59
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

وَكَتَبُوا إِلى‏ إِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ بِفَدَكَ وَخَيْبَرَ : أَنَّا قَدْ أَصَبْنَا الْمَوْضِعَ ، فَهَلُمُّوا إِلَيْنَا ، فَكَتَبُوا إِلَيْهِمْ : أَنَّا قَدِ اسْتَقَرَّتْ بِنَا الدَّارُ ، وَاتَّخَذْنَا الْأَمْوَالَ ، وَمَا أَقْرَبَنَا مِنْكُمْ ، فَإِذَا كَانَ ذلِكَ فَمَا أَسْرَعَنَا إِلَيْكُمْ ، فَاتَّخَذُوا بِأَرْضِ الْمَدِينَةِ الْأَمْوَالَ ، فَلَمَّا كَثُرَتْ أَمْوَالُهُمْ بَلَغَ تُبَّعَ ، فَغَزَاهُمْ فَتَحَصَّنُوا مِنْهُ ، فَحَاصَرَهُمْ وَكَانُوا يَرِقُّونَ لِضُعَفَاءِ أَصْحَابِ تُبَّعٍ ، فَيُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِاللَّيْلِ التَّمْرَ وَالشَّعِيرَ ، فَبَلَغَ ذلِكَ تُبَّعَ ، فَرَقَّ لَهُمْ وَآمَنَهُمْ فَنَزَلُوا إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُمْ : إِنِّي قَدِ اسْتَطَبْتُ بِلَادَكُمْ ، وَلَا أَرَانِي إِلَّا مُقِيماً فِيكُمْ ، فَقَالُوا لَهُ‏۱ : إِنَّهُ لَيْسَ ذَاكَ لَكَ‏۲ ، إِنَّهَا مُهَاجَرُ نَبِيٍّ ، وَلَيْسَ ذلِكَ لِأَحَدٍ حَتّى‏ يَكُونَ ذلِكَ ، فَقَالَ لَهُمْ : إِنِّي‏۳ مُخَلِّفٌ فِيكُمْ مِنْ أُسْرَتِي مَنْ إِذَا كَانَ ذلِكَ سَاعَدَهُ وَنَصَرَهُ ، فَخَلَّفَ حَيَّيْنِ : الْأَوْسَ وَالْخَزْرَجَ ، فَلَمَّا كَثُرُوا بِهَا۴ كَانُوا يَتَنَاوَلُونَ أَمْوَالَ الْيَهُودِ ، وَكَانَتِ الْيَهُودُ تَقُولُ لَهُمْ : أَمَا لَوْ قَدْ بُعِثَ مُحَمَّدٌ لَيُخْرِجَنَّكُمْ‏۵ مِنْ دِيَارِنَا وَأَمْوَالِنَا ، فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مُحَمَّداً صلى اللَّه عليه وآله آمَنَتْ بِهِ الْأَنْصَارُ ، وَكَفَرَتْ بِهِ الْيَهُودُ ، وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : «وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ»۶» .

شرح‏

السند موثّق.
قوله: «وَكانُوا» أي اليهود.
«مِنْ قَبْلُ» أي قبل بعثة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله.
«يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا».
قال البيضاوي:
أي يستنصرون على المشركين، ويقولون: اللَّهُمَّ انصرنا بنبيّ آخر الزمان المنعوت في التوراة، أو يفتحون عليهم ويعرّفونهم أنّ نبيّاً يُبعث منهم، وقد اقترب‏۷ زمانه،

1.البقرة (۲): ۸۹.

2.في بعض نسخ الكافي: - «له».

3.في بعض نسخ الكافي: «ذلك». وفي بعضها: «إنّ ذلك ليس» بدل «إنّه ليس ذلك».

4.في بعض نسخ الكافي: «فإنّي». وفي الوافي: «فإنّني».

5.في بعض نسخ الكافي: «فيها». وفي بعضها: - «بها».

6.في بعض نسخ الكافي: «لنخرجنّكم».

7.في المصدر: «قرب».


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
58

منها الماء».۱
وقال الفيروزآبادي: «عاره يعوره ويعيره: أخذه، وذهب به، أو أتلفه».۲
وفي بعض النسخ: «يغور» بالغين المعجمة، من التغوير، وأصله الإتيان بالغور، وهو قعر الشي‏ء والأرض المطمئن، وذهاب الماء في الأرض، والمراد هنا إذهابه وإعدامه عن وجهها، وكأنّه على الحذف والإيصال.
(فإنّك من نسل اُولئك).
قيل: أي من نسل أضرابهم وأشباههم من الأنبياء؛ أي هكذا كان فعال الأنبياء، وأنت من نسل الأنبياء، فينبغي أن يكون فعالك كفعالهم؛ إذ لم يكن من نسل هؤلاء الأنبياء بأعيانهم، لأنّه كان من ولد إسماعيل.۳

متن الحديث الثمانين والأربعمائة

۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ زُرْعَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ :«وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا»۴فَقَالَ :
«كَانَتِ الْيَهُودُ تَجِدُ فِي كُتُبِهَا أَنَّ مُهَاجَرَ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله مَا بَيْنَ عَيْرٍ وَأُحُدٍ ، فَخَرَجُوا يَطْلُبُونَ الْمَوْضِعَ ، فَمَرُّوا بِجَبَلٍ يُسَمّى‏ حَدَاد۵ ، فَقَالُوا : حَدَادٌ وَأُحُدٌ سَوَاءٌ ، فَتَفَرَّقُوا عِنْدَهُ ، فَنَزَلَ بَعْضُهُمْ بِتَيْمَاءَ ، وَبَعْضُهُمْ بِفَدَكَ ، وَبَعْضُهُمْ بِخَيْبَرَ ، فَاشْتَاقَ الَّذِينَ بِتَيْمَاءَ إِلى‏ بَعْضِ إِخْوَانِهِمْ ، فَمَرَّ بِهِمْ أَعْرَابِيٌّ مِنْ قَيْسٍ فَتَكَارَوْا مِنْهُ ، وَقَالَ لَهُمْ : أَمُرُّ بِكُمْ مَا بَيْنَ عَيْرٍ وَأُحُدٍ ، فَقَالُوا لَهُ : إِذَا مَرَرْتَ بِهِمَا فَآذِنَّا۶ بِهِمَا ، فَلَمَّا تَوَسَّطَ بِهِمْ أَرْضَ الْمَدِينَةِ قَالَ لَهُمْ : ذَاكَ عَيْرٌ وَهذَا أُحُدٌ ، فَنَزَلُوا عَنْ ظَهْرِ إِبِلِهِ ، وَقَالُوا : قَدْ أَصَبْنَا بُغْيَتَنَا ، فَلَا حَاجَةَ لَنَا فِي إِبِلِكَ ، فَاذْهَبْ حَيْثُ شِئْتَ .

1.النهاية، ج ۳، ص ۳۱۹ (عور).

2.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۹۷ (عور).

3.ذهب إليه العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۴۰۳.

4.البقرة (۲): ۸۹.

5.في كلتا الطبعتين وجميع النسخ التي قوبلت في الطبعة الجديدة: «حداداً».

6.في الطبعة القديمة: «آذنّا» بدون الفاء.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 69497
صفحه از 568
پرینت  ارسال به