سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ : «سِيرُوا الْبَرْدَيْنِ».
قُلْتُ : إِنَّا نَتَخَوَّفُ1 الْهَوَامَّ .
فَقَالَ : «إِنْ أَصَابَكُمْ شَيْءٌ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ، مَعَ أَنَّكُمْ مَضْمُونُونَ» .
شرح
السند مجهول، ويمكن عدّه في الحسان.
قوله: (سيروا البردين).
قال الجوهري: «البردان: الغداة، والعشي، ويُقال: ظلّاهما وكذلك الأبردان».۲(قلت: إنّا نتخوّف الهوامّ).
قال الجوهري: «تخوّفت عليه الشيء، أي خفت».۳
وقال: «الهامّة - بالتشديد - واحدة الهوامّ، ولا يقع هذا الاسم إلّا على المخوف من الأحناش».۴
وفي القاموس: «الحنش - محرّكة - : الحيّة، وحشرات الأرض، أو ما أشبه رأسه رأس الحيّات، الجمع: أحناش».۵
أقول: يحتمل كون الهوام هنا بتشديد الواو وتخفيف الميم.
قال الفيروزآبادي: «الهوام - كشدّاد - : الأسد».۶(فقال: إن أصابكم شيء) من أذيّة الهوام وغيرها (فهو خيرٌ لكم) مع أنّكم مأجورون في ذلك.
وقيل في توجيه قوله عليه السلام: (مع أنّكم مضمونون): يعني أنتم معشر الشيعة ضمن اللَّه لكم حفظكم، أي غالباً، أو مع التوكّل والتفويض العامّ.۷
وقيل: لمّا أظهر السائل الخوف عن الهوامّ في البردين أجاب عليه السلام بأنّ المصاب مأجور،
1.هكذا في النسخة ومعظم نسخ الكافي. وفي كلتا الطبعتين: + «من».
2.الصحاح، ج ۲، ص ۴۴۶ (برد) مع اختلاف في اللفظ.
3.الصحاح، ج ۴، ص ۱۳۵۹ (خوف).
4.الصحاح، ج ۵، ص ۲۰۶۲ (همم).
5.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۲۷۰ (حنش) مع التلخيص.
6.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۱۹۲ (هوم).
7.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۴۱۴.