يشملهم أيضاً لكن على وجه كما ستعرفه.
(فقال قتادة: ذاك من خرج من بيته) إلى قوله عليه السلام: (فيها اجتياحه).
الكرا - بالكسر والقصر - : أجر المستأجر. وبالمدّ: مصدر كاريته مكاراة، وكِراءٌ.
قال في القاموس: «الجوح: الإهلاك، والاستئصال، كالإجاحة والاجتياح».۱(فقال أبو جعفر عليه السلام: ويحك يا قتادة، إن كنت إنّما فسّرت القرآن من تلقاء نفسك، فقد هلكت وأهلكت)؛ صريح في عدم جواز تفسير القرآن بالرأي مطلقاً، ويدلّ عليه أخبار اُخر، والأكثرون حملها على المتشابهات.
(يهوانا قلبه).
قال الجوهري: «هوى - بالكسر - يهوى هوى، أي أحبّ. الأصمعي: هوى - بالفتح - [يهوي] هويّاً، أي سقط إلى أسفل، قال: وكذلك الهُويّ [في السير] إذا مضى».۲(كما قال اللَّه عزّ وجلّ: و«اجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ».
في سورة إبراهيم: «فَاجْعَلْ» بالفاء. قال البيضاوي:
أي أفئدة من أفئدة الناس، و«من» للتبعيض، ولذلك [قيل:] لو قال: أفئدة الناس لازدحمت عليهم فارس والروم ولحجّت اليهود والنصارى، أو للابتداء كقولك: القلب منّي سقيم [أي أفئدة] ناس. «تَهْوِي إِلَيْهِمْ»: تسرع إليهم شوقاً ووداداً. وقرئ: «تهوى» على البناء للمفعول، من أهوى إليه غيره، وتهوى من هوى يهوى: إذا أحبّ، وتعديته ب«إلى» لتضمّن معنى النزوع، انتهى.۳
أقول: قوله عليه السلام سابقاً «يهوانا قلبه» يُشعر بالقراءة الأخيرة، وقوله فيما بعد: (هوانا قلبه)يومي بالقراءة الاُولى، فتأمّل.
(ولم يعن البيت فيقول: إليه).
العناية: الإرادة. يُقال: عنيت بالقول كذا، أعنيه به، يعني أنّ إبراهيم عليه السلام لم يرد بقوله «تهوى إليهم» البيت، بأن يكون المراد ميل القلوب ونزوعها إلى البيت، وإلّا لقال: «إليه» بدل «إليهم»، بل أراد أن يجعل اللَّه ذرّيّته الذين أسكنهم عند بيت اللَّه المحرّم أنبياء وأوصياء وأئمّة
1.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۲۱۹ (جوح) مع التلخيص.
2.الصحاح، ج ۶، ص ۲۵۳۷ (هوى).
3.تفسير البيضاوي، ج ۳، ص ۳۵۲.