413
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

(فإنّ رواة الكتاب كثير، ورعاته قليل)؛ كأنّه تعليل للأمر والنهي، وتنبيه على أنّ ترك الرواية لا يضرّ كثيراً؛ لكثرة أهلها الحافظين لألفاظه وعباراته، وإنّما الأصل والأهمّ هو الرعاية لئلّا يندرس المقصود لقلّة أهلها.
(واللَّه المستعان) في جميع الاُمور.

متن الحديث السادس والثمانين والخمسمائة

۰.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ : حَدَّثَنِي مَعْرُوفُ بْنُ خَرَّبُوذَ :
عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهما السلام أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ :
«وَيْلُ أُمِّهِ فَاسِقاً مَنْ لَايَزَالُ مُمَارِئاً ، وَيْلُ أُمِّهِ فَاجِراً مَنْ لَايَزَالُ مُخَاصِماً ، وَيْلُ اُمِّهِ آثِماً مَنْ كَثُرَ كَلَامُهُ فِي غَيْرِ ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» .

شرح‏

السند ضعيف.
قوله: (ويل اُمّه فاسقاً من لا يزال ممارئاً).
قال في النهاية:
فيه يقول: يا ويله. الويل: الحزن، والهلاك، والمشقّة من العذاب، وكلّ من في هلكة دعا بالويل، ومعنى النداء فيه: يا ويلي، ويا حزني، ويا عذابي، احضر فهذا وقتك وأوانك. وعدل عن [مكاية قول إبليس:] يا ويلي كراهة أن يضيف الويل إلى نفسه.
وقد يرد الويل بمعنى التعجّب، ومنه الحديث: ويل اُمّة مسعر حرب، تعجّباً من شجاعته وحربه.۱
وقال الجوهري: «ويل كلمة وَيْح إلّا أنّها كلمة عذاب، وتقول: ويلٌ لزيد، وويلاً لزيد، فالنصب على إضمار الفعل، والرفع على الابتداء»۲ انتهى. وويل اُمّه هنا يحتمل أن يكون مرفوعاً على الابتداء والخبر محذوف، وأن يكون منصوباً بتقدير حرف النداء، أو مفعولاً لفعل

1.النهاية، ج ۵، ص ۲۳۶ (ويل) مع التلخيص و اختلاف في اللفظ.

2.الصحاح، ج ۵، ص ۱۸۴۶ (ويل) مع التلخيص.


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
412

وفي بعض النسخ: «ويخبر» على صيغة الفعل، وكأنّه حينئذٍ عطف على قوله: «بالحقّ» بتقدير العايد، أي يخبر لهم صادق بكونهم شهداء.
(لا يخالفون ولا يختلفون فيه)؛ كأنّه تكرير للسابق تأكيد [له‏].
وقيل: يحتمل أن يكون هذا في الشهادة وذلك في الإخبار، أو التفاوت باعتبار اختلاف المشهود به ولو بحسب الاعتبار، أو هذا باعتبار العمل وذلك باعتبار الحكم.۱(قد خلت) أي مضت (لهم من اللَّه) أي في علمه تعالى وتقديره.
(سابقة) أي نعمة سابقة، وهي العصمه والحكمة والهداية والرئاسة العامّة ولوازمها.
(ومضى فيهم من اللَّه - عزّ وجلّ - حكمٌ صادق) مطابق لما هو في الخارج؛ لوقوع المقدّر على طبق التقدير.
ولعلّ المراد بذلك الحكم ظفرهم ونصرتهم وحفظهم، أو ما ذكر من نعمة سابقة.
(وفي ذلك) أي فيما ذكر من جعل علم القرآن عند أهله وكونهم نوراً وأئمّة إلى آخر ما ذكر من الأوصاف.
(ذكرى) أي تذكرة وعبرة.
(للذاكرين).
قال الفيروزآبادي:
تذكره، وأذكره إيّاه، وذكّره، والاسم: الذكرى. تقول: ذكرته ذكرى [غير مجراة]، وقوله تعالى: «ذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ»۲ اسم للتذكير «وَ ذِكْرَى‏ لِأُوْلِى الْأَلْبَبِ»۳: عبرة لهم.۴(فاعقلوا الحقّ إذا سمعتموه عقل رعاية) أي حفظ وتعاهد بالاعتقاد والإذعان به إن كان اعتقاديّاً، وبالعمل إن كان عمليّاً.
(ولا تعقلوه عقل رواية)؛ إذ الرواية بدون الرعاية غير نافعة، بل توجب زيادة الحسرة والندامة.

1.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۷۰.

2.الأعراف (۷): ۲؛ هود (۱۱): ۱۲۰.

3.ص (۳۸): ۴۳؛ غافر (۴۰): ۵۴.

4.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۳۵ (ذكر).

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 69471
صفحه از 568
پرینت  ارسال به