71
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

لتوقّدها صوت».۱
وقال: «شهق - كمنع وضرب وسمع - شهيقاً: تردّد البكاء في صدره. وشهيق الحمار: نهاقه».۲
وقال الجوهري: «شهيق الحمار: آخر صوته. وزفيره: أوّله، ويُقال: الشهيق: ردّ النَفَس. والزفير: إخراجه».۳(فلولا أنّ اللَّه - عزّ وجلّ - أخّرها إلى الحساب).
الضمير لجهنّم، ولعلّ المراد أنّه لولا أنّه تعالى أخّر أمرها من الإحراق والإهلاك إلى أن ينقضي محاسبة أهل العرصات.
(لأهلكت الجميع) أي جميع أهل المحشر.
(ثمّ يخرج منها عنق) إلى قوله: (يا ربّ اُمّتي اُمّتي).
قال الفيروزآبادي: «العنق - بالضمّ وبضمّتين، وكأمير، وصُرَد - : الجيد، ويؤنّث، والجماعة من الناس. ومن الخبز: القطعة منه».۴
وقال الجزري: «فيه: يخرج عنق من النار. أي طائفة منها».۵
وقوله: (نفسي نفسي) منصوب بتقدير الناصب، أي أنج، أو خلّص، أو نحوهما، ويحتمل رفعه بتقدير الخبر أو المبتدأ، وكذا قوله: (اُمّتي اُمّتي) والتكرير فيهما للمبالغة.
(ثمّ يوضع عليها) أي على جهنّم.
(صراط أدقّ من الشعر، وأحدّ من السيف).
في القاموس: «الصراط - بالكسر - : الطريق، وجسر ممدود على متن جهنّم منعوت في الحديث الصحيح».۶
أقول: اتّفق المسلمون على حمله على الظاهر من غير تأويل. وقيل: ظاهر قوله «ثمّ وضع» أنّه يخلق في الوقت الموعود، ويحتمل كونه مخلوقاً مع جهنّم، والوضع كناية عن

1.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۳۹ (زفر) مع التلخيص.

2.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۲۵۲ (شهق) مع التلخيص.

3.الصحاح، ج ۴، ص ۱۵۰۵ (شهق) مع التلخيص.

4.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۲۶۹ (عنق) مع التلخيص.

5.النهاية، ج ۳، ص ۳۱۰ (عنق).

6.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۳۷۰ (صراط).


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
70

الصِّرَاطِ ، فَمُتَعَلِّقٌ تَزِلُّ قَدَمُهُ ، وَتَثْبُتُ قَدَمُهُ وَالْمَلَائِكَةُ حَوْلَهَا يُنَادُونَ : يَا حَلِيمُ يَا كَرِيمُ‏۱ ، اعْفُ وَاصْفَحْ ، وَعُدْ بِفَضْلِكَ وَسَلِّمْ ، وَالنَّاسُ يَتَهَافَتُونَ فِيهَا كَالْفَرَاشِ ، فَإِذَا نَجَا نَاجٍ بِرَحْمَةِ اللَّهِ - تَبَارَكَ وَتَعَالى‏ - نَظَرَ إِلَيْهَا ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانِي مِنْكِ بَعْدَ يَأْسٍ بِفَضْلِهِ وَمَنِّهِ ، إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ» .

شرح‏

السند ضعيف.
(إذا وقف الخلائق).
المستتر في «وقف» عائد إلى اللَّه، و«الخلائق» بالنصب على المفعوليّة.
قال الجوهري: «يُقال: وقفت الدابّة يقف وقوفاً ووقفتها أنا وقفاً، يتعدّى ولا يتعدّى»۲ وكذا قوله عليه السلام: (وجمع الأوّلين والآخرين).
وقوله: (اُتي بجهنّم) - على البناء للمفعول - جواب «إذا»، واحتمال كونه بصيغة المعلوم بعيد.
(تُقاد بألف زِمام) بالكسر.
قال الجوهري: «الزِمام: الخيط الذي يشدّ في البُرَة، أو في الخشاش، ثمّ يشدّ في طرفه المقود، وقد يسمّى المِقْود زماماً».۳(ولها هدّة وتحطّم).
قال الجوهري: «هدّ البناء يهدّه هدّاً: كسره. والهدّة: صوت وقع الحائط ونحوه».۴
وفي القاموس: «الحطم: الكسر، أو خاصّ باليابس. حطمه [يحطمه‏] وحطّمه [فانحطم ]وتحطّم. تحطّم غيظاً: تلظّى».۵(وزفير وشهيق).
قال الفيروزآبادي: «زفر يزفِر زفراً وزفيراً: أخرج نفسه بعد مدّة إيّاه. والنار: سُمِعَ

1.في الطبعة القديمة: «يا كريم يا حليم».

2.الصحاح، ج ۴، ص ۱۴۴۰ (وقف).

3.الصحاح، ج ۵، ص ۱۹۴۴ (زمم).

4.الصحاح، ج ۲، ص ۵۵۵ (هدد) مع التلخيص.

5.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۹۷ و ۹۸ (حطم) مع التلخيص.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 69655
صفحه از 568
پرینت  ارسال به