وَكَتَبُوا إِلى إِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ بِفَدَكَ وَخَيْبَرَ : أَنَّا قَدْ أَصَبْنَا الْمَوْضِعَ ، فَهَلُمُّوا إِلَيْنَا ، فَكَتَبُوا إِلَيْهِمْ : أَنَّا قَدِ اسْتَقَرَّتْ بِنَا الدَّارُ ، وَاتَّخَذْنَا الْأَمْوَالَ ، وَمَا أَقْرَبَنَا مِنْكُمْ ، فَإِذَا كَانَ ذلِكَ فَمَا أَسْرَعَنَا إِلَيْكُمْ ، فَاتَّخَذُوا بِأَرْضِ الْمَدِينَةِ الْأَمْوَالَ ، فَلَمَّا كَثُرَتْ أَمْوَالُهُمْ بَلَغَ تُبَّعَ ، فَغَزَاهُمْ فَتَحَصَّنُوا مِنْهُ ، فَحَاصَرَهُمْ وَكَانُوا يَرِقُّونَ لِضُعَفَاءِ أَصْحَابِ تُبَّعٍ ، فَيُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِاللَّيْلِ التَّمْرَ وَالشَّعِيرَ ، فَبَلَغَ ذلِكَ تُبَّعَ ، فَرَقَّ لَهُمْ وَآمَنَهُمْ فَنَزَلُوا إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُمْ : إِنِّي قَدِ اسْتَطَبْتُ بِلَادَكُمْ ، وَلَا أَرَانِي إِلَّا مُقِيماً فِيكُمْ ، فَقَالُوا لَهُ۱ : إِنَّهُ لَيْسَ ذَاكَ لَكَ۲ ، إِنَّهَا مُهَاجَرُ نَبِيٍّ ، وَلَيْسَ ذلِكَ لِأَحَدٍ حَتّى يَكُونَ ذلِكَ ، فَقَالَ لَهُمْ : إِنِّي۳ مُخَلِّفٌ فِيكُمْ مِنْ أُسْرَتِي مَنْ إِذَا كَانَ ذلِكَ سَاعَدَهُ وَنَصَرَهُ ، فَخَلَّفَ حَيَّيْنِ : الْأَوْسَ وَالْخَزْرَجَ ، فَلَمَّا كَثُرُوا بِهَا۴ كَانُوا يَتَنَاوَلُونَ أَمْوَالَ الْيَهُودِ ، وَكَانَتِ الْيَهُودُ تَقُولُ لَهُمْ : أَمَا لَوْ قَدْ بُعِثَ مُحَمَّدٌ لَيُخْرِجَنَّكُمْ۵ مِنْ دِيَارِنَا وَأَمْوَالِنَا ، فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مُحَمَّداً صلى اللَّه عليه وآله آمَنَتْ بِهِ الْأَنْصَارُ ، وَكَفَرَتْ بِهِ الْيَهُودُ ، وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : «وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ»۶» .
شرح
السند موثّق.
قوله: «وَكانُوا» أي اليهود.
«مِنْ قَبْلُ» أي قبل بعثة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله.
«يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا».
قال البيضاوي:
أي يستنصرون على المشركين، ويقولون: اللَّهُمَّ انصرنا بنبيّ آخر الزمان المنعوت في التوراة، أو يفتحون عليهم ويعرّفونهم أنّ نبيّاً يُبعث منهم، وقد اقترب۷ زمانه،
1.البقرة (۲): ۸۹.
2.في بعض نسخ الكافي: - «له».
3.في بعض نسخ الكافي: «ذلك». وفي بعضها: «إنّ ذلك ليس» بدل «إنّه ليس ذلك».
4.في بعض نسخ الكافي: «فإنّي». وفي الوافي: «فإنّني».
5.في بعض نسخ الكافي: «فيها». وفي بعضها: - «بها».
6.في بعض نسخ الكافي: «لنخرجنّكم».
7.في المصدر: «قرب».