417
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

وقوله: (اتّخذ اللَّه عبداً خليلاً) أي اصطفاه وخصّصه بكرامة تشبه كرامة الخليل عند خليله.

متن الحديث التاسع والثمانين والخمسمائة

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ سُلَيْمٍ الْفَرَّاءِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثِهِ :
«إِنَّ الْمَلَكَ لَمَّا قَالَ : أَدْخَلَنِيهَا رَبُّهَا ، عَرَفَ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام أَنَّهُ مَلَكُ الْمَوْتِ عليه السلام ، فَقَالَ لَهُ : مَا أَهْبَطَكَ؟ قَالَ‏۱ : جِئْتُ أُبَشِّرُ رَجُلًا أَنَّ اللَّهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى‏ - اتَّخَذَهُ خَلِيلًا ، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام : فَمَنْ هذَا الرَّجُلُ؟ فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ : وَمَا تُرِيدُ مِنْهُ؟ فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام : أَخْدُمُهُ أَيَّامَ حَيَاتِي ، فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ : فَأَنْتَ هُوَ» .

شرح‏

السند المرسل .

متن الحديث التسعين والخمسمائة

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام :
«أَنَّ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ يَسِيرُ بِبَعِيرٍ ، فَمَرَّ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَائِمٍ يُصَلِّي قَدْ قَطَعَ الْأَرْضَ إِلَى السَّمَاءِ طُولُهُ وَلِبَاسُهُ شَعْرٌ».
قَالَ : «فَوَقَفَ عَلَيْهِ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام ، وَعَجِبَ مِنْهُ ، وَجَلَسَ يَنْتَظِرُ فَرَاغَهُ ، فَلَمَّا طَالَ عَلَيْهِ حَرَّكَهُ بِيَدِهِ ، فَقَالَ لَهُ : إِنَّ لِي حَاجَةً فَخَفِّفْ» .
قَالَ : «فَخَفَّفَ الرَّجُلُ ، وَجَلَسَ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام ، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ : لِمَنْ تُصَلِّي؟ فَقَالَ : لِإِلهِ إِبْرَاهِيمَ ، فَقَالَ لَهُ : وَمَنْ إِلهُ إِبْرَاهِيمَ؟ فَقَالَ : الَّذِي خَلَقَكَ وَخَلَقَنِي ، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام : قَدْ أَعْجَبَنِي نَحْوُكَ ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أُوَاخِيَكَ فِي اللَّهِ ، أَيْنَ مَنْزِلُكَ إِذَا أَرَدْتُ زِيَارَتَكَ وَلِقَاءَكَ؟ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ : مَنْزِلِي خَلْفَ هذِهِ النُّطْفَةِ - وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْبَحْرِ - وَأَمَّا مُصَلَّايَ فَهذَا الْمَوْضِعُ، تُصِيبُنِي فِيهِ إِذَا أَرَدْتَنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ» .

1.في بعض نسخ الكافي: «فقال».


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
416

(بالخلّة).
قيل: الخلّة من الخلال؛ فإنّه ودّ تخلّل النفس وخاذلها. وقيل: من الخلل؛ لأنّ كلّ واحد من الخليلين يسدّ خلل الآخر، أو من الخلّ وهو الطريق في الرمل، فإنّهما يترافقان في الطريقة. أو من الخلّة بمعنى الخصلة؛ فإنّهما يتوافقان في الخصال.۱
وقيل: الخليل من الخلّة - بالفتح - بمعنى الحاجة، وسمّي عليه السلام خليلاً لأنّه قصّر حاجته على اللَّه عزّ وجلّ. وقيل: سمّي به لتخلّقه بأخلاق اختصّت به. وقيل: الخليل من لا يسع قلبه غير من فيه، وسمّي عليه السلام خليلاً لأنّ حبّ اللَّه سبحانه لم يُبق في قلبه موضعاً لغيره.۲
وقيل: الخليل مشترك بين المحبّ والمحبوب، وكلاهما محتمل في خليل الرحمن.۳
وقال الفيروزآبادي:
الخلّة: الحاجة، والفقر، والخصاصة. والخلّة: الخصلة. وبالضمّ: الصداقة المختصّة لا خلل فيها، أو الخليل الصادق، أو من أصفى المودّة وأصحّها وهي بهاء.۴
وقوله: (فجاءه ملك الموت).
الفاء للتفسير. وقيل: لعلّ السرّ في تخصيص ملك الموت بالبشارة بالخلّة كونه سبباً للقاء اللَّه والوصول إليه، وبالبشارة بالخلّة يشتاق قلب الخليل إلى لقاء خليله ووصوله إليه.۵(يقطر رأسه ماءً ودهناً) كأنّه كناية عن غاية الصفاء ونهاية الطراوة، كما يشعر به كلام الجوهري.۶
وقال الفيروزآبادي: «قوم مدّهنون كمعظّم عليهم آثار النعمة، وهو طيب الدُهنة - بالضمّ - أي الرائحة».۷
وقوله: (فاستقبله) أي استقبل ملك الموت إبراهيم عليه السلام، أو بالعكس.
وقوله: (خارجاً من الدار) حال عن ملك الموت.

1.القائل هو العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في‏غ مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۶۰۲ و ۶۰۳.

2.ناقل الأقوال هو المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۷۱.

3.نقله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۷۲ عن إكمال الإكمال.

4.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۳۷۰ (خلل) مع التلخيص.

5.قاله المحقّق الفيض رحمة اللَّه عليه في الوافي، ج ۲۶، ص ۳۳۳، ذيل ح ۲۵۴۴۲.

6.الصحاح، ج ۵، ص ۲۱۱۵ و ۲۱۱۶ (دهن).

7.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۲۲۴ (دهن) مع التلخيص.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 69654
صفحه از 568
پرینت  ارسال به