كبيرة وفي العصر الذهبي لحوزة الحلّة ، كان والده من مشايخ المحقّق الحلّي . تلقّى ابن نما علوم أهل البيت عليهم السلام لدى أساتذة كبار ؛ مثل: ابن إدريس الحلّي ، والشيخ محمّد بن المشهدي ، وكذلك أبيه الفاضل . ثمّ صار هو أيضا اُستاذاً لعلماء كبار ؛ مثل: العلّامة الحلّي ، وعليّ بن الحسين بن حمّاد .
ورغم أنّ ابن نما يذكر في بعض المواضع تاريخ الطبري ، وتاريخ ابن أعثم والبلاذري ، إلّا أنّه لا يذكر الإسناد إلّا على نطاق ضيّق كالكثير من المؤرّخين ، واُسلوبه في الرواية هو مزيج من الاُسلوب الروائي للمحدّثين والمؤرّخين ، فيذكر بعض المواضيع على شكل رواية تارةً ، وينقل حصيلة مجموع النقول تارةً اُخرى . وتشبه بعض نقوله إلى حدّ كبير نقول الملهوف والطبقات الكبرى لابن سعد ، وكذلك الفتوح لابن أعثم ومقتل الحسين لأبي مخنف . ۱
ولابن نما كتاب آخر باسم ذوب النضّار يتعلّق بأحداث ما بعد نهضة كربلاء وثورة المختار . واحتمل البعض أنّ كلا الكتابين من تأليف حفيده ، ۲ وقد يكون سبب هذا الاحتمال هو ما ذكره ابن طاووس حول كتابه «الملهوف» والذي اعتبره عديم النظير ، في حين أنّ ابن نما توفّي قبله بعقدين ، وكان يعيش في نفس مدينة ابن طاووس ؛ أي الحلّة .
29 . تذكرة الخواصّ من الاُمّة بذكر خصائص الأئمّة عليهم السلام
لأبي المظفّر يوسف بن قِزُغْلي بن عبد اللّه (581 ـ 654 ه . ق) ، المعروف بسبط أبي الفرج ابن الجوزي . كان حنبليّ المذهب في أوّل حياته، ثمّ صار حنفيّاً ، إلّا أنّه كتب تراجم الكثير من أهل البيت عليهم السلام بسبب حبّه لهم .