39
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4

قالَ : فَلَمّا أتى عُمَرَ بنَ سَعدٍ الكِتابُ ، قالَ : قَد حَسِبتُ ألّا يَقبَلَ ابنُ زِيادٍ العافِيَةَ ۱ .

۱۵۴۷.تاريخ الطبري عن المجالد بن سعيد الهمداني والصّقعب بن زهير :إنَّهُما كانَا التَقَيا مِرارا ثَلاثا أو أربَعا ؛ حُسَينٌ عليه السلام وعُمَرُ بنُ سَعدٍ ؛ قالَ : فَكَتَبَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ إلى عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ : أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ اللّهَ قَد أطفَأَ النّائِرَةَ ۲ ، وجَمَعَ الكَلِمَةَ ، وأصلَحَ أمرَ الاُمَّةِ ، هذا حُسَينٌ قَد أعطاني أن يَرجِعَ إلَى المَكانِ الَّذي مِنهُ أتى ، أو أن نُسَيِّرَهُ إلى أيِّ ثَغرٍ مِن ثُغورِ المُسلِمينَ شِئنا ، فَيَكونَ رَجُلاً مِنَ المُسلِمينَ ، لَهُ ما لَهُم ، وعَلَيهِ ما عَلَيهِم ، أو أن يَأتِيَ يَزيدَ أميرَ المُؤمِنينَ ، فَيَضَعَ يَدَهُ في يَدِهِ ، فَيَرى فيما بَينَهُ وبَينَهُ رَأيَهُ ، وفي هذا لَكُم رِضىً ولِلاُمَّةِ صَلاحٌ .
قالَ : فَلَمّا قَرَأَ عُبَيدُ اللّهِ الكِتابَ قالَ : هذا كِتابُ رَجُلٍ ناصِحٍ لِأَميرِهِ ، مُشفِقٍ عَلى قَومِهِ ، نَعَم قَد قَبِلتُ .
قالَ : فَقامَ إلَيهِ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ ، فَقالَ : أتَقبَلُ هذا مِنهُ وقَد نَزَلَ بِأَرضِكَ إلى جَنبِكَ ؟ وَاللّهِ ، لَئِن رَحَلَ مِن بَلَدِكَ ولَم يَضَع يَدَهُ في يَدِكَ لَيَكونَنَّ أولى بِالقُوَّةِ وَالعِزَّةِ ، ولَتَكونَنَّ أولى بِالضَّعفِ وَالعَجزِ ، فَلا تُعطِهِ هذِهِ المَنزِلَةَ ، فَإِنَّها مِنَ الوَهَنِ ، ولكِن لِيَنزِل عَلى حُكمِكَ هُوَ وأصحابُهُ ، فَإِن عاقَبتَ فَأَنت وَلِيُّ العُقوبَةِ ، وإن غَفَرتَ كانَ ذلِكَ لَكَ ، وَاللّهِ ، لَقَد بَلَغَني أنَّ حُسَينا وعُمَرَ بنَ سَعدٍ يَجلِسانِ بَينَ العَسكَرَينِ ، فَيَتَحَدَّثانِ عامَّةَ اللَّيلِ .
فَقالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : نِعمَ ما رَأَيتَ ! الرَّأيُ رَأيُكَ . ۳

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۱۱ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۴۱ نحوه ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۸۶ ، روضة الواعظين : ص ۲۰۰ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۵۱ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۸۵ وراجع : أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۶ والفتوح : ج ۵ ص ۸۷ .

2.نائرة : أي فتنة حادثة وعداوة . ونارُ الحرب ونائرتها : شرُّها وهيجها (النهاية : ج ۵ ص ۱۲۷ «نور») .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۱۴ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۵۶ وراجع : الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۶۵ وسير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۱۱ وتاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۲۰ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
38

أن قُتِلَ ، وَاللّهِ ، ما سَمِعتُهُ قالَ ذلِكَ . ۱

۱۵۴۵.المناقب لابن شهرآشوب :إنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام قالَ لِعُمَرَ بنِ سَعدٍ : إنَّ مِمّا يُقِرُّ لِعَيني أنَّكَ لا تَأكُلُ مِن بُرِّ العِراقِ بَعدي إلّا قَليلاً ، فَقالَ مُستَهزِئا : يا أبا عَبدِ اللّهِ ، فِي الشَّعيرِ خَلَفٌ !! فَكانَ كَما قالَ لَم يَصِل إلَى الرَّيِّ ، وقَتَلَهُ المُختارُ . ۲

1 / 9

كِتابُ ابنِ سَعدٍ إلَى ابنِ زِيادٍ وجَوابُهُ

۱۵۴۶.تاريخ الطبري عن حسّان بن فائد بن بكير العبسيّ :أشهَدُ أنَّ كِتابَ عُمَرَ بنِ سَعدٍ جاءَ إلى عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ وأنَا عِندَهُ ، فَإِذا فيهِ :
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، أمّا بَعدُ ، فَإِنّي حَيثُ نَزَلتُ بِالحُسَينِ بَعَثتُ إلَيهِ رَسولي ، فَسَأَلتُهُ عَمّا أقدَمَهُ ، وماذا يَطلُبُ ويَسأَلُ ، فَقالَ : كَتَبَ إلَيَّ أهلُ هذِهِ البِلادِ وأتَتني رُسُلُهُم ، فَسَأَلونِيَ القُدومَ فَفَعَلتُ ؛ فَأَمّا إذ كَرِهوني ، فَبَدا لَهُم غَيرُ ما أتَتني بِهِ رُسُلُهُم ، فَأَنَا مُنصَرِفٌ عَنهُم ، فَلَمّا قُرِئَ الكِتابُ عَلَى ابنِ زِيادٍ قالَ :


الآنَ إذ عَلِقَتْ مَخالِبُنا بِهِيَرجُو النَّجاةَ ولاتَ حينَ مَناصِ !
قالَ : وكَتَبَ إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ :
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، أمّا بَعدُ ، فَقَد بَلَغَني كِتابُكَ ، وفَهِمتُ ما ذَكَرتَ ، فَاعرِض عَلَى الحُسَينِ أن يُبايِعَ لِيَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ هُوَ وجَميعُ أصحابِهِ ، فَإِذا فَعَلَ ذلِكَ رَأَينا رَأيَنا ، وَالسَّلامُ .

1.تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۸ .

2.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۵۵ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۳۰۰ ح ۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 145116
الصفحه من 444
طباعه  ارسل الي