۲۹۸۲.ديوان الشريف الرضي :ولَهُ أيضا : يَرثي أبا عَبدِ اللّه ِ الحُسَينَ بنَ عَليٍّ عليه السلام في يَومِ عاشوراءَ سَنَةَ (387 ه) :
راحِلٌ أنتَ وَاللَّيالي نُزولُومُضِرٌّ بِكَ البَقاءُ الطَّويلُ
لا شُجاعٌ يَبقى فَيَعتَنِقُ البيضَ ولا آمِلٌ ولا مَأمولُ
غايَةُ النّاسِ فِي الزَّمانِ فَناءٌوكَذا غايَةُ الغُصونِ الذُّبولُ
إنَّمَا المَرءُ لِلمَنِيَّةِ مَخبوءٌ وَلِلطَّعنِ تُستَجَمُّ الخُيولُ...
عادَةٌ لِلزَّمانِ في كُلِّ يَومٍيَتناءى خِلٌّ وتُبكى طُلولُ...
كُلُّ باكٍ يُبكى عَلَيهِ وإِن طالَ بَقاءٌ وَالثاكِلُ المَثكولُ...
ما يُبالي الحِمامُ أينَ تَرَقّىبَعدَما غالَتِ ابنَ فاطِمَ غولُ
أيُّ يَومٍ أدمَى المَدامِعَ فيهِحادِثٌ رائِعٌ وخَطبٌ جَليلُ
يَومُ عاشوراءَ الَّذي لا أعانَ الصَّحبُ فيهِ ولا أجارَ القَبيلُ
يَابنَ بِنتِ الرَّسولِ ضَيَّعَتِ العَهدَ رِجالٌ وَالحافِظونَ قَليلُ
ما أطاعُوا النَّبِيَّ فيكَ وقَد مالَت بِأَرماحِهِم إلَيكَ الذُّحولُ
وأَحالوا عَلَى المَقاديرِ في حَربِكَ لَو أنَّ عُذرَهُم مَقبولُ
وَاستَقالوا مِن بَعدِ ما أجلَبوا فيها أأَلآنَ أيُّهَا المُستَقيلُ !
إنَّ أمرا قَنَّعتَ مِن دونِهِ السَّيفَ لِمَن حازَهُ لَمَرعىً وَبيلُ
يا حُساما فَلَّت مَضارِبُهُ الهامَ وقَد فَلَّهُ الحُسامُ الصَّقيلُ
يا جَوادا أدمَى الجَوادَ مِنَ الطَّعنِ ووَلّى ونَحرُهُ مَبلولُ
حَجَّلَ الخَيلَ مِن دِماءِ الأَعادييَومَ يَبدو طَعنٌ وتَخفى حُجولُ
أتُراني اُعيرُ وَجهِيَ صَوناوعَلى وَجهِهِ تَجولُ الخُيولُ !
أتُراني ألَذُّ ماءً ولَمّايَروَ مِن مُهجَةِ الإِمامِ الغَليلُ !
قَبَّلَتهُ الرِّماحُ وَانتَضَلَت فيهِ المَنايا وعانَقَتهُ النُّصولُ
وَالسَّبايا عَلَى النَّجائِبِ تُستاقُ وقَد نالَتِ الجُيوبَ الذُّيولُ
مِن قُلوبٍ يَدمى بِها ناظِرُ الوَجدِ ومِن أدمُعٍ مَراها الهُمولُ
قَد سُلِبنَ القِناعَ عَن كُلِّ وَجهٍفيهِ لِلصَّونِ مِن قِناعٍ بَديلُ
وتَنَقَّبنَ بِالأَنامِلِ وَالدَّمعُ عَلى كُلِّ ذي نِقابٍ دَليلُ
وتَشاكَينَ وَالشَّكاةُ بُكاءٌوتَنادَينَ وَالنِّداءُ عَويلُ
لا يَغِبُّ الحادِي العَنيفُ ولا يَفتُرُ عَن رَنَّةِ العَديلِ العَديلُ
يا غَريبَ الدِّيارِ صَبري غَريبٌوقَتيلَ الأَعداءِ نَومي قَتيلُ
بِي نِزاعٌ يَطغى إلَيكَ وَشَوقٌوغَرامٌ وزَفرَةٌ وعَويلُ
لَيتَ أنّي ضَجيعُ قَبرِكَ أو أنَّ ثَراهُ بِمَدمَعي مَطلولُ
لا أغَبَّ الطُّفوفَ في كُلِّ يَومٍمِن طِراقِ الأَنواءِ غَيثٌ هَطولُ۱