105
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1

في علوم اُخرى ؛ كالأدب واللغة والحديث والفقه والتفسير ، وهذه الملاحظة تظهر بجلاء من خلال مراجعة تراجمهم .
جدير ذكره أنّ غالبيّة هؤلاء المؤلّفين كانوا يعيشون في القرون الخمسة الاُولى ، وأمّا العصور اللّاحقة فلا يوجد سوى عدد قليل منهم . وهذا يعني أنّ معرفتنا بها تتمّ عن طريق المصادر المعاصرة والقريبة من تلك المصادر ؛ المصادر التي تتمتّع بحدّ ذاتها إلى حدّ ما باعتبار نسبيّ ، وأنّ هؤلاء المؤلّفين الذين يدور البحث حولهم ليسوا ببعيدين بعدا مخلّاً بصحّة النقل .

تأليفات القرن الأوّل

«مقتل الحسين عليه السلام » ، للأصبغ بن نباتة المجاشعي الحنظلي الكوفي ، هو الكتاب الوحيد الّذي نعرفه في مؤلّفات القرن الأوّل حول واقعة عاشوراء ، والأصبغ بن نباتة من أصحاب الإمام عليّ عليه السلام ۱
المعروفين والقريبين منه ، والذي توفّي سنة 64 للهجرة ، وعلى قول توفّي بعد المئة .

تأليفات القرن الثاني

1 . مقتل أبي عبداللّه الحسين عليه السلام ، لجابر بن يزيد الجعفي (ت 128 ه . ق) ، هو من أصحاب الإمام محمّد الباقر عليه السلام والإمام جعفر الصادق عليه السلام . ۲
2 . مقتل الحسين عليه السلام ، برواية عمّار بن إسحاق الدُّهني (ت133 هـ . ق) ، وقد ذكر الطبري في تاريخه عندما تحدّث عن أحداث سنة 61 للهجرة هذا الكتاب ، أو على الأقلّ أهمّ ما ورد فيه . ۳

1.. الفهرست للطوسي : ص ۸۵ الرقم ۱۱۹ .

2.. رجال النجاشي : ج ۱ ص ۳۱۳ الرقم ۳۳۰ .

3.. عبرات المصطفين : ج ۱ هامش ص ۶.


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1
104

دون نقد للمواضيع ليس بقليل هو الآخر .
وعلى هذا الأساس فإنّ كتابَي نفس المهموم وبحار الأنوار يُعدّان أكثر اعتبارا ؛ لأن الكثير من رواياتهما مقبولة ومستندة إلى الكتب القديمة والمعتبرة .
وخلاصة الكلام : أنّ مجرّد وجود رواية تاريخية في الكتب المعاصرة وإن كانت مشهورة ، لا يبيح لنا اعتبارها سنداً تاريخيّاً يمكن الاعتماد عليه ، وأن ننسب ما ورد فيها إلى أهل البيت عليهم السلام ، بل يجب أن يُعْلَم مصدرها أيضاً ويقيّم ، فإذا كان مصدرها ضعيفا أو لم يكن لها مصدر أساسا ، فسوف تخرج حينئذٍ عن دائرة الاعتماد . وهذه القاعدة تجري أيضا في النقول الشفهيّة ؛ إذ إنّ الناقل وإن كان شخصا عظيما ، إلّا أنّ الفترة الزمنيّة الكبيرة التي تفصلنا عن عصر أهل البيت عليهم السلام ، إضافة إلى ما أثبتته التجربة من وقوع الأخطاء الكثيرة في النقول الشفهيّة ، يجعل الوثوق بمثل هذه النقول مخالفا للسيرة العُقلائيّة .

رابعاً: المصادر المفقودة

ذكر مؤلّفو الفهارس وعلماء الرجال العديدَ من المؤلّفين الذين كتب كلّ منهم كتاباً على الأقلّ حول الإمام الحسين عليه السلام وشهادته . ورغم أنّ مقدارا قليلاً من هذه المؤلّفات قد وصل إلينا ، إلّا أنّها تدلّ على الانعكاس الواسع لملحمة كربلاء في القرون الاُولى ، ومن شأنها أن تثبت لوحدها وجود تاريخ معتبر حول حادثة عاشوراء .
ومن خلال نظرة تاريخيّة ، فإنّ المصادر التاريخية التي تمّ استعراضها آنفا بلحاظ اتّصال رواياتها بمن شهد تلك الحوادث والوقائع ، تكتمل حلقة الاتّصال بواسطة المصادر المفقودة التي سوف نستعرضها . ومعظم ما نذكره هنا مأخوذ من الفهارس الشيعيّة القديمة ؛ أي فهرسي النجاشي والطوسي والمصادر الببليوغرافية والتاريخية الاُخرى .
من جهة اُخرى فإنّ مؤلّفي الكتب المفقودة المشار إليها هم اُناس معروفون ، ومعظمهم من العلماء المقبولين عند الفريقين ، بل إنّ عددا منهم يعدّون من المبدعين وذائعي الصيت

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 248780
الصفحه من 426
طباعه  ارسل الي