سَمِعْتُ الرِّضَا عليه السلام بِخُرَاسَانَ وَهُوَ يَقُولُ : «إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ وَرِثْنَا الْعَفْوَ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ، وَوَرِثْنَا الشُّكْرَ مِنْ آلِ دَاوُدَ».
وَزَعَمَ أَنَّهُ كَانَ كَلِمَةً أُخْرى وَنَسِيَهَا مُحَمَّدٌ ، فَقُلْتُ لَهُ : لَعَلَّهُ قَالَ1 : وَوَرِثْنَا الصَّبْرَ مِنْ آلِ أَيُّوبَ؟ فَقَالَ : يَنْبَغِي .
قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَسْبَاطٍ : وَإِنَّمَا قُلْتُ ذلِكَ لِأَنِّي سَمِعْتُ يَعْقُوبَ بْنَ يَقْطِينٍ يُحَدِّثُ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ ، قَالَ : لَمَّا قَدِمَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ الْمَدِينَةَ سَنَةَ قَتْلِ مُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ ابْنَيْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ ، الْتَفَتَ إِلى عَمِّهِ عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ ، فَقَالَ لَهُ : يَا أَبَا الْعَبَّاسِ ، إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ رَأى أَنْ يَعْضِدَ شَجَرَ الْمَدِينَةِ ، وَأَنْ يُعَوِّرَ2 عُيُونَهَا ، وَأَنْ يَجْعَلَ أَعْلَاهَا أَسْفَلَهَا ، فَقَالَ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، هذَا ابْنُ عَمِّكَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ بِالْحَضْرَةِ، فَابْعَثْ إِلَيْهِ فَسَلْهُ3 عَنْ هذَا الرَّأْيِ ، قَالَ : فَبَعَثَ إِلَيْهِ ، فَأَعْلَمَهُ عِيسى، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ : «يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ دَاوُدَ عليه السلام أُعْطِيَ فَشَكَرَ ، وَإِنَّ أَيُّوبَ عليه السلام ابْتُلِيَ فَصَبَرَ ، وَإِنَّ يُوسُفَ عليه السلام عَفَا بَعْدَ مَا قَدَرَ، فَاعْفُ ؛ فَإِنَّكَ مِنْ نَسْلِ أُولئِكَ» .
شرح
السند ضعيف.
قوله: (التفت إلى عمّه عيسى بن علي).
المستتر في «التفت» والبارز في «عمّه» لأبي جعفر المنصور.
(فقال له: يا أبا العبّاس، إنّ أمير المؤمنين)؛ أراد نفسه الخبيثة.
(قد رأى) أي تعلّق رأيه.
(أن يعضد شجر المدينة).
قال الجوهري: «عضدت الشجر أعضده - بالكسر - أي قطعته بالمعضد».۴(وأن يعوّر) بالعين المهملة (عيونها).
قال الجزري: «عوّرت الركيّة وأعرتها وعُرتها: إذا طممتها، وسددت أعينها التي ينبع
1.في كثير من نسخ الكافي: - «قال».
2.في بعض نسخ الكافي: «أن تغوّر». وفي بعضها: «أن تعوّر».
3.في بعض نسخ الكافي: «فسأله». وفي الوافي: «فاسأله».
4.الصحاح، ج ۲، ص ۵۰۹ (عضد).