409
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6

۲۹۸۲.ديوان الشريف الرضي :ولَهُ أيضا : يَرثي أبا عَبدِ اللّه ِ الحُسَينَ بنَ عَليٍّ عليه السلام في يَومِ عاشوراءَ سَنَةَ (387 ه) :
راحِلٌ أنتَ وَاللَّيالي نُزولُومُضِرٌّ بِكَ البَقاءُ الطَّويلُ
لا شُجاعٌ يَبقى فَيَعتَنِقُ البيضَ ولا آمِلٌ ولا مَأمولُ

غايَةُ النّاسِ فِي الزَّمانِ فَناءٌوكَذا غايَةُ الغُصونِ الذُّبولُ
إنَّمَا المَرءُ لِلمَنِيَّةِ مَخبوءٌ وَلِلطَّعنِ تُستَجَمُّ الخُيولُ...
عادَةٌ لِلزَّمانِ في كُلِّ يَومٍيَتناءى خِلٌّ وتُبكى طُلولُ...
كُلُّ باكٍ يُبكى عَلَيهِ وإِن طالَ بَقاءٌ وَالثاكِلُ المَثكولُ...
ما يُبالي الحِمامُ أينَ تَرَقّىبَعدَما غالَتِ ابنَ فاطِمَ غولُ
أيُّ يَومٍ أدمَى المَدامِعَ فيهِحادِثٌ رائِعٌ وخَطبٌ جَليلُ
يَومُ عاشوراءَ الَّذي لا أعانَ الصَّحبُ فيهِ ولا أجارَ القَبيلُ
يَابنَ بِنتِ الرَّسولِ ضَيَّعَتِ العَهدَ رِجالٌ وَالحافِظونَ قَليلُ
ما أطاعُوا النَّبِيَّ فيكَ وقَد مالَت بِأَرماحِهِم إلَيكَ الذُّحولُ
وأَحالوا عَلَى المَقاديرِ في حَربِكَ لَو أنَّ عُذرَهُم مَقبولُ
وَاستَقالوا مِن بَعدِ ما أجلَبوا فيها أأَلآنَ أيُّهَا المُستَقيلُ !
إنَّ أمرا قَنَّعتَ مِن دونِهِ السَّيفَ لِمَن حازَهُ لَمَرعىً وَبيلُ
يا حُساما فَلَّت مَضارِبُهُ الهامَ وقَد فَلَّهُ الحُسامُ الصَّقيلُ
يا جَوادا أدمَى الجَوادَ مِنَ الطَّعنِ ووَلّى ونَحرُهُ مَبلولُ
حَجَّلَ الخَيلَ مِن دِماءِ الأَعادييَومَ يَبدو طَعنٌ وتَخفى حُجولُ
أتُراني اُعيرُ وَجهِيَ صَوناوعَلى وَجهِهِ تَجولُ الخُيولُ !
أتُراني ألَذُّ ماءً ولَمّايَروَ مِن مُهجَةِ الإِمامِ الغَليلُ !
قَبَّلَتهُ الرِّماحُ وَانتَضَلَت فيهِ المَنايا وعانَقَتهُ النُّصولُ
وَالسَّبايا عَلَى النَّجائِبِ تُستاقُ وقَد نالَتِ الجُيوبَ الذُّيولُ
مِن قُلوبٍ يَدمى بِها ناظِرُ الوَجدِ ومِن أدمُعٍ مَراها الهُمولُ
قَد سُلِبنَ القِناعَ عَن كُلِّ وَجهٍفيهِ لِلصَّونِ مِن قِناعٍ بَديلُ

وتَنَقَّبنَ بِالأَنامِلِ وَالدَّمعُ عَلى كُلِّ ذي نِقابٍ دَليلُ
وتَشاكَينَ وَالشَّكاةُ بُكاءٌوتَنادَينَ وَالنِّداءُ عَويلُ
لا يَغِبُّ الحادِي العَنيفُ ولا يَفتُرُ عَن رَنَّةِ العَديلِ العَديلُ
يا غَريبَ الدِّيارِ صَبري غَريبٌوقَتيلَ الأَعداءِ نَومي قَتيلُ
بِي نِزاعٌ يَطغى إلَيكَ وَشَوقٌوغَرامٌ وزَفرَةٌ وعَويلُ
لَيتَ أنّي ضَجيعُ قَبرِكَ أو أنَّ ثَراهُ بِمَدمَعي مَطلولُ
لا أغَبَّ الطُّفوفَ في كُلِّ يَومٍمِن طِراقِ الأَنواءِ غَيثٌ هَطولُ۱

1.ديوان الشريف الرضي : ج ۲ ص ۱۸۷ ، الدرّ النضيد : ص ۲۴۵ ، الغدير : ج ۴ ص ۲۱۹ ، أدب الطفّ : ج ۲ ص ۲۱۴ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6
408

5 . السَّيِّدُ الرَّضِيُّ ۱

۲۹۸۱.ديوان الشريف الرضي :[مِن قَصيدَةٍ لَهُ] يَرثي الحُسَينَ بنَ عَلِيِّ بنِ أبي طالبٍ عليه السلام في عاشوراءَ سَنَةَ (377 ه) : ۲

صاحَت بِذَودِيَ بَغدادٌ فَآنَسَنيتَقَلُّبي في ظُهورِ الخَيلِ وَالعيرِ
وكُلَّما هَجهَجَت بي عَن مَنازِلِهاعارَضتُها بِجَنانٍ غَيرِ مَذعورِ
أطغى عَلى قاطِنيها غَيرَ مُكتَرِثٍوأَفعَلُ الفِعلَ فيها غَيرَ مَأمورِ
خَطبٌ يُهدِّدُني بِالبُعدِ عَن وَطَنيوما خُلِقتُ لِغَيرِ السَّرجِ وَالكورِ
ورُبَّ قائِلَةٍ وَالهَمُّ يُتحِفُنيبِناظِرٍ مِن نِطافِ الدَّمعِ مَمطورِ
خَفِّض عَلَيكَ فَلِلأَحزانِ آوِنَةٌومَا المُقيمُ عَلى حُزنٍ بِمَعذورِ
فَقُلتُ : هَيهاتَ فاتَ السَّمعُ لائِمَهلا يُفهَمُ الحُزنُ إلّا يَومَ عاشورِ
يَومٌ حَدَا الطَّعنَ فيهِ بِابنِ فاطِمَةٍسِنانُ مُطَّرِدِ الكَعبَينِ مَطرورِ۳
وخَرَّ لِلمَوتِ لا كَفٌّ تُقَلِّبُهُإلّا بِوَط ءٍ مِنَ الجُردِ المَحاضيرِ
ظَمآنُ سَلّى نَجيعُ الطَّعنِ غَلَّتَهُعَن بارِدٍ مِن عُبابِ الماءِ مَقرورِ
كَأَنَ بيضَ المَواضي وهيَ تَنهَبُهُنارٌ تَحَكَّمُ في جِسمٍ مِنَ النّورِ
للّه ِِ مُلقىً عَلَى الرَّمضاءِ غَصَّ بِهِفَمُ الرَّدى بَينَ إقدامٍ وتَشميرِ
تَحنو عَلَيهِ الرُّبى ظِلّاً وتَستُرُهُعَنِ النَّواظِرِ أذيالُ الأَعاصيرِ
تَهابُهُ الوَحشُ أن تَدنو لِمَصرَعِهِوَقَد أقامَ ثَلاثاً غَيرَ مَقبورِ
أغرى به ابنَ زِيادٍ لُؤمُ عُنصُرِهِوسَعيُهُ لِيَزيدٍ غَيرُ مَشكورِ۴

1.الشريف الرضي ذو الحسبين ، أبو الحسن محمّد بن الطاهر ذو المنقبتين ، أبي أحمد الحسين بن موسى بن محمّد بن موسى بن إبراهيم ابن الإمام موسى الكاظم عليه السلام ، ولد سنة (۳۵۹ ه)، وتوفّي سنة (۴۰۶ ه) ، ودُفن بداره في بغداد ، ثمّ نُقل إلى مشهد الحسين عليه السلام بكربلاء. أبواه : ورث الشريف الرضي المجد والعلاء عن أبوين جليلين ، علويّين طالبيّين ، ولعلّه لذلك لقّب ذو الحسبين . وله كتب منها : كتاب مجازات الآثار النبوية ، وكتاب تلخيص البيان عن مجازات القرآن . وكتاب الخصائص ونهج البلاغة . أشعر قريش الذين هم أفصح العرب ؛ لأنّه مكثر مجيد ، ولأنّ المجيد منهم ليس بمكثر، والمكثر ليس بمجيد . كان أوحد علماء عصره ، وقرأ على أجلّاء الأفاضل ، فكان أديباً بارعاً متميّزاً ، وفقيهاً متبحّراً ، و متكلّماً حاذقاً ، و مفسّراً لكتاب اللّه و حديث رسوله محلّقاً ، و أخفت مكانة أخيه المرتضى العلمية شيئا من مكانته العلمية ، كما أخفت مكانته الشعرية شيئا من مكانة أخيه المرتضى الشعرية ، و لهذا قال بعض العلماء : لولا الرضي لكان المرتضى أشعر الناس، ولولا المرتضى لكان الرضي أعلم الناس . و كما كان الشريف شاعرا فذّا ، فقد كان كاتبا بليغا و منشئا قديرا ، فقد ذكروا أنّ له كتاب رسائل في ثلاث مجلّدات (راجع : أعيان الشيعة: ج ۹ ص ۲۱۶) .

2.أوردنا هذه القصيدة في مراثي القرن الخامس باعتبار وفاة الشريف الرضي رحمه الله ، و إلّا فإنّ من حقّها أن تُذكر في مراثي القرن الرابع .

3.سنان طرير ومطرود : محدّد ، وطررتُ السِّنانَ حدَّدتُهُ (لسان العرب : ج ۴ ص ۴۹۸ «طرر») .

4.ديوان الشريف الرضي : ج ۱ ص ۴۸۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1390
عدد المشاهدين : 199381
الصفحه من 430
طباعه  ارسل الي