75
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1

وأهل بيته الأطهار ، وقد جاء عن النبيّ في هذا السياق ما نصّه :
ما جاءَكُم عَنّي يُوافِقُ كِتابَ اللّهِ فَأَنَا قُلتُهُ ، وما جاءَكُم يُخالِفُ كِتابَ اللّهِ فَلَم أقُلهُ. ۱
كما جاء عن الإمام الصادق عليه السلام أيضاً :
كُلُّ شَيءٍ مَردودٌ إلَى الكِتابِ وَالسُّنَّةِ، وكُلُّ حَديثٍ لا يُوافِقُ كِتابَ اللّه فَهُوَ زُخرُفٌ. ۲
إنّ النقطة الأساسية التي تبرز في هذا السياق ، تتمثّل في أنّ تعارض الحديث مع القرآن دليل قطعي على وضعه ، ولكن هل يعدّ توافق الحديث مع القرآن دليلاً قطعياً على صدوره؟
الجواب على هذا السؤال من الوجهة المنطقية هو النفي ؛ لأننّا نقطع إجمالاً بأن ليس كلّ كلام موافق للقرآن ومنسجم معه يعدّ حديثاً .
من هذا المنطلق ربّما كان المقصود من جملة : «ما جاءَكُم عَنّي يُوافِقُ كِتابَ اللّهِ فَأَنَا قُلتُهُ» هو قبول الحديث الذي يأتي مضمونه موافقاً للإطار العامّ لمبادئ القرآن واُصوله ، ومنسجماً في محتواه مع ثوابته ، بحيث لا مانع من نسبته إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله من باب تطبيق الكلّي على مصاديقه . كذلك فإنّ التوافق مع القرآن يُعدّ قرينة على صحّة نسبته .

2 . موافقة أو مخالفة العقل

ثاني أهمّ معيار لتمحيص الحديث ونقده ، يبرز في مدى توافق مضمونه أو تعارضه

1.الكافي : ج ۱ ص ۶۹ ح ۵ عن هشام بن الحكم عن الإمام الصادق عليه السلام ، المحاسن : ج ۱ ص ۳۴۷ ح ۷۲۷ ، بحار الأنوار : ج ۲ ص ۲۴۲ ح ۳۹ .

2.الكافي : ج ۱ ص ۶۹ ح ۳ ، تفسير العيّاشي : ج ۱ ص ۹ ح ۴ ، المحاسن : ج ۱ ص ۳۴۷ ح ۷۲۵ كلّها عن أيّوب بن الحرّ ، بحار الأنوار : ج ۲ ص ۲۴۲ ح ۳۷ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
74

خيار ثالث يتمثّل بإخضاع هذه الأحاديث إلى النقد والتقويم . على أنّ المسألة لا تقتصر على هذه الأحاديث وحدَها ، بل ينبغي أن تخضع الأحاديث التي تحظى بأسانيد صحيحة أيضا للدراسة والتمحيص والتقويم ؛ وذلك لما سلفت الإشارة إليه من أنّ محض صحّة السند لا يعدّ دليلاً على قطعية الصدور .
فربّما تفضي بالباحث القدير حصيلته الدراسية في بحثِ حديثٍ صحيح السند وتمحيصه إلى عدم صدور هذا الحديث ، أو أنّه صدر على نحو آخر ، أو أنّ له معنىً غير معناه الظاهر أو الصريح ، كما يصحّ العكس أيضاً ؛ إذ قد يقتنع مثل هذا الباحث بصدور حديث وإن كان ضعيف السند .
كما يمكن أن تكلّل حصيلة الدّراسة والتمحيص والتقويم ، بقطعية الصدور أو بالاطمئنان أو الظنّ بالصدور أو بالعكس .

طرق تمحيص متن الحديث ونقده

سيأتي تفصيل الحديث عن هذه النقطة تحت عنوان مفردة «الحديث» بإذن اللّه تعالى ، لكن لمّا كانت المنهجية المتّبعة في موسوعة معارف الكتاب والسنّة هي اختيار الأحاديث وفقاً لمعيار تمحيص المتن وتقويمه ـ ما خلا بعض المواضع الخاصّة التي نلجأ فيها إلى تمحيص السند ـ فقد بات من الضروري أن نمرّ بإشارات سريعة إلى أبرز المعايير التي نستند إليها في نقد متون الحديث وتمحيصها ، من خلال النقاط التالية :

1 . موافقة أو مخالفة القرآن

يأتي في طليعة معايير قبول الحديث أو ردّه ، مدى موافقته للقرآن الكريم أو معارضته له ؛ إذ من البديهي عدم إمكان صدور ما يعارض القرآن من قِبَل النبيّ

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 281582
الصفحه من 671
طباعه  ارسل الي