9
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

فَتَعَالَ‏۱ غَداً فِي هذَا الْوَقْتِ إِلَيَّ حَتّى‏ أَدْفَعَكَ إِلَيْهِ .
قَالَ : «فَبِتُ‏۲ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فِي الْمَسْجِدِ حَتّى‏ إِذَا كَانَ الْغَدُ جَلَسْتُ مَعَهُمْ ، فَمَا زَالُوا فِي ذِكْرِ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله وَشَتْمِهِ حَتّى‏ إِذَا۳ طَلَعَ أَبُو طَالِبٍ ، فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : أَمْسِكُوا قَدْ۴ جَاءَ عَمُّهُ ، فَأَمْسَكُوا ، فَمَا زَالَ يُحَدِّثُهُمْ حَتّى‏ قَامَ، فَتَبِعْتُهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : اذْكُرْ حَاجَتَكَ ، فَقُلْتُ : النَّبِيُّ الْمَبْعُوثُ فِيكُمْ؟ قَالَ : وَمَا تَصْنَعُ بِهِ؟ فَقُلْتُ‏۵ : أُومِنُ بِهِ وَأُصَدِّقُهُ ، وَأَعْرِضُ عَلَيْهِ نَفْسِي‏۶ ، وَلَا يَأْمُرُنِي بِشَيْ‏ءٍ إِلَّا أَطَعْتُهُ، قَالَ : وَتَفْعَلُ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، فَقَالَ : قُمْ مَعِي ، فَتَبِعْتُهُ، فَدَفَعَنِي إِلى‏ بَيْتٍ فِيهِ حَمْزَةُ عليه السلام ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَجَلَسْتُ ، فَقَالَ لِي : مَا حَاجَتُكَ؟ فَقُلْتُ : هذَا النَّبِيُّ الْمَبْعُوثُ فِيكُمْ؟ فَقَالَ : وَمَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ؟ قُلْتُ : أُومِنُ بِهِ وَأُصَدِّقُهُ ، وَأَعْرِضُ عَلَيْهِ نَفْسِي ، وَلَا يَأْمُرُنِي بِشَيْ‏ءٍ إِلَّا أَطَعْتُهُ ، فَقَالَ : تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّااللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ ، قَالَ : فَشَهِدْتُ .
قَالَ : فَدَفَعَنِي حَمْزَةُ إِلى‏ بَيْتٍ فِيهِ جَعْفَرٌ عليه السلام ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَجَلَسْتُ ، فَقَالَ لِي جَعْفَرٌ عليه السلام : مَا حَاجَتُكَ؟ فَقُلْتُ : هذَا النَّبِيُّ الْمَبْعُوثُ فِيكُمْ؟ قَالَ : وَمَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ؟ فَقُلْتُ‏۷ : أُومِنُ بِهِ وَأُصَدِّقُهُ ، وَأَعْرِضُ عَلَيْهِ نَفْسِي‏۸ ، وَلَا يَأْمُرُنِي بِشَيْ‏ءٍ إِلَّا أَطَعْتُهُ ، فَقَالَ : تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .
قَالَ: فَشَهِدْتُ ، فَدَفَعَنِي إِلى‏ بَيْتٍ فِيهِ عَلِيٌّ عليه السلام ، فَسَلَّمْتُ وَجَلَسْتُ ، فَقَالَ : مَا حَاجَتُكَ؟ فَقُلْتُ‏۹ : هذَا النَّبِيُّ الْمَبْعُوثُ فِيكُمْ؟ قَالَ : وَمَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ؟ قُلْتُ : أُومِنُ بِهِ وَأُصَدِّقُهُ ، وَأَعْرِضُ عَلَيْهِ نَفْسِي‏۱۰ ، وَلَا يَأْمُرُنِي بِشَيْ‏ءٍ إِلَّا أَطَعْتُهُ ، فَقَالَ : تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ .
قَالَ : فَشَهِدْتُ ، فَدَفَعَنِي إِلى‏ بَيْتٍ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَسَلَّمْتُ وَجَلَسْتُ ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : مَا حَاجَتُكَ؟ قُلْتُ : النَّبِيُّ الْمَبْعُوثُ فِيكُمْ؟ قَالَ : وَمَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ؟ قُلْتُ : أُومِنُ بِهِ وَ أُصَدِّقُهُ ، وَلَا يَأْمُرُنِي بِشَيْ‏ءٍ إِلَّا أَطَعْتُهُ، فَقَالَ‏۱۱ : تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ ، فَقُلْتُ : أَشْهَدُ

1.في بعض نسخ الكافي: «فقال: تعالى» بدل «قال: فتعال».

2.في الطبعة القديمة وبعض نسخ الكافي: «بتّ».

3.في كثير من نسخ الكافي: - «إذا».

4.في الطبعة القديمة وبعض نسخ الكافي والوافي: «فقد».

5.في بعض نسخ الكافي: «قلت».

6.في بعض نسخ الكافي: «نفسي عليه».

7.في بعض نسخ الكافي: «قلت». وفي بعضها: + «له».

8.في بعض نسخ الكافي: «قلت»

9.في بعض نسخ الكافي: «قال». وفي بعضها: + «له».


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
8

(إلّا سيجد من يبايعه).
قيل: السين هنا لمجرّد التأكيد، كما صرّح به صاحب الكشّاف في قوله تعالى: «سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا»۱.۲

متن الحديث السادس والخمسين والأربعمائة

(حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)

۰.أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَلَمَةَ اللُّؤْلُؤِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :
«أَ لَا أُخْبِرُكُمْ كَيْفَ كَانَ إِسْلَامُ سَلْمَانَ وَأَبِي ذَرٍّ؟».
فَقَالَ الرَّجُلُ - وَأَخْطَأَ - : أَمَّا إِسْلَامُ سَلْمَانَ فَقَدْ عَرَفْتُهُ ، فَأَخْبِرْنِي بِإِسْلَامِ أَبِي ذَرٍّ .
فَقَالَ : «إِنَّ أَبَا ذَرٍّ كَانَ فِي بَطْنِ مَرٍّ يَرْعى‏ غَنَماً لَهُ ، فَأَتى‏ ذِئْبٌ عَنْ يَمِينِ غَنَمِهِ ، فَهَشَّ بِعَصَاهُ عَلَى الذِّئْبِ ، فَجَاءَ الذِّئْبُ عَنْ شِمَالِهِ ، فَهَشَّ عَلَيْهِ أَبُو ذَرٍّ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ أَبُو ذَرٍّ : مَا رَأَيْتُ ذِئْباً أَخْبَثَ مِنْكَ وَلَا شَرّاً ، فَقَالَ لَهُ الذِّئْبُ : شَرٌّ - وَاللَّهِ - مِنِّي أَهْلُ مَكَّةَ ؛ بَعَثَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلَيْهِمْ نَبِيّاً ، فَكَذَّبُوهُ وَشَتَمُوهُ ، فَوَقَعَ فِي أُذُنِ أَبِي ذَرٍّ ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ : هَلُمِّي مِزْوَدِي وَإِدَاوَتِي وَعَصَايَ ، ثُمَّ خَرَجَ عَلى‏ رِجْلَيْهِ يُرِيدُ مَكَّةَ لِيَعْلَمَ خَبَرَ الذِّئْبِ وَمَا أَتَاهُ بِهِ‏۳ حَتّى‏ بَلَغَ مَكَّةَ ، فَدَخَلَهَا فِي سَاعَةٍ حَارَّةٍ وَقَدْ تَعِبَ وَنَصِبَ ، فَأَتى‏ زَمْزَمَ وَقَدْ عَطِشَ ، فَاغْتَرَفَ دَلْواً فَخَرَجَ لَبَناً۴ ، فَقَالَ فِي نَفْسِهِ : هذَا وَاللَّهِ يَدُلُّنِي عَلى‏ [أَنَ‏] مَا خَبَّرَنِي‏۵ الذِّئْبُ وَمَا جِئْتُ لَهُ حَقٌّ ، فَشَرِبَ وَجَاءَ إِلى‏ جَانِبٍ مِنْ جَوَانِبِ الْمَسْجِدِ ، فَإِذَا حَلْقَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَجَلَسَ إِلَيْهِمْ ، فَرَآهُمْ يَشْتِمُونَ النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله كَمَا قَالَ الذِّئْبُ ، فَمَا زَالُوا فِي ذلِكَ مِنْ ذِكْرِ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله وَالشَّتْمِ لَهُ حَتّى‏ جَاءَ أَبُو طَالِبٍ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ ، فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : كُفُّوا فَقَدْ جَاءَ عَمُّهُ .
قَالَ : فَكَفُّوا ، فَمَا زَالَ يُحَدِّثُهُمْ وَيُكَلِّمُهُمْ حَتّى‏ كَانَ آخِرُ النَّهَارِ ، ثُمَّ قَامَ وَقُمْتُ عَلى‏ أَثَرِهِ ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ‏۶ : اذْكُرْ حَاجَتَكَ ، فَقُلْتُ : هذَا النَّبِيُّ الْمَبْعُوثُ فِيكُمْ؟ قَالَ : وَمَا تَصْنَعُ بِهِ؟ قُلْتُ : أُومِنُ بِهِ وَأُصَدِّقُهُ وَأَعْرِضُ عَلَيْهِ نَفْسِي ، وَلَايَأْمُرُنِي بِشَيْ‏ءٍ إِلَّا أَطَعْتُهُ ، فَقَالَ : وَتَفْعَلُ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ :

1.آل عمران (۳): ۱۸۱.

2.لم نعثر عليه في الكشّاف.

3.في بعض نسخ الكافي والوافي: + «فمشى».

4.في كلتا الطبعتين: «لبن».

5.في بعض نسخ الكافي: «أخبرني».

6.في بعض نسخ الكافي: «وقال».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 69481
صفحه از 568
پرینت  ارسال به