75
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1

وقد أثنى عليه جميع العلماء الذين ذكروه ، وخاصّة مؤلّف الفهارس المعروف والمعاصر له الشيخ منتجب الدين ، حيث اعتبره «فقيهاً ، عيناً ، صالحاً ، ثقة» ، وذكر تصانيفه العديدة . ۱
تلقّى قطب الدين الراونديّ علمه لدى أساتذة كبار ، مثل : أمين الإسلام الطبرسي صاحب تفسير مجمع البيان القيّم ، وعماد الدين الطبري مؤلّف بشارة المصطفى لشيعة المرتضى ، وكذلك شهردار بن شيرويه الديلمي مؤلّف مسند الفردوس الذي كان من علماء أهل السنّة ، كما درس عنده العديد من العلماء ، مثل ابن شهرآشوب .
وتدلّ تأليفات الراوندي العديدة ـ مثل : تفسير القرآن ، وخلاصة التفاسير ، الرابع في الشرائع ، منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة وغيرها ـ على تضلّعه في الفقه والحديث والتفسير . وقد استطاع الراوندي من خلال اعتماده على معلوماته الواسعة فيما يخصّ الشيعة وأهل السنّة ، أن يجمع الكثير من معجزات وكرامات النبيّ وأهل بيته الأطهار في كتاب الخرائج والجرائح ، ويضعها في عشرين باباً . فخصّص ثلاثة عشر باباً للنبيّ والأئمّة الاثني عشر ، وجعل الباب الرابع عشر حتّى الباب العشرين للمباحث المتعلّقة بهم ، نظير : النصوص والبراهين الدالّة على إمامة كلّ واحد من الأئمّة، وكذلك مقارنتها بكرامات الأنبياء السابقين، والتنبيه على الفرق بين الكرامة والشعوذة، وبين المعجزه والمكر والحيلة.
وللأسف فإنّ الراوندي ذكر إسناد رواياته بشكل مبتور ، حيث ذكر في غالبيّة المواضع الراوي الأخير عن الإمام فقط ، وراوياً أو راويين بعده ، وقد أدّى هذا الاُسلوب إلى جانب عدم ذكر المصدر ، إلى أن تكون رواياته بحاجة إلى قرائن اُخرى ـ كنقلها في الكتب المعتبرة الاُخرى ـ من أجل أن تكتسب الحجّية .
وممّا يجدر ذكره أنّ العديد من المؤلّفين بعده اعتمدوا على أحاديثه ورووها في كتبهم ، نظير الإربلّي في كشف الغمّة ، وزين الدين النباطي في الصراط المستقيم ، والشيخ الحرّ

1.. راجع : فهرست أسماء علماء الشيعة : ص ۸۷ الرقم ۱۸۶.


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1
74

دمشق الكثير من الروايات مع ذكر الأسناد على طريقة المحدّثين ، وأشار مع ذلك إلى ضعفها وقوّتها ، ولكن دون تحليلها تاريخيّا . وقد جعل محور كتابه وصف دمشق ووجوه الشام ، إلّا أنّه تحدّث عن كلّ شخص دخل الشام أيضا ، وقد عمد من خلال ذلك إلى الترجمة للإمام الحسين عليه السلام ومقتله .
وقد ذكر ابن عساكر حوالي 400 رواية حول الإمام الحسين عليه السلام ونهضة كربلاء بإسناده في الغالب ، ونقل البعض منها من كتاب الطبقات لابن سعد ، لكنّ الكثير منها متشابه في المضمون ، ويدور حول الأحوال الشخصية للإمام الحسين عليه السلام وفضائله .
وقد ذكر تنبّؤات رسول اللّه صلى الله عليه و آله وأمير المؤمنين عليه السلام حول شهادة الإمام الحسين عليه السلام ، وأحداث الثورة ، وخطب عاشوراء، والأحداث الإعجازيّة بعدها ، وكذلك العاقبة السيّئة لقتلة الإمام في الدنيا ، دون تسلسل وتقسيم خاصّ ، ۱ ولم يذكر روايات أبي مخنف، بل وحتّى الروايات المتعلّقة بثورة سيّد الشهداء .
طُبع الكتاب بصورة كاملة بتحقيق علي شيري ، كما طُبع تلخيصه أيضا والذي قام به ابن منظور صاحب كتاب لسان العرب ، كما تمّ لحسن الحظّ تلخيص الفصل الخاصّ بالإمام الحسين عليه السلام أيضا ، وتمّ تحقيقه وطبعه بمساعي محمّد باقر المحمودي .

24 . الخرائج والجرائح

لأبي الحسين سعيد بن عبد اللّه بن الحسين بن هبة اللّه ، المعروف بقطب الدين الراونديّ (ت 573 هـ . ق) ، من المفسّرين والمحدّثين والفقهاء في القرن السادس الهجري . نشأ و ترعرع في اُسرة علميّة ؛ فكان أبوه وجدّه من فضلاء عصرهما ، بل كان أولاده وأحفاده كذلك أيضاً . ۲

1.. الجدير بالذكر هو أنّ أصل الكتاب ترجم حسب التسلسل الألفبائي وعلى أساس أسماء الأشخاص.

2.. راجع : رياض العلماء : ج ۲ ص ۴۱۹ و ج ۵ ص ۱۱۷ وفهرست أسماء علماء الشيعة : ص ۵۶ الرقم ۱۱۱ و۱۲۷ الرقم ۲۷۵ و۱۷۲ الرقم ۴۱۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 248671
الصفحه من 426
طباعه  ارسل الي