391
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج7

الزِّيارَةُ الحادِيَةَ عَشرَةَ

۳۴۷۲.مصباح الزائر :زِيارَةٌ رابِعَةٌ مُختَصَرَةٌ يُزارُ بِها مَولانَا الحُسَينُ ـ صَلَواتُ اللّه ِ عَلَيهِ ـ :
ُوِيَ أنَّ رَجُلاً أتَى الحُسَينَ عليه السلام فَأَناخَ راحِلَتَهُ بِقُربِ الظِّلالِ ، ونَزَلَ [و] ۱ عَلَيهِ حِليَةُ ۲ الأَعرابِ ، ثُمَّ مَضى نَحوَ الضَّريحِ وعَلَيهِ سَكينَةٌ ووَقارٌ حَتّى وَقَفَ بِبابِ الظِّلالِ ، ثُمَّ أومَأَ بِيَدِهِ نَحوَ الضَّريحِ ، وقالَ :
السَّلامُ عَلَيكَ يا وَلِيَّ اللّه ِ وحُجَّتَهُ ، سَلامَ مُسَلِّمٍ للّه ِِ فيكَ ، رادٍّ إلَى اللّه ِ وإلَيكَ ، مُراعٍ حَقَّ مَا استَرعاكَ اللّه ُ خَلقَهُ وَاستَرعاكَ حَقَّهُ ، فَأَنتَ حُجَّتُهُ الكُبرى ، وكَلِمَتُهُ العُظمى ، وطَريقَتُهُ المُثلى ، وحُجَّتُهُ عَلى أهلِ الدُّنيا ، وخَليفَتُهُ فِي الأَرضِ وَالسَّماواتِ العُلى ، أتَيتُكَ زائِرا ، لِالاءِ ۳ اللّه ِ ذاكِرا ، أصبَحَ ذَنبي عَظيما ، وأصبَحتَ بِهِ عَليما ، فَكُن لي بِحَطِّهِ ۴ زَعيما ، صَلَّى اللّه ُ عَلَيكَ وسَلَّمَ تَسليما .
ثُمَّ حَطَّ خَدَّهُ عَلَى الضَّريحِ وقالَ :
أتَيتُكَ لِلذُّنوبِ مُقتَرِفا وبِهِنَّ مُعتَرِفا ، فَكُن لي إلَى اللّه ِ شافِعا ؛ فَها أنَا ذا قَد جِئتُ عَنهُنَّ نازِعا ، إلَى اللّه ِ أتَنَصَّلُ ، وبِكُم يا آلَ مُحَمَّدٍ أتَوَسَّلُ الآخِرَ مِنكُم وَالأَوَّلَ ، صَلَّى اللّه ُ عَلَيكُم وسَلَّمَ ، وكَرَّمَ وأجزَلَ ، ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ .
ثُمَّ وَقَفَ وَالضَّريحُ قِبلَتُهُ ، فَصَلّى وأكثَرَ ما لَم اُحصِهِ ، ثُمَّ دَعا وَاستَغفَرَ وسَجَدَ وعَفَّرَ ۵ ، فَدَنَوتُ مِنهُ فَسَمِعتُهُ يَقولُ في سُجودِهِ :
إلهي ، إيّاكَ قَصَدتُ ، وإلى وَلِيِّكَ وَابنِ وَلِيِّكَ وَفَدتُ ، نازِلاً بِعَقوَتِكَ ۶ ، عائِذا بِعَفوِكَ مِن عُقوبَتِكَ ، فَارحَم غُربَتي ، وأقِل عَثرَتي ، وَاقبَل تَوبَتي ، وأحسِن أوبَتي ، مَشكورَ البَصيرَةِ ، مَغفورَ العَلانِيَةِ وَالسَّريرَةِ ، مِن كُلِّ كَبيرَةٍ وصَغيرَةٍ .
اللّهُمَّ ارحَم ضَراعَتي إلَيكَ ، وتَقَبَّل شَفاعَتي بِهِ إلَيكَ ، وَاقضِ حاجَتي بِوَسيلَتي بِهِ لَدَيكَ ، وَاجعَلها نَجاتي مِنَ النّارِ ، وسوءِ هذِهِ الدّارِ ، وحَطيطَةً لِذُنوبي وَالآصارِ ، يا عالِمَ الخَفايا وَالأَسرارِ .
إلهي إنِّي امتَطَيتُ إلَيكَ المَهانَةَ ، وَادَّرَعتُ المَثابَةَ ، لَأيا بَعدَ لَأيٍ ۷ ، في غُدُوّي ومَسائي ، إلى أئِمَّتي وأولِيائي ، فَابعَثني في اُسرَتِهِم وَاحشُرني في زُمرَتِهِم ، يَومَ اُدعى مِنَ الحافِرَةِ لِحُضورِ السّاهِرَةِ ۸ ، ومَوقِفِ الحِسابِ وَالآخِرَةِ .
ثُمَّ عَفَّرَ خَدَّيهِ يَتَضَرَّعُ ويَبكي وقالَ :
يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ ، يا ذَا الحَولِ وَالطَّولِ ، نَجِّني مِن خَطَلِ العَمَلِ وَالقَولِ ، وآمِنّي يَومَ الفَزَعِ وَالهَولِ .
ثُمَّ جَلَسَ وهُوَ يُهَينِمُ ۹ بِما لَم أفهَمهُ ، ثُمَّ قامَ فَوَقَفَ عِندَ رَأسِ الحُسَينِ عليه السلام وقالَ :
السَّلامُ عَلَيكَ وعَلى مَنِ اتَّبَعَكَ ، وشَهِدَ المَعرَكَةَ مَعَكَ ، وَالوارِدينَ مَصرَعَكَ ، يا لَيتَني كُنتُ مَعَكُم فَأَفوزَ فَوزا عَظيما ، أتَيتُكَ زائِرا يا وَلِيَّ اللّه ِ وَابنَ وَلِيِّهِ ووَصِيِّ نَبِيِّهِ ، وَانصَرَفتُ مُوَدِّعا غَيرَ سَئِمٍ ولا قالٍ ، فَاجعَلني مِنكَ بِبالٍ .
ثُمَّ انصَرَفَ إلى راحِلَتِهِ فَرَكِبَها ومَضى ، ولَم اُكَلِّمهُ ولا كَلَّمَني . ۱۰

1.الزيادة من بحار الأنوار .

2.الحِلْيَةُ : الخِلْقَةُ والصُورَةُ والصِّفَةُ (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۳۲۰ «حلى») .

3.آلاءُ اللّه : أي نِعَمُهُ (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۸۴ « ألي » ) .

4.من ابتلاه اللّه ببلاء في جسده فهو له حِطّة ، أي تحطّ عنه خطاياه وذنوبه ؛ مِن حطّ الشيء : إذا أنزله وألقاهُ (النهاية : ج ۱ ص ۴۰۲ «حطط») .

5.عَفَّرَهُ في التراب : مَرَّغَهُ فيه (لسان العرب : ج۴ ص۵۸۳ «عفر») .

6.العَقْوَةُ : ما حول الدار والمحلّة (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۳۶۴ «عقو») .

7.بعد لأي : بعد شدّة وإبطاء (الصحاح : ج ۶ ص ۲۴۷۸ «لأي») .

8.الساهرة ، قيل : وجه الأرض ، وقيل : هي أرض القيامة (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۴۳۰ «سهر») .

9.الهَيْنَمَةُ : هي الكلام الخفيّ لا يُفهم (النهاية : ج ۵ ص ۲۹۰ «هينم») .

10.مصباح الزائر : ص ۲۵۰ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۲۲۷ ح ۳۵ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج7
390

الزِّيارَةُ العاشِرَةُ

۳۴۷۱.بحار الأنوار عن الصادق عليه السلام :إذا وَصَلتَ إلَى الفُراتِ ، فَاغتَسِل وَالبَس أنظَفَ ثَوبٍ تَقدِرُ عَلَيهِ ، ثُمَّ صِر إلَى القَبرِ حافِيا ، وعَلَيكَ السَّكينَةُ وَالوَقارُ ، وقِف بِالبابِ ، وكَبِّر أربَعا وثَلاثينَ تَكبيرَةً ، وقُل :
السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ آدَمَ فِطرَةِ اللّه ِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ نوحٍ صَفوَةِ اللّه ِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ إبراهيمَ خَليلِ اللّه ِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ موسى كَليمِ اللّه ِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ عيسى روحِ اللّه ِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبيبِ اللّه ِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا حُسَينَ بنَ عَلِيٍّ الرَّضِيَّ الزَّكِيَّ ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّهَا البَرُّ التَّقِيُّ ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّهَا الصِّدّيقُ الشَّهيدُ ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللّه ِ المُقَرَّبينَ الَّذينَ هُم بِكَ مُحدِقونَ ۱ ، أشهَدُ أنَّكَ أقَمتَ الصَّلاةَ وآتَيتَ الزَّكاةَ ، وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَيتَ عَنِ المُنكَرِ ، وعَبَدتَ اللّه َ حَتّى أتاكَ اليَقينُ ، وَالسَّلامُ عَلَيكَ ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ .
ثُمَّ التَزِمِ القَبرَ ، وقُل :
السَّلامُ عَلَيكَ يا حُجَّةَ اللّه ِ في أرضِهِ وسَمائِهِ .
ثُمَّ انكَبَّ عَلَى القَبرِ ، وقُل :
اللّهُمَّ رَبَّ الحُسَينِ ، اشفِ صَدرَ الحُسَينِ وَاطلُب بِثارِهِ ، اللّهُمَّ انتَقِم مِمَّن قَتَلَهُ وأعانَ عَلَيهِ .
ثُمَّ ارفَع رَأسَكَ ويَدَيكَ إلَى السَّماءِ ، وقُل :
سَلامُ اللّه ِ ومَلائِكَتِهِ ، وأنبِيائِهِ ورُسُلِهِ وَالصّالِحينَ مِن عِبادِهِ وجَميعِ خَلقِهِ ، ورَحمَتُهُ وبَرَكاتُهُ عَلى مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِهِ ، وعَلَيكَ يا مَولايَ الشَّهيدَ المَظلومَ ، لَعَنَ اللّه ُ قاتِلَكَ وخاذِلَكَ ، بَرِئتُ إلَى اللّه ِ عَزَّ وَجلَّ مِنهُم ومِن فِعالِهِم ، ومِمَّن شايَعَ ورَضِيَ بِهِ ، وأشهَدُ أنَّهُم كُفّارٌ مُشرِكونَ ، وَاللّه ُ ورَسولُهُ بِراءٌ مِنهُم . ۲

1.حَدَقُوا بالرجل وأحْدَقُوا به : أي أحاطوا به (الصحاح : ج ۴ ص ۱۴۵۶ «حدق») .

2.بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۲۳۰ ح ۳۷ نقلاً عن البلد الأمين والموجود فيه في ص ۲۸۰ من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام نحوه وقد ذكره في الزيارات المختصّة بجمادى الاُولى .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج7
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 254939
الصفحه من 410
طباعه  ارسل الي