(إلّا سيجد من يبايعه).
قيل: السين هنا لمجرّد التأكيد، كما صرّح به صاحب الكشّاف في قوله تعالى: «سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا»۱.۲
متن الحديث السادس والخمسين والأربعمائة
(حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)
۰.أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَلَمَةَ اللُّؤْلُؤِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :«أَ لَا أُخْبِرُكُمْ كَيْفَ كَانَ إِسْلَامُ سَلْمَانَ وَأَبِي ذَرٍّ؟».
فَقَالَ الرَّجُلُ - وَأَخْطَأَ - : أَمَّا إِسْلَامُ سَلْمَانَ فَقَدْ عَرَفْتُهُ ، فَأَخْبِرْنِي بِإِسْلَامِ أَبِي ذَرٍّ .
فَقَالَ : «إِنَّ أَبَا ذَرٍّ كَانَ فِي بَطْنِ مَرٍّ يَرْعى غَنَماً لَهُ ، فَأَتى ذِئْبٌ عَنْ يَمِينِ غَنَمِهِ ، فَهَشَّ بِعَصَاهُ عَلَى الذِّئْبِ ، فَجَاءَ الذِّئْبُ عَنْ شِمَالِهِ ، فَهَشَّ عَلَيْهِ أَبُو ذَرٍّ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ أَبُو ذَرٍّ : مَا رَأَيْتُ ذِئْباً أَخْبَثَ مِنْكَ وَلَا شَرّاً ، فَقَالَ لَهُ الذِّئْبُ : شَرٌّ - وَاللَّهِ - مِنِّي أَهْلُ مَكَّةَ ؛ بَعَثَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلَيْهِمْ نَبِيّاً ، فَكَذَّبُوهُ وَشَتَمُوهُ ، فَوَقَعَ فِي أُذُنِ أَبِي ذَرٍّ ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ : هَلُمِّي مِزْوَدِي وَإِدَاوَتِي وَعَصَايَ ، ثُمَّ خَرَجَ عَلى رِجْلَيْهِ يُرِيدُ مَكَّةَ لِيَعْلَمَ خَبَرَ الذِّئْبِ وَمَا أَتَاهُ بِهِ۳ حَتّى بَلَغَ مَكَّةَ ، فَدَخَلَهَا فِي سَاعَةٍ حَارَّةٍ وَقَدْ تَعِبَ وَنَصِبَ ، فَأَتى زَمْزَمَ وَقَدْ عَطِشَ ، فَاغْتَرَفَ دَلْواً فَخَرَجَ لَبَناً۴ ، فَقَالَ فِي نَفْسِهِ : هذَا وَاللَّهِ يَدُلُّنِي عَلى [أَنَ] مَا خَبَّرَنِي۵ الذِّئْبُ وَمَا جِئْتُ لَهُ حَقٌّ ، فَشَرِبَ وَجَاءَ إِلى جَانِبٍ مِنْ جَوَانِبِ الْمَسْجِدِ ، فَإِذَا حَلْقَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَجَلَسَ إِلَيْهِمْ ، فَرَآهُمْ يَشْتِمُونَ النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله كَمَا قَالَ الذِّئْبُ ، فَمَا زَالُوا فِي ذلِكَ مِنْ ذِكْرِ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله وَالشَّتْمِ لَهُ حَتّى جَاءَ أَبُو طَالِبٍ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ ، فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : كُفُّوا فَقَدْ جَاءَ عَمُّهُ .
قَالَ : فَكَفُّوا ، فَمَا زَالَ يُحَدِّثُهُمْ وَيُكَلِّمُهُمْ حَتّى كَانَ آخِرُ النَّهَارِ ، ثُمَّ قَامَ وَقُمْتُ عَلى أَثَرِهِ ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ۶ : اذْكُرْ حَاجَتَكَ ، فَقُلْتُ : هذَا النَّبِيُّ الْمَبْعُوثُ فِيكُمْ؟ قَالَ : وَمَا تَصْنَعُ بِهِ؟ قُلْتُ : أُومِنُ بِهِ وَأُصَدِّقُهُ وَأَعْرِضُ عَلَيْهِ نَفْسِي ، وَلَايَأْمُرُنِي بِشَيْءٍ إِلَّا أَطَعْتُهُ ، فَقَالَ : وَتَفْعَلُ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ :
1.آل عمران (۳): ۱۸۱.
2.لم نعثر عليه في الكشّاف.
3.في بعض نسخ الكافي والوافي: + «فمشى».
4.في كلتا الطبعتين: «لبن».
5.في بعض نسخ الكافي: «أخبرني».
6.في بعض نسخ الكافي: «وقال».