183
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6

الفصل الثالث : أهمّية يوم عاشوراء وآدابه

3 / 1

عَظَمَةُ مُصيبَةِ عاشوراءَ

۲۷۵۲.علل الشرائع عن عبد اللّه بن الفضل الهاشمي :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّه ِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الصّادِقِ عليهماالسلام : يَابنَ رَسولِ اللّه ِ ، كَيفَ صارَ يَومُ عاشوراءَ يَومَ مُصيبَةٍ وغَمٍّ وجَزَعٍ وبُكاءٍ دونَ اليَومِ الَّذي قُبِضَ فيهِ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، وَاليَومِ الَّذي ماتَت فيهِ فاطِمَةُ عليهاالسلام ، وَاليَومِ الَّذي قُتِلَ فيهِ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام ، وَاليَومِ الَّذي قُتِلَ فيهِ الحَسَنُ عليه السلام بِالسَّمِّ؟ فَقالَ : إنَّ يَومَ الحُسَينِ عليه السلام ۱ أعظَمُ مُصيبَةً مِن جَميعِ سائِرِ الأَيّامِ ؛ وذلِكَ أنَّ أصحابَ الكِساءِ الَّذينَ ۲ كانوا أكرَمَ الخَلقِ عَلَى اللّه ِ تَعالى كانوا خَمسَةً ، فَلَمّا مَضى عَنهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله بَقِيَ أميرُ المُؤمِنينَ وفاطِمَةُ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهم السلام ، فَكانَ فيهِم لِلنّاسِ عَزاءٌ وسَلوَةٌ ، فَلَمّا مَضَت فاطِمَةُ عليهاالسلامكانَ في أميرِ المُؤمِنينَ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهم السلام لِلنّاسِ عَزاءٌ وسَلوَةٌ ، فَلَمّا مَضى مِنهُم أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام كانَ لِلنّاسِ فِي الحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهماالسلامعَزاءٌ وسَلوَةٌ ، فَلَمّا مَضَى الحَسَنُ عليه السلام كانَ لِلنّاسِ فِي الحُسَينِ عليه السلام عَزاءٌ وسَلوَةٌ ، فَلَمّا قُتِلَ الحُسَينُ عليه السلام لَم يَكُن بَقِيَ مِن أهلِ الكِساءِ أحَدٌ لِلنّاسِ فيهِ بَعدَهُ عَزاءٌ وسَلوَةٌ ، فَكانَ ذَهابُهُ كَذَهابِ جَميعِهِم ، كَما كانَ بَقاؤُهُ كَبَقاءِ جَميعِهِم ، فَلِذلِكَ صارَ يَومُهُ أعظَمَ مُصيبَةً .
فَقُلتُ لَهُ [أي لِلإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام ] : يَابنَ رَسولِ اللّه ِ ، فَلِمَ لَم يَكُن لِلنّاسِ في عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام عَزاءٌ وسَلوَةٌ مِثلُ ما كانَ لَهُم في آبائِهِ عليهم السلام ؟
فَقالَ : بَلى ، إنَّ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام كانَ سَيِّدَ العابِدينَ وإماما وحُجَّةً عَلَى الخَلقِ بَعدَ آبائِهِ الماضينَ ، ولكِنَّهُ لَم يَلقَ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ولَم يَسمَع مِنهُ ، وكانَ عِلمُهُ وِراثَةً عَن أبيهِ عَن جَدِّهِ عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وكانَ أميرُ المُؤمِنينَ وفاطِمَةُ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهم السلام قَد شاهَدَهُمُ النّاسُ مَعَ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله في أحوالٍ تَتَوالى ، فَكانوا مَتى نَظَروا إلى أحَدٍ مِنهُم تَذَكَّروا حالَهُ مَعَ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، وقَولَ رَسولِ اللّه ِ لَهُ وفيهِ ، فَلَمّا مَضَوا فَقَدَ النّاسُ مُشاهَدَةَ الأَكرَمينَ عَلَى اللّه ِ عَزَّ وجَلَّ ولَم يَكُن في أحَدٍ مِنهُم فَقدُ جَميعِهِم إلّا في فَقدِ الحُسَينِ عليه السلام ، لِأَنَّهُ مَضى آخِرَهُم ، فَلِذلِكَ صارَ يَومُهُ أعظَمَ الأَيّامِ مُصيبَةً .
فَقُلتُ لَهُ : يَابنَ رَسولِ اللّه ِ ، فَكَيفَ سَمَّتِ العامَّةُ يَومَ عاشوراءَ يَومَ بَرَكَةٍ؟
فَبَكى عليه السلام ، ثُمَّ قالَ : لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ عليه السلام تَقَرَّبَ النّاسُ بِالشّامِ إلى يَزيدَ ، فَوَضَعوا لَهُ الأَخبارَ ، وأخَذوا عَلَيهِ الجَوائِزَ مِنَ الأَموالِ ، فَكانَ مِمّا وَضَعوا لَهُ أمرُ هذَا اليَومِ ، وأنَّهُ يَومُ بَرَكَةٍ لِيَعدِلَ النّاسَ فيهِ مِنَ الجَزَعِ وَالبُكاءِ وَالمُصيبَةِ وَالحُزنِ إلَى الفَرَحِ وَالسُّرورِ وَالتَّبَرُّكِ وَالاِستِعدادِ فيهِ ، حَكَمَ اللّه ُ مِمّا بَينَنا وبَينَهُم. ۳

1.في المصدر : «الحسن» والتصويب من بحار الأنوار .

2.في المصدر : «الذي» والتصويب من بحار الأنوار .

3.علل الشرائع : ص ۲۲۵ ح ۱ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۶۹ ح ۱ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6
182

راجع : ص 207 (الفصل الرابع : فضل إنشاد الشعر في مصيبتهم)
و ص 234 (الفصل الرابع / بكاء الإمام الصادق عليه السلام ) .

2 / 6

شِدَّةُ حُزنِ الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام عِندَ ذِكرِ مَصائِبِ جَدِّهِ

۲۷۵۱.كامل الزيارات عن أبي عمارة المنشد :ما ذُكِرَ الحُسَينُ عليه السلام عِندَ أبي عَبدِ اللّه ِ عليه السلام في يَومٍ قَطُّ ، فَرُئِيَ أبو عَبدِ اللّه ِ عليه السلام مُتَبَسِّما في ذلِكَ اليَومِ إلَى اللَّيلِ ، وكانَ عليه السلام يَقولُ : الحُسَينُ عليه السلام عَبرَةُ كُلِّ مُؤمِنٍ. ۱

1.كامل الزيارات : ص ۲۱۴ ح ۳۰۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۸۰ ح ۱۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1390
عدد المشاهدين : 199403
الصفحه من 430
طباعه  ارسل الي