77
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ : «سِيرُوا الْبَرْدَيْنِ».
قُلْتُ : إِنَّا نَتَخَوَّفُ‏1 الْهَوَامَّ .
فَقَالَ : «إِنْ أَصَابَكُمْ شَيْ‏ءٌ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ، مَعَ أَنَّكُمْ مَضْمُونُونَ» .

شرح‏

السند مجهول، ويمكن عدّه في الحسان.
قوله: (سيروا البردين).
قال الجوهري: «البردان: الغداة، والعشي، ويُقال: ظلّاهما وكذلك الأبردان».۲(قلت: إنّا نتخوّف الهوامّ).
قال الجوهري: «تخوّفت عليه الشي‏ء، أي خفت».۳
وقال: «الهامّة - بالتشديد - واحدة الهوامّ، ولا يقع هذا الاسم إلّا على المخوف من الأحناش».۴
وفي القاموس: «الحنش - محرّكة - : الحيّة، وحشرات الأرض، أو ما أشبه رأسه رأس الحيّات، الجمع: أحناش».۵
أقول: يحتمل كون الهوام هنا بتشديد الواو وتخفيف الميم.
قال الفيروزآبادي: «الهوام - كشدّاد - : الأسد».۶(فقال: إن أصابكم شي‏ء) من أذيّة الهوام وغيرها (فهو خيرٌ لكم) مع أنّكم مأجورون في ذلك.
وقيل في توجيه قوله عليه السلام: (مع أنّكم مضمونون): يعني أنتم معشر الشيعة ضمن اللَّه لكم حفظكم، أي غالباً، أو مع التوكّل والتفويض العامّ.۷
وقيل: لمّا أظهر السائل الخوف عن الهوامّ في البردين أجاب عليه السلام بأنّ المصاب مأجور،

1.هكذا في النسخة ومعظم نسخ الكافي. وفي كلتا الطبعتين: + «من».

2.الصحاح، ج ۲، ص ۴۴۶ (برد) مع اختلاف في اللفظ.

3.الصحاح، ج ۴، ص ۱۳۵۹ (خوف).

4.الصحاح، ج ۵، ص ۲۰۶۲ (همم).

5.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۲۷۰ (حنش) مع التلخيص.

6.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۱۹۲ (هوم).

7.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۴۱۴.


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
76

وإقامة القيامة.
وقيل: إنّ الاُمّة المعدودة هم أصحاب المهدي عليه السلام في آخر الزمان ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً كعدّة أهل بدر، يجتمعون في ساعةٍ واحدة، كما يجتمع قزع الخريف، وهي المروي عن أبي جعفر عليه السلام وأبي عبد اللَّه عليه السلام، انتهى.۱
وقال البيضاوي [في‏] تفسير هذه الآية:
«وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمْ الْعَذَابَ» الموعود «إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ»: إلى جماعة من الأوقات قليلة «لَيَقُولُنَّ» استهزاء «مَا يَحْبِسُهُ»: ما يمنعه من الوقوع «أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ» كيوم بدر «لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ»: ليس العذاب مدفوعاً عنهم.
و«يوم» منصوب بخبر «ليس» مقدّم عليه، وهو دليل على جواز تقديم خبرها عليها.
«وَحَاقَ بِهِمْ»: وأحاط بهم، وضع الماضي موضع المستقبل تحقيقاً ومبالغةً في التهديد. «مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون» أي العذاب الذي كانوا [به‏] يستعجلون، فوضع «يستهزؤن» موضع يستعجلون؛ لأنّ استعجالهم كان استهزاء، انتهى.۲
وقوله عليه السلام: (قزع) بالرفع على الظاهر، على أنّه خبر مبتدأ محذوف؛ أي هم قزع، ويحتمل كونه خبراً آخر لقوله: «وهم واللَّه».
(كقزع الخريف).
قال الفيروزآبادي: «[القزع‏] محرّكة: قطع من السحاب، الواحدة بهاء».۳
وقال صاحب النهاية:
في حديث عليّ عليه السلام: «فيجتمعون إليه كما تجتمع قزع الخريف» أي قطع السحاب المتفرّقة، وإنّما خصّ الخريف؛ لأنّه أوّل الشتاء، والسحاب يكون فيه متفرّقاً غير متراكم ولا مطبق، ثمّ يجتمع بعضه إلى بعض بعد ذلك.۴

متن الحديث السابع والثمانين والأربعمائة

1.مجمع البيان، ج ۵، ص ۲۴۶ مع التلخيص.

2.تفسير البيضاوي، ج ۳، ص ۲۲۳.

3.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۶۸ (قزع).

4.النهاية، ج ۴، ص ۵۹ (قزع).

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 69658
صفحه از 568
پرینت  ارسال به