21
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1

والمحتوى ، كما تُنَبِّه إلى جذوره واُصوله الكائنة في القرآن ، أو في تعاليم بقيّة الأنبياء ، أو في الإسرائيليّات ، مضافاً إلى بيان موقعه من العقل والعلم بالكشف عن مدى توافقه أو تعارضه معهما .
وهذه ـ بلا ريب ـ مهمّة عظيمة وخدمة جليلة تُسدى إلى الحديث والقرآن ، وهي إلى ذلك تعدّ رصيداً ثقافياً ضخماً من أجل معرفة الإسلام وتعريفه إلى البشرية ، ممّا نرجو أن توفّق لإنجازه مؤسّسة «دار الحديث» في المستقبل إن شاء اللّه .

خامساً : الدوافع لتأسيس «دارالحديث» وخصائص موسوعة معارف الكتاب والسنّة

منذ السنوات الاُولى لدخولي مضمار العلوم الدينية كانت كلمات النبيّ الأقدس وأهل بيته الكرام تشدّني إلى مَداها ، وتملأ وجداني وتأسرني بجاذبية خاصّة ، وقد بلغ من انشدادي إلى تعاليمهم الوضّاءة ـ وأنا أعيش حلاوتها وأنغمر في أجوائها العبقة وأتلمّس هديها في المجالات العقيدية والأخلاقية والمعنوية ـ أنّني قلّما كنت اُحسّ بالتعب خلال مطالعتها والانكباب عليها .
منذ تلك الأيّام الخوالي كان يساورني إحساس بغربة تلك الأحاديث والنصوص الإسلامية الكريمة ، وأنّها لم تأخذ بعدُ موقعَها الجدير بها ليس على صعيد عامّة الناس ، بل يحتمل أنها لم تأخذ موقعها على مستوى الخواصّ وأوساط الحوزات العلمية أيضاً ، على الرغم من أنّ الحديث الشريف هو أفضل وسيلة لتبليغ الدين وتعريف الناس بالإسلام الأصيل . لقد روى عبد السلام الهروي عن الإمام الرضا عليه السلام ، قوله :
رَحِمَ اللّهُ عَبداً أحيا أمرَنا ، فَقُلتُ لَهُ : فَكَيفَ يُحيي أمرَكُم؟ قالَ : يَتَعَلَّمُ عُلومَنا ويُعَلِّمُهَا النّاسَ ؛ فَإِنَّ النّاسَ لَو عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لَاتَّبَعونا. ۱
أجل ، لقد التقى الإحساس الذي راح يغمر وجودي بجاذبية حديث أهل البيت

1.معاني الأخبار : ص ۱۸۰ ح ۱ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۳۰۷ ح ۶۹ ، بحار الأنوار : ج ۲ ص ۳۰ ح ۱۳ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
20

باحث كان ، وإنّما ينبغي لمن يريد أن يحقّق ذلك أن يكون مشتملاً على المواصفات التالية :
أولاً : أن يفهم مدلولات الحديث ، والذي هو نتيجة التخصّص في نقد السند والمتن ، وتمحيصهما وتقويمهما والتحلّي بنور البصيرة على النحو الذي سلفت الإشارة إليه .
ثانياً : أن يكون ذا دراية بحاجة الباحثين في مختلف الاختصاصات والعلوم التي ينطوي الحديث على مدلولات إزائها ، والذي هو نتيجة الاطلاع المستوفي على تلك المجالات .
ثالثاً : أن يتحلّى بالموهبة والمقدرة على الإبداع والمؤهّلات الأدبية ، لكي يستطيع نقل مدلولات الحديث وما تحمله محتوياته من مفاهيم وأفكار بأسرع وقت وأبلغ أداء .
بديهي ، ليس من السهل اجتماع هذه الخصائص في إنسان واحد ، ومن ثَمَّ ينبغي التحرّك صوب هذا الهدف من خلال إطارٍ مؤسَّسي وجماعيّ ييسّر النهوض بالمهمّة ، وفي كلّ الأحوال : «ما لا يُدرك كلّه ، لا يُترك كلّه» .

7 . هوية الحديث

تتّصل الخصائص المشار لها آنفاً بطبيعة متن المدوّنة الحديثية المنشودة ، في حين تأتي «هويّة الحديث» ؛ لتعبّر في الحقيقة عن الخلفية العلمية والرصيد المعرفي والسند البحثي الذي تستند إليه وتتقوّم به .
إنّ الهدف المرجوّ من عرض مشروع «هويّة الحديث» ـ وهو المشروع الذي تبنّته «دار الحديث» منذ بواكير تأسيسها ـ هو أن تُهيّأ لكلّ حديث بطاقة تعريفية خاصّة به ، تغطّي ما ينطوي عليه الحديث من خصوصيّات في المصدر والسند

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 281587
الصفحه من 671
طباعه  ارسل الي