الصحابة وتلامذتهم من التابعين حتّى إلى بيان النبيّ صلى الله عليه و آله ؛ فإنّ ما بيّنه إمّا أن يكون معنى يوافق ظاهر الكلام فهو ممّا يؤدّي إليه اللفظ ولو بعد التدبّر والتأمّل والبحث ، وإمّا أن يكون معنى لا يوافق الظاهر ولا أنّ الكلام يؤدّي إليه ، فهو ممّا لا يلائم التحدّي ولا تتمّ به الحجّة ، وهو ظاهر .
نعم ، تفاصيل الأحكام ممّا لا سبيل إلى تلقّيه من غير بيان النبيّ صلى الله عليه و آله كما أرجعها القرآن إليه في قوله تعالى : «وَ مَا ءَاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ»۱ وما في معناه من الآيات ، وكذا تفاصيل القصص والمعاد مثلاً.
ومن هنا يظهر أنّ شأن النبيّ صلى الله عليه و آله في هذا المقام هو التعليم فحسب ، والتعليم إنّما هو هداية المعلّم الخبير ذهن المتعلّم وإرشاده إلى ما يصعب عليه العلم به والحصول عليه ، لا ما يمتنع فهمه من غير تعليم. ۲
النظرية الرابعة : التفصيل بين مراتب المعرفة الدينية
يبدو أنّ عملية التوفّر على بيان دقيق للعلاقة المتبادلة بين القرآن والحديث ، وبالتبع لذلك معرفة دور السنّة في تفسير القرآن وفهم المعارف الدينية ؛ يبدو أنّ هذه العملية تتطلّب بالضرورة التفصيل بين مراتب معرفة القرآن وفهم معارفه .
مراتب معرفة القرآن
على نحو عامّ يمكن وضع مراتب فهم معارف القرآن الكريم في إطار هيكل يتأ لّف من أربع مراحل ، هي :
1 . المعرفة الإجمالية .
2 . معرفة إشارات القرآن .