وقوله عليه السلام: (تزاوروا) إلى آخره، يدلّ على استحباب التزاور من المؤمنين والتعاهد والتفقّد، وإن كان من بلد إلى بلد، ولا ينبغي أن يجعل بُعد المسافة سبباً لترك شيء من ذلك، وفيه فوائد كثيرة منها الفائدتان المذكورتان في هذا الخبر.
وقوله عليه السلام: (إذا ذكر اللَّه عزّ وجلّ) على البناء للفاعل، وفاعله ذلك المسلم، أو الأخ. ويحتمل البناء للمفعول، فيشملهما جميعاً.
متن الحديث السادس والتسعين والأربعمائة
۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ رِبْعِيًّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :«وَاللَّهِ لَا يُحِبُّنَا مِنَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ إِلَّا أَهْلُ الْبُيُوتَاتِ وَالشَّرَفِ وَالْمَعْدِنِ ، وَلَا يُبْغِضُنَا مِنْ هؤُلَاءِ وَهؤُلَاءِ إِلَّا كُلُّ دَنَسٍ مُلْصَقٍ» .
شرح
السند حسن على الظاهر.
قوله: (أهل البيوتات والشرف والمعدن).
قال الفيروزآبادي: «البيت من الشعر والمدر معروف، الجمع: أبيات، وبيوت، وجمع الجمع: أباييت، وبيوتات، وأبياوات، والشرف والشريف».۱
وقال: «الشرف - محرّكة - : العلوّ، والمكان العالي، والمجد، أو لا يكون إلّا بالآباء، أو علوّ الحسب».۲
وقال:
العدن بالبلد، عَدَن: أقام. والمَعْدِن - كمجلس - : منبت الجواهر من ذهبٍ ونحوه لإقامة أهله فيه دائماً، أو لإنبات اللَّه تعالى إيّاه فيه، ومكان كلّ شيء فيه أصله.۳
أقول: لعلّ المراد بأهل البيوتات هنا ذوي الأحساب والأنساب الشريفة، وعطف الشرف عليها للتفسير، أو يُراد بأحدهما الشرف في النسب وبالآخر الشرف في الحسب، والمراد