزوج وحسب ، بل عند غيابه أيضاً ، ومن يؤدّين واجباتهنّ على الوجه الأكمل في مقابل الحقوق الّتي قرّرها اللّه ـ تعالى ـ لهنّ ، ولا يرتكبن الخيانة ، كما جاء في روايةٍ عن النبيّ صلى الله عليه و آله :
لِلرَّجُلِ عَلَى المَرأةِ أن تَلزَمَ بَيتَهُ ، وتَوَدَّدَهُ وتُحِبَّهُ وتُشفِقَهُ ، وتَجتَنِبَ سَخَطَهُ وتَتَّبِعَ مَرضاتَهُ ، وتوفي بِعَهدِهِ ووَعدِهِ ، وتَتَّقي صَولاتِهِ ، ولا تُشرِكَ مَعَهُ أحَدا في أولادِهِ، ولا تُهينَهُ ولا تُشقِيَهُ ، ولا تَخونَهُ. ۳

1.راجع : ص ۳۹۸ (ثواب طاعة الزوجة للزوج) .

2.النساء : ۳۴ .

3.راجع : ص ۳۹۶ ح ۲۰۵۰.


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
466

1 . قبول إدارة الزوج للأُسرة

تعتبر الأُسرة وحدة اجتماعية صغيرة ، وإدارتها بحاجة إلى إدارة وقيادة موحّدة ، كما هو الحال بالنسبة إلى المجتمع الكبير ؛ ذلك لأنّ الإدارة الجماعية الّتي تشترك فيها المرأة والرجل لا معنى لها . ولذلك فإنّ أحد الزوجين يجب أن يكون مديراً والآخر مساعداً وتحت إشرافه . ويصرّح القرآن هنا بأنّ إدارة الأُسرة ، تقع على عاتق الرجل :
«الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَآءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَآ أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ» . ۱
ولا شكّ في أنّ هذه الآية ، لا تقصد السماح للرجل بأن يستبدّ ويضيّع حقوق المرأة ، بل إنّ القرآن يؤكّد أيضاً على حقوق المرأة المتبادلة في نفس الوقت الّذي فضل فيه الرجل على المرأة من حيث إدارته للأُسرة ، حيث يقول تعالى :
«وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِى عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ» . ۲
وهذا الكلام يعني أنّ للمرأة أيضاً حقوقاً مختلفة على الرجل تجب عليه مراعاتها ، في نفس الوقت الّذي وُضِعت فيه حقوق للرجل تجب على المرأة مراعاتها . وبعبارةٍ أُخرى ، فإنّ الواجب لا ينفصل عن الحقّ . وكما أنّ هناك واجبات تقع على عاتق النساء إزاء أزواجهنّ ، فقد قرّرت لهنّ في نفس الوقت حقوق ، ويجب الالتزام بالعدالة فيما يتعلّق بالموازنة بين هذه الحقوق وتلك الواجبات .
وعلى هذا الأساس ، فإنّ القرآن يرى أنّ الاختلاف الجسمي والروحي بين الرجل والمرأة من جهة ، ووجوب نفقة الرجل على المرأة من جهةٍ أُخرى ، يهيّئان

1.النساء : ۳۴ .

2.البقرة : ۲۲۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 169609
الصفحه من 563
طباعه  ارسل الي