(فإنّ رواة الكتاب كثير، ورعاته قليل)؛ كأنّه تعليل للأمر والنهي، وتنبيه على أنّ ترك الرواية لا يضرّ كثيراً؛ لكثرة أهلها الحافظين لألفاظه وعباراته، وإنّما الأصل والأهمّ هو الرعاية لئلّا يندرس المقصود لقلّة أهلها.
(واللَّه المستعان) في جميع الاُمور.
متن الحديث السادس والثمانين والخمسمائة
۰.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ : حَدَّثَنِي مَعْرُوفُ بْنُ خَرَّبُوذَ :
عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهما السلام أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ :«وَيْلُ أُمِّهِ فَاسِقاً مَنْ لَايَزَالُ مُمَارِئاً ، وَيْلُ أُمِّهِ فَاجِراً مَنْ لَايَزَالُ مُخَاصِماً ، وَيْلُ اُمِّهِ آثِماً مَنْ كَثُرَ كَلَامُهُ فِي غَيْرِ ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» .
شرح
السند ضعيف.
قوله: (ويل اُمّه فاسقاً من لا يزال ممارئاً).
قال في النهاية:
فيه يقول: يا ويله. الويل: الحزن، والهلاك، والمشقّة من العذاب، وكلّ من في هلكة دعا بالويل، ومعنى النداء فيه: يا ويلي، ويا حزني، ويا عذابي، احضر فهذا وقتك وأوانك. وعدل عن [مكاية قول إبليس:] يا ويلي كراهة أن يضيف الويل إلى نفسه.
وقد يرد الويل بمعنى التعجّب، ومنه الحديث: ويل اُمّة مسعر حرب، تعجّباً من شجاعته وحربه.۱
وقال الجوهري: «ويل كلمة وَيْح إلّا أنّها كلمة عذاب، وتقول: ويلٌ لزيد، وويلاً لزيد، فالنصب على إضمار الفعل، والرفع على الابتداء»۲ انتهى. وويل اُمّه هنا يحتمل أن يكون مرفوعاً على الابتداء والخبر محذوف، وأن يكون منصوباً بتقدير حرف النداء، أو مفعولاً لفعل