371
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

(مثل الحبّ)، وهو بالضمّ الخابية فارسي معرّب، ولعلّ المراد به تصديق قول القائل، أي نعم إنّي سمعت أو علمت أنّها كانت ترى الكوكب مثل الخابية أيضاً.
وقال بعض الأفاضل: «معناه: نعم، تراه مثل الحبّ بعد ذلك إن لم تعالج، أو أنّها ترى في الحال مثل الحبّ»۱ هذا كلامه وهو كما ترى.
وقوله: (اكحلها) إلى قوله: (فكحلناها).
قال الفيروزآبادي: «الكحل - بالضمّ - : الأثمد، وكلّ ما وضع في العين يستشفى به. وكحل العين - كمنع ونصر - فهي مكحولة، وكحّلها».۲

متن الحديث الحادي والثمانين والخمسمائة

۰.عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ۳، عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَيْضِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :
«كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ - يَعْنِي أَبَا الدَّوَانِيقِ - فَجَاءَتْهُ خَرِيطَةٌ ، فَحَلَّهَا وَنَظَرَ فِيهَا ، فَأَخْرَجَ مِنْهَا شَيْئاً ، فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، أَتَدْرِي مَا هذَا؟
قُلْتُ : وَمَا۴ هُوَ؟ قَالَ : هذَا شَيْ‏ءٌ يُؤْتى‏ بِهِ مِنْ خَلْفِ إِفْرِيقِيَةَ مِنْ طَنْجَةَ أَوْ طِينَةٍ - شَكَّ مُحَمَّدٌ - .
قُلْتُ : مَا هُوَ؟ قَالَ : جَبَلٌ هُنَاكَ يَقْطُرُ مِنْهُ فِي السَّنَةِ قَطَرَاتٌ ، فَتَجْمُدُ۵ وَ هُوَ جَيِّدٌ لِلْبَيَاضِ يَكُونُ فِي الْعَيْنِ يُكْتَحَلُ بِهذَا ، فَيَذْهَبُ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .
قُلْتُ : نَعَمْ ، أَعْرِفُهُ وَإِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ بِاسْمِهِ وَحَالِهِ ، قَالَ : فَلَمْ يَسْأَلْنِي عَنِ اسْمِهِ ، قَالَ : وَمَا حَالُهُ؟
فَقُلْتُ : هذَا جَبَلٌ كَانَ عَلَيْهِ نَبِيٌّ مِنْ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ هَارِباً مِنْ قَوْمِهِ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَيْهِ ، فَعَلِمَ بِهِ قَوْمُهُ ، فَقَتَلُوهُ ، فَهُوَ يَبْكِي عَلى‏ ذلِكَ النَّبِيِّ عليه السلام ، وَهذِهِ الْقَطَرَاتُ مِنْ بُكَائِهِ ، وَلَهُ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ عَيْنٌ تَنْبُعُ مِنْ ذلِكَ الْمَاءِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، وَلَا يُوصَلُ إِلى‏ تِلْكَ الْعَيْنِ» .

1.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في‏غ مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۵۸۴ مع اختلاف في اللفظ.

2.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۴۳ و ۴۴ (كحل) مع التلخيص.

3.في الطبعة القديمة: - «بن محمّد».

4.في الطبعة القديمة: «ما بدون الواو».

5.في بعض نسخ الكافي: «فيمجد».


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
370

وقال: «المرّ - بالضمّ - : دواء معروف نافع للسعال ولسع العقارب ولديدان الأمعاء»۱ انتهى.
وقيل: الكافور صمغ شجرة؛ وما كان منه جلال، وهو الكبار الذي لم يقع في التراب، لا حاجة له إلى النار، وهو الكافور الخام المستعمل في الحنوط، وما كان منه صغار ووقع في التراب جعل في قدر فيه ماء ويغلى ليتميّز. وقيل: هو نبت له نور كنور الأقحوان، أو غلاف الكرم قبل ظهور نوره، أو وعاء طلع النخل.۲
وأقول: الظاهر أنّ المراد هنا الكافور المشهور.

متن الحديث الثمانين والخمسمائة

۰.عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : إِنَّ لَنَا فَتَاةً كَانَتْ تَرَى الْكَوْكَبَ مِثْلَ الْجَرَّةِ .
قَالَ :
«نَعَمْ ، وَتَرَاهُ مِثْلَ الْحُبِّ».
قُلْتُ : إِنَّ بَصَرَهَا ضَعُفَ .
فَقَالَ : «اكْحُلْهَا بِالصَّبِرِ وَالْمُرِّ وَالْكَافُورِ أَجْزَاءً سَوَاءً» فَكَحَلْنَاهَا بِهِ ، فَنَفَعَهَا .

شرح‏

السند صحيح.
قوله: (إنّ لنا فتاة).
الفتى: الشابّ، وهي فتاة.
(كانت ترى الكوكب مثل الجرّة) بالفتح، وهو إناء معروف من الخزف، والتشبيه باعتبار الحجم، أو الشكل.
(قال:) أي أبو عبد اللَّه عليه السلام.
(نعم وتراه) أي تلك الفتاة.

1.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۳۲ (مرر) مع التلخيص.

2.القائل هو المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۵۳.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 69472
صفحه از 568
پرینت  ارسال به