425
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

طالب عليه السلام، وقد مرّ في كتاب الحجّة جملة من أحواله.
والرِّقة - بالكسر - : الرحمة، وفعله كفرّ.
وقوله: (إلى أمر) يعني الخلافة، أو المُلك والسلطنة.

متن الحديث الرابع والتسعين والخمسمائة

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ رَفَعَهُ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام لِرَجُلٍ :
«مَا الْفَتى‏ عِنْدَكُمْ؟».
فَقَالَ لَهُ : الشَّابُّ .
فَقَالَ : «لَا ، الْفَتَى : الْمُؤْمِنُ ، إِنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ كَانُوا شُيُوخاً، فَسَمَّاهُمُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فِتْيَةً بِإِيمَانِهِمْ» .

شرح‏

السند مرفوع.
قوله: (ما الفتى عندكم).
قال الجوهري: «الفتى: الشابّ. والفتى: السخيّ الكريم»۱ انتهى.
ولمّا كان معنى الأوّل هو الشايع المتبادر أجاب المخاطب به، (فقال له: الشابّ)؛ فبيّن عليه السلام غرضه من هذا السؤال وأنّه لم يرد هذا المعنى، بل المعنى الذي ورد في كثير من الآيات والأخبار، وهو السخيّ الكريم الذي جاد بترك الدُّنيا وابتغاء الآخرة والإيمان.
(فقال: لا، الفتى: المؤمن).
وحاصله: أنّ المستحقّ بهذا الاسم أو الأولى به المؤمن الذي يبذل نفسه وماله في سبيل اللَّه، وقد روي أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله قال: «أنا الفتى بن الفتى أخو الفتى»۲ أي ابن إبراهيم عليه السلام، وأخو عليّ بن أبي طالب عليه السلام حيث قال فيه: لا فتى إلّا عليّ.

1.الصحاح، ج ۶، ص ۲۴۵۲ (فتى) مع التلخيص.

2.الأمالي للصدوق، ص ۲۶۸، المجلس ۳۶، ح ۲۹۲.


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
424

قَالَ: وَذَكَرَ مُلْكَهُ عِشْرِينَ سَنَةً، قَالَ : فَجَزِعْنَا ، فَقَالَ : «مَا لَكُمْ؟ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - أَنْ يُهْلِكَ سُلْطَانَ قَوْمٍ أَمَرَ الْمَلَكَ، فَأَسْرَعَ بِسَيْرِ۱ الْفَلَكِ ، فَقَدَّرَ عَلى‏ مَا يُرِيدُ» .
قَالَ : فَقُلْنَا لِزَيْدٍ عليه السلام هذِهِ الْمَقَالَةَ ، فَقَالَ : إِنِّي شَهِدْتُ هِشَاماً وَرَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يُسَبُّ عِنْدَهُ ، فَلَمْ يُنْكِرْ ذلِكَ وَلَمْ يُغَيِّرْهُ ، فَوَ اللَّهِ لَوْ لَمْ‏يَكُنْ إِلَّا أَنَا وَابْنِي لَخَرَجْتُ عَلَيْهِ» .

شرح‏

السند صحيح.
قوله: (لا يخرج على هشام)؛ يعني هشام بن عبد الملك بن مروان.
وقوله: (قال)؛ يعني جابر.
(فقلنا لزيد عليه السلام هذه المقالة)؛ يعني مقالة أبي جعفر عليه السلام.
(فقال)؛ يعني زيد.
(إنّي شهدت هشاماً)؛ يعني حضرت مجلسه.
وقوله: (يسبّ) على البناء للمفعول.
وقوله: (فلم ينكر ذلك) أي فلم يمنع ذلك السبّ.

متن الحديث الثالث والتسعين والخمسمائة

۰.وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ عَنْبَسَةَ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ ، قَالَ :
كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام إِذْ أَقْبَلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَسَلَّمَ ، ثُمَّ ذَهَبَ ، فَرَقَّ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، وَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ ، فَقُلْتُ لَهُ : لَقَدْ رَأَيْتُكَ صَنَعْتَ بِهِ مَا لَمْ‏تَكُنْ تَصْنَعُ؟
فَقَالَ :
«رَقَقْتُ لَهُ لِأَنَّهُ يُنْسَبُ إِلى‏ أَمْرٍ لَيْسَ لَهُ ، لَمْ أَجِدْهُ فِي كِتَابِ عَلِيٍّ عليه السلام مِنْ خُلَفَاءِ هذِهِ الْأُمَّةِ وَلَا مِنْ مُلُوكِهَا» .

شرح‏

السند مختلفٌ فيه.
قوله: (محمّد بن عبد اللَّه) وهو محمّد بن عبد اللَّه بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي

1.في بعض نسخ الكافي: «بالسير». وفي بعضها: «السير». وفي بعضها: «لسير»

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 69482
صفحه از 568
پرینت  ارسال به