87
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

وقوله عليه السلام: (تزاوروا) إلى آخره، يدلّ على استحباب التزاور من المؤمنين والتعاهد والتفقّد، وإن كان من بلد إلى بلد، ولا ينبغي أن يجعل بُعد المسافة سبباً لترك شي‏ء من ذلك، وفيه فوائد كثيرة منها الفائدتان المذكورتان في هذا الخبر.
وقوله عليه السلام: (إذا ذكر اللَّه عزّ وجلّ) على البناء للفاعل، وفاعله ذلك المسلم، أو الأخ. ويحتمل البناء للمفعول، فيشملهما جميعاً.

متن الحديث السادس والتسعين والأربعمائة

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى‏ ، عَنْ رِبْعِيًّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :
«وَاللَّهِ لَا يُحِبُّنَا مِنَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ إِلَّا أَهْلُ الْبُيُوتَاتِ وَالشَّرَفِ وَالْمَعْدِنِ ، وَلَا يُبْغِضُنَا مِنْ هؤُلَاءِ وَهؤُلَاءِ إِلَّا كُلُّ دَنَسٍ مُلْصَقٍ» .

شرح‏

السند حسن على الظاهر.
قوله: (أهل البيوتات والشرف والمعدن).
قال الفيروزآبادي: «البيت من الشعر والمدر معروف، الجمع: أبيات، وبيوت، وجمع الجمع: أباييت، وبيوتات، وأبياوات، والشرف والشريف».۱
وقال: «الشرف - محرّكة - : العلوّ، والمكان العالي، والمجد، أو لا يكون إلّا بالآباء، أو علوّ الحسب».۲
وقال:
العدن بالبلد، عَدَن: أقام. والمَعْدِن - كمجلس - : منبت الجواهر من ذهبٍ ونحوه لإقامة أهله فيه دائماً، أو لإنبات اللَّه تعالى إيّاه فيه، ومكان كلّ شي‏ء فيه أصله.۳
أقول: لعلّ المراد بأهل البيوتات هنا ذوي الأحساب والأنساب الشريفة، وعطف الشرف عليها للتفسير، أو يُراد بأحدهما الشرف في النسب وبالآخر الشرف في الحسب، والمراد

1.القاموس المحيط، ج ۱۴۴ (بيت) مع التلخيص.

2.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۱۵۷ (شرف).

3.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۲۴۷ (عدن) مع التلخيص.


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
86

المستضعفين من أهل الإسلام، وهم وإن كانوا في المشيّة إلّا أنّهم بسبب هذه المحبّة يدخلون الجنّة.۱(وأنّ الرجل ليبغضكم) إلى آخره، أي يبغضكم من أجل التشيّع، أو لا من أجله، والأوّل ناصبي يدخل النار، والثاني مستضعف يدخلها بسبب البغض.
وقوله عليه السلام: (ليملى صحيفته) يحتمل كونه من المهموز، أو الناقص.
قال الفيروزآبادي في المهموز: «ملأه - كمنع - مَلأً ومِلاءة، بالفتح والكسر، وملّأه تملئة».۲
وقال الجوهري: «أمليت الكتاب وأمليته لغتان جيّدتان».۳
وقوله: (فيهمزونه) أي يعيبونه.
والضمير في قوله: «فيه» و«له» و«صحيفته» راجع إلى كلّ الرجلين.

متن الحديث الخامس والتسعين والأربعمائة

۰.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ ، عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ ، قَالَ :
قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام :
«كَمْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْبَصْرَةِ؟».
قُلْتُ : فِي الْمَاءِ خَمْسٌ إِذَا طَابَتِ الرِّيحُ ، وَعَلَى الظَّهْرِ ثَمَانٍ وَنَحْوُ ذلِكَ .
فَقَالَ : «مَا أَقْرَبَ هذَا : تَزَاوَرُوا تَعَاهَدُوا۴ بَعْضُكُمْ بَعْضاً ؛ فَإِنَّهُ لَا بُدَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أَنْ يَأْتِيَ كُلُّ إِنْسَانٍ بِشَاهِدٍ يَشْهَدُ لَهُ عَلى‏ دِينِهِ».
وَقَالَ : «إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا رَأى‏ أَخَاهُ ، كَانَ حَيَاةً لِدِينِهِ إِذَا ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ» .

شرح‏

السند مجهول.
قوله: (وعلى الظهر) يعني طريق البرّ.

1.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۴۲ مع التلخيص.

2.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۲۸ (ملأ).

3.الصحاح، ج ۶، ص ۲۴۹۷ (ملا) مع اختلاف في اللفظ والتلخيص.

4.هكذا في النسخة وبعض نسخ الكافي. وفي كلتا الطبعتين: «ويتعاهد».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 69503
صفحه از 568
پرینت  ارسال به