81
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1

كان سبط ابن الجوزي واعظاً وخطيباً ومؤرّخاً . وبسبب توفّر بعض المصادر القديمة لديه ـ مثل مقتل الكلبي ، ومغازي الواقدي ، وتاريخ المدائني ، وتاريخ ابن أبي الدنيا ـ فقد قدّم أحياناً نقولاً تتميّز بأهمّيتها بسبب ضياع أو نقص بعض مصادر الحضارة الإسلاميّة بعد الاجتياح المغولي . ۱
وإضافة إلى ما رواه سبط ابن الجوزي من أحوال الإمام الحسين عليه السلام ومناقبه ، فقد تعرّض أيضا لذكر أحداث كربلاء من بدايتها حتّى نهايتها ، بل وذكر الأحداث التي أعقبت الشهادة ؛ مثل حمل الرؤوس ، وسبي أهل بيت الحسين عليه السلام ، وكذلك عقوبة قاتلي الحسين عليه السلام ، وعاقبة المجرمين الذين شاركوا في وقائع كربلاء ، وكذلك ثورة التوّابين والمختار الثقفيّ ، كما نقل بعض المراثي حول الإمام الحسين عليه السلام ، رغم أنّ هذا النقل كان باُسلوب قصصيّ ودون ذكر السند .
وقد نقل سبط ابن الجوزي عن مصادر عديدة ورواة معروفين ؛ مثل السدّي ، والشعبي ، وعبد اللّه بن عمر بن الورّاق وغيرهم ، إلّا أنه تأثّر في الغالب بكتاب ابن أعثم واُسلوبه القصصيّ .
حظي سبط ابن الجوزيّ طيلة حياته باحترام الناس والحكّام المحلّيّين آنذاك وحبّهم له ، وأثنى عليه أمثال ابن خلّكان ، والذهبي ، والصفدي . ۲

30 . الملهوف على قتلى الطفوف

للسيّد رضيّ الدين عليّ بن موسى بن جعفر ، المعروف بالسيّد ابن طاووس

1.. مثل رواية شهادة الطفل الرضيع نقلاً عن هشام الكلبي ، والتي تختلف عن رواية بعض المصادر (راجع : تذكرة الخواص : ص ۲۵۲) ، أو الرواية المفصّلة لكتاب يزيد إلى ابن عبّاس قبل انطلاق الثورة ، والتي جاءت مختصرة في الكتب الاُخرى (راجع : تذكرة الخواص : ص ۲۳۷ - ۲۳۹) .

2.. راجع : وفيات الأعيان : ج ۳ ص ۱۴۲ ، ذيل الرقم ۳۷۰ ، تاريخ الإسلام : ج ۴۸ ص ۱۸۴ الرقم ۱۷۶ ، الوافي بالوفيات : ج ۲۹ ص ۱۲۱ الرقم ۱۳۹ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1
80

كبيرة وفي العصر الذهبي لحوزة الحلّة ، كان والده من مشايخ المحقّق الحلّي . تلقّى ابن نما علوم أهل البيت عليهم السلام لدى أساتذة كبار ؛ مثل: ابن إدريس الحلّي ، والشيخ محمّد بن المشهدي ، وكذلك أبيه الفاضل . ثمّ صار هو أيضا اُستاذاً لعلماء كبار ؛ مثل: العلّامة الحلّي ، وعليّ بن الحسين بن حمّاد .
ورغم أنّ ابن نما يذكر في بعض المواضع تاريخ الطبري ، وتاريخ ابن أعثم والبلاذري ، إلّا أنّه لا يذكر الإسناد إلّا على نطاق ضيّق كالكثير من المؤرّخين ، واُسلوبه في الرواية هو مزيج من الاُسلوب الروائي للمحدّثين والمؤرّخين ، فيذكر بعض المواضيع على شكل رواية تارةً ، وينقل حصيلة مجموع النقول تارةً اُخرى . وتشبه بعض نقوله إلى حدّ كبير نقول الملهوف والطبقات الكبرى لابن سعد ، وكذلك الفتوح لابن أعثم ومقتل الحسين لأبي مخنف . ۱
ولابن نما كتاب آخر باسم ذوب النضّار يتعلّق بأحداث ما بعد نهضة كربلاء وثورة المختار . واحتمل البعض أنّ كلا الكتابين من تأليف حفيده ، ۲ وقد يكون سبب هذا الاحتمال هو ما ذكره ابن طاووس حول كتابه «الملهوف» والذي اعتبره عديم النظير ، في حين أنّ ابن نما توفّي قبله بعقدين ، وكان يعيش في نفس مدينة ابن طاووس ؛ أي الحلّة .

29 . تذكرة الخواصّ من الاُمّة بذكر خصائص الأئمّة عليهم السلام

لأبي المظفّر يوسف بن قِزُغْلي بن عبد اللّه (581 ـ 654 ه . ق) ، المعروف بسبط أبي الفرج ابن الجوزي . كان حنبليّ المذهب في أوّل حياته، ثمّ صار حنفيّاً ، إلّا أنّه كتب تراجم الكثير من أهل البيت عليهم السلام بسبب حبّه لهم .

1.. راجع : كتابشناسي تاريخي إمام حسين عليه السلام : ص ۸۳ و۸۴ ، معرفي ونقد منابع عاشوراء «كلاهما بالفارسيّة» : ص ۲۳۶ ـ ۲۴۴ .

2.. راجع : روضات الجنّات : ج ۲ ص ۱۷۹ ، مرآة الكتب : ص ۴۳۴ والذريعة : ج ۱۹ ص ۳۴۹ الرقم ۱۵۵۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 248668
الصفحه من 426
طباعه  ارسل الي