187
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4

كان الحرّ الشخص الوحيد الذي اجتاز في يوم عاشوراء المسافة بين الجنّة والنار خلال ساعات قصيرة ، وصعد بنفسه من حضيض الشقاوة إلى قمّة السعادة، لذا فإنّ مصير الحرّ دليل واضح على اختيار الإنسان الطريق الصحيح للحياة .
كان الحرّ أوّل من أغلق الطريق على الإمام الحسين وأصحابه، ۱ وإنّ انتخابه بوصفه قائداً للجيش حيث قام بأوّل مواجهة للإمام عليه السلام ، ۲ يدلّ على الاعتماد الكامل للحكم الاُمويّ عليه . لم يكن الذنب الذي اقترفه الحرّ ذنباً صغيراً، إلّا أنّه عندما شاهد نفسه بين الجنّة والنار، لم يغرّه الظاهر الخادع للدنيا والذي كانت جهنّم تكمن في باطنه، فاختار كبقيّة شهداء كربلاء الآخرين طريق الجنّة ، وقال بشأن هذا الاختيار :
إنّي وَاللّهِ، اُخَيِّرُ نَفسي بَينَ الجَنَّةِ وَالنّارِ ، ووَاللّهِ، لا أختارُ عَلَى الجَنَّةِ شَيئا ولَو قُطِّعتُ وحُرِّقتُ . ۳
وهذه رسالة تعليميّة لجميع الذين تنتابهم الحيرة عند مفترق طريق الجنّة والنار، وخاصّة الشباب. وبعد اختياره طريق الجنّة ضرب فرسه وتوجّه نحو خيام سيّد الشهداء ويده على رأسه ، وكان يكرّر مع نفسه هذه العبارات أثناء الطريق :
اللّهُمَّ إنّي تُبتُ إلَيكَ فَتُب عَلَيَّ ، فَقَد أرعَبتُ قُلوبَ أولِيائِكَ وأولادِ بِنتِ نَبِيِّكَ .
وبسبب الخطأ الكبير الذي ارتكبه الحرّ كان يحتمل ألّا تُقبل توبته ؛ لذا فإنّه عندما وصل إلى الإمام عليه السلام قال :

1.راجع : ج ۳ ص ۳۶۲ (القسم السابع / الفصل السابع / سدّ الحرّ الطريق على الإمام عليه السلام ) .

2.مقاتل الطالبيين : ص ۱۱۱ وراجع : هذه الموسوعة : ج ۳ ص ۳۶۱ (القسم السابع / الفصل السابع / إشخاص الحرّ للإتيان بالإمام عليه السلام إلى الكوفة) و ص ۳۹۴ (الفصل السابع / كتاب ابن زياد إلى الحرّ يأمره بتضييق الأمر على الإمام عليه السلام ) .

3.راجع : ص ۱۹۰ ح ۱۶۹۲ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
186

ورد اسمه في زيارة الناحية :
السَّلامُ عَلى الحَجّاجِ بنِ مَسروقٍ الجُعفِيِّ . ۱
كما ذكر اسمه في الزيارة الرجبيّة . ۲

۱۶۹۱.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي :خَرَجَ ... الحَجّاجُ بنُ مَسروقٍ ـ وهُوَ مُؤَذِّنُ الحُسَينِ عليه السلام ـ فَجَعَلَ يَقولُ :


أقدِم حُسَينُ هادِيا مَهدِيّااليَومَ نَلقى جَدَّكَ النَّبِيّا
ثُمَّ أباكَ ذَا العُلا عَلِيّاوَالحَسَنَ الخَيرَ الرِّضَى الوَلِيّا
وذَا الجَناحَينِ الفَتَى الكَمِيّاوأسَدَ اللّهِ الشَّهيدَ الحَيّا
ثُمَّ حَمَلَ فَقاتَلَ ، حَتّى قُتِلَ . ۳

3 / 13

الحُرُّ بنُ يَزيدَ الرِّياحِيُّ

كان الحرّ بن يزيد الرياحي ۴ أحد وجهاء قبيلة بني تميم، ۵ ولا تتوفّر معلومات اُخرى عنه، إلّا أنّ مصيره بين أصحاب الإمام الحسين عليه السلام متميّز وباعث للاعتبار كثيراً .

1.راجع: ج ۸ ص ۲۳۰ ح ۳۵۷۵ .

2.راجع: ج ۸ ص ۱۵۹ ح ۳۵۲۴ .

3.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۲۰ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۲۵ نحوه .

4.جمهرة أنساب العرب : ص ۲۲۷ ، جمهرة النسب : ص ۲۱۶ ، تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۹۲ وفيه «الحرّ بن يزيد الحنظلي ثمّ النهشلي» ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۳ وفيه «الحرّ بن يزيد الحنظلي» ؛ رجال الطوسي : ص۱۰۰ وراجع: زيارة الناحية والزيارة الرجبية وهذه الموسوعة: ج۴ ص۱۹۱ ح۱۶۹۳ .

5.الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۷۲ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۲۱ ؛ تذكرة الخواص : ص ۲۵۱.

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 145014
الصفحه من 444
طباعه  ارسل الي