55
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

في القاموس: «الترعة - بالضم - : الباب، والدرجة، والروضة في مكان مرتفع، ومقام الشاربة على الحوض، والمرقاة من المنبر، وفوهة الجدول».۱
وفي النهاية:
فيه: [إنّ‏] منبري على ترعة من ترع الجنّة. الترعة في الأصل: الروضة على المكان المرتفع خاصّة، فإذا كانت في المطمئن فهي روضة. وقيل: الترعة: الدرجة. وقيل: الباب.۲
أقول: لعلّه صلى اللَّه عليه وآله مخاطباً لقوم كان أبو ذرّ رحمة اللَّه عليه فيهم، وإنّما ذكر أبو ذرّ هذا الحديث في هذا المقام لتأييد كلام الرجل، وأراد بالسلطان عثمان بن عفّان.
وقيل: في هذا الحديث دلالة على أنّه ليس على خواصّ الشيعة حساب، وعليه روايات اُخر مرَّ ذكر بعضها.۳

متن الحديث الثامن والسبعين والأربعمائة

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :
«قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَبْقى‏ مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا رَسْمُهُ ، وَمِنَ الْإِسْلَامِ إِلَّا اسْمُهُ ، يُسَمَّوْنَ بِهِ وَهُمْ أَبْعَدُ النَّاسِ مِنْهُ ، مَسَاجِدُهُمْ عَامِرَةٌ وَهِيَ خَرَابٌ مِنَ الْهُدى‏ ، فُقَهَاءُ ذلِكَ الزَّمَانِ شَرُّ فُقَهَاءَ تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ ، مِنْهُمْ خَرَجَتِ الْفِتْنَةُ وَإِلَيْهِمْ تَعُودُ» .

شرح‏

السند ضعيف.
قوله: (لا يبقى من القرآن إلّا رسمه).
في القاموس: «الرسم: الأثر، أو بقيّته، أو ما لا شخص له من الآثار».۴

1.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۹ (ترع) مع التلخيص.

2.النهاية، ج ۱، ص ۱۸۷ (ترع) مع التلخيص.

3.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۲۴.

4.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۱۲۰ (رسم) مع التلخيص.


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
54

(أصلح اللَّه علانيته) أي ظاهره. يُقال: علن الأمر - كنصر وضرب وكرم وفرح - علناً وعلانية، أي ظهر. وعلنته وبه: أظهرته.
قيل: إصلاح السريرة - وهو تنزيه القلب عن الرذائل، وتزيينه بالفضائل، وربطه بالعقائد الحقّة، يوجب صلاح الظاهر؛ لأنّ الظاهر تابع للباطن، ولو صدر منه ما لا ينبغي نادراً، أو مال إليه، أصلح اللَّه له بالعفو والتفضّل، ووفّقه للصرف عنه.۱(ومن أصلح فيما بينه وبين اللَّه) بامتثال أوامره، والانزجار عن زواجره، والتأدّب بآدابه.
(أصلح اللَّه - تبارك وتعالى - فيما بينه وبين الناس) بصرف قلوبهم إليه بالمودّة والمحبّة والإتيان بما فيه صلاح حاله.
ولعلّ الغرض من نقل مكاتبتهم هو الحثّ على الاتّعاظ بموعظتهم، والتأسّي بسنّتهم.

متن الحديث السابع والسبعين والأربعمائة

۰.الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :
«كَانَ رَجُلٌ بِالْمَدِينَةِ يَدْخُلُ مَسْجِدَ الرَّسُولِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ آنِسْ وَحْشَتِي ، وَصِلْ وَحْدَتِي ، وَارْزُقْنِي جَلِيساً صَالِحاً ، فَإِذَا [هُوَ] بِرَجُلٍ فِي أَقْصَى الْمَسْجِدِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، وَقَالَ لَهُ : مَنْ أَنْتَ يَا عَبْدَ اللَّهِ؟ فَقَالَ : أَنَا أَبُو ذَرٍّ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ : [وَ] لِمَ تُكَبِّرُ يَا عَبْدَ اللَّهِ؟ فَقَالَ : إِنِّي دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَدَعَوْتُ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - أَنْ يُؤْنِسَ وَحْشَتِي ، وَأَنْ يَصِلَ وَحْدَتِي ، وَ أَنْ يَرْزُقَنِي جَلِيساً صَالِحاً ، فَقَالَ لَهُ أَبُو ذَرٍّ : أَنَا أَحَقُّ بِالتَّكْبِيرِ مِنْكَ إِذْ۲ كُنْتُ ذلِكَ الْجَلِيسَ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يَقُولُ : أَنَا وَأَنْتُمْ عَلى‏ تُرْعَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتّى‏ يَفْرُغَ النَّاسُ مِنَ الْحِسَابِ ، قُمْ يَا عَبْدَ اللَّهِ ، فَقَدْ نَهَى السُّلْطَانُ عَنْ مُجَالَسَتِي» .

شرح‏

السند ضعيف.
قوله: (أنا وأنتم على ترعة يوم القيامة) إلى آخره.

1.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۳۳.

2.في كلتا الطبعتين: «إذا».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 69687
صفحه از 568
پرینت  ارسال به