(علماً منه تعالى أنّه) أي عدم إدراكه.
(قدّ وسع العباد).
القدّ - بالفتح وتشديد الدال المهملة - : القدر، والقطع المستأصل، وقامة الرجل، وتقطيعه، واعتداله.
ثمّ اعلم أنّ قوله: «علماً» تعليل للفقرات السابقة. وقيل: التعليل فيما سوى الأوّل أظهر،۱ فتأمّل.
والمستتر في قوله: (فلا يتجاوز ذلك) راجع على الوسع، و«ذلك» إشارة إلى اعتراف العارفين بالتقصير، وعلم العالمين أنّهم لا يدركونه، وإرجاع المستتر إليه تعالى والإشارة إلى الجعلين محتمل، وكان قوله: (فإنّ شيئاً من خلقه لا يبلغ مدى عبادته) تعليل لكونه قدّ وسع العباد.
والمدى - كالفتى - : الغاية، أي غاية عبادته اللّائقة به.
(وكيف يبلغ مدى عبادته).
كذا في النسخ، والظاهر «عبادة» بدون الضمير.
(من لا مدى له) أي لوجوده، أو لمعرفة ذاته وصفاته، أو لكمالاته.
(ولا كيف، تعالى اللَّه عن ذلك علوّاً كبيراً)؛ لأنّ اللّائق بمن ليس له مدى، وكيف عبادة خلت عنهما؛ إذ كلّ ما له أحدهما ممكن ناقص لا يليق بجنابه المتعالي عنهما، ولا ريب أنّ أحداً لا يبلغ مدى تلك العبارة الخالية عنهما؛ لأنّ البلوغ والقدرة عليها فرع الخلوّ عنهما، ولا يمكن ذلك في الممكن.
متن الحديث الثاني والتسعين والخمسمائة
۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ بِجَادٍ الْعَابِدِ ، عَنْ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَهُ وَذَكَرُوا سُلْطَانَ بَنِي أُمَيَّةَ ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام :«لَايَخْرُجُ عَلى هِشَامٍ أَحَدٌ إِلَّا قَتَلَهُ» .